الصّحَافَة، السلطة الرّابِعة التي ارتبطت ب"مهنة المتاعب"، لأن الوصول إلى الحقيقة ونقلها للعموم يقتضي تجاوز المصاعب، التي قد تصل إلى حد فقدان الحياة.. في تقريره السنوي الذي نشر مع نهاية العام الحالي، وثق الاتحاد الدولي للصحفيين مقتل 108 من الصحفيين خلال 2013، فيما فقد 15 آخرون حياتهم بسبب حوادث أثناء مزاولتهم لعملهم.. التقرير وجه نداءً عاجلا يناشد فيه الحكومات حول العالم التدخل لإنهاء الحصانة عن قتلة الصحفيين والعاملين الإعلاميين.. ورغم أن عدد القتلى انخفض هذا العام بنسبة 10%، مقارنة مع السنة الماضية، فقد سجل التقرير الدولي رقم 23، مقتل 108 صحفيين وعاملين إعلاميين إما باستهداف مقصود، أو تفجيرات، أو حوادث تبادل للنيران، مشيرا إلى أن أخطر المناطق على العمل الصحفي هي منطقة آسيا والباسفيك (قتل فيها 29%، أي 31 من الصحفيين)، تليها منطقة العالم العربي والشرق الأوسط (27% من مجموع القتلى أي 22 صحفيا)، ثم افريقيا، حيث يقدر عدد القتلى هناك ب 22 صحفيا، فأمريكا اللاتينية في المرتبة الرابعة بعدد قتلى يقارب 20 صحفيا فيما قتل 3 صحفيين في أوروبا. ومن ناحية أخرى، قال الاتحاد الدولي للصحفيين إن العنف تجاه الصحفيات في تصاعد، إذ فقدت 6 صحفيات حياتهن هذه السنة، إضافة إلى العدد الكبير من النساء اللواتي وقعن ضحايا للاعتداءات الجنسية، والترهيب، والتمييز، على حد تعبير التقرير. تعنيف الصحفيين في ربوع العالم لا يزال مستمرا، حسب التقرير، الذي أكد أن مستوياته لا زالت مرتفعة "بشكل لا يمكن التسامح تجاهه"، هذا في الوقت الذي صادقت فيه الأممالمتحدة، في 18 دجنبر الجاري، على إعلان "اليوم الدولي لإنهاء الحصانة" في الجرائم ضد الصحفيين، وهو القرار الذي يدين بشكل غير مشروط "جميع الهجمات والعنف الموجه ضد الصحفيين والعامليين الاعلاميين"، مثل التعذيب والقتل خارج إطار العدالة والاختفاء القسري والتوقيف وكذا الترهيب والتحرش "سواء في ظروف الصراع أو في الظروف العادية"، مشددا على أن "الحصانة التي يتمتع بها مهاجمي الصحفيين تعتبر التحدي الأساسي للجهود الرامية لتعزيز حماية الصحفيين". ووثقت الإحصائيات معلومات متعلقة بمقتل الصحفيين والعامليين الإعلاميين، كما يلي: (هنا لائحة الصحفيّين الذي قتلوا سنة 2013) استهداف مقصود، أو تفجيرات، أو حوادث تبادل للنيران: 108 موت في حوادث أو نتيجة مرض أثناء عملهم: 15 مجموع الضحايا: 123 كما تتصدر سوريا الدول التي سجّلت أعلى الخسائر في أرواح الصحفيّين (مقتل 15 صحفيا)، بسبب الأزمة المتواصلة في سوريا، التي جعلتها تصنف ك"أكثر البلدان خطرا على الإعلام لسنة 2013"، تليها العراق، ب13 صحفيا قتلوا هذه السنة، ثم الباكستان والفلبين والهند (10 صحفيين في كل دولة) والصومال (7) ثم مصر (6)، وهي الدول التي خسرت أكبر عدد من الصحفيين. العوني: القمع يطال الصحفيين بالمغرب محمد العوني، الناشط في حريات الإعلام، قال إن المغرب بدوره يعرف استهدافاً متواصلا بالاعتداء في حق الصحفيّين، "في كل المناسبات"، مضيفا "السلطة السياسية والأمنية بالمغرب لا زالت تعتبر الصحفي فضوليا.. ولا تعي بأن وسيط بين المجتمع والدولة وله عدة صلاحيات تكفلها له وضعيته الاعتبارية، كممثل للسلطة الرابعة". وأوضح رئيس منظمة حرية الإعلام والتعبير، في تصريح لهسبريس، أن المنظمات الوطنية والدولية تنصف المغرب في رُتَب متأخرة علاقة بالصحافة "على عكس الخطابات المروجة والتي تسعى لقلب الحقائق وتبحث في ما سمى الأخلاقيات، عوض توسيع الحريات". ويقول العوني إن المغرب معني بالالتزام بالمقرر الأممي الخاص بعدم الإفلات من العقاب بالنسبة للمعتدين على الصحفيين، "انطلاقا من الشكايات القضائية التي رفعها العديد من الزملاء طيلة السنوات السابقة"، مشيرا أن تلك الشكايات إما "علّقت أو بقيت بدون متابعة"، فيما أشار على سبيل المثال "الجميع يعرف من اعتدى على الصحفي عمر بروكسي لأن أوجه ضباط الشرطة المعتدين واضحة بالصور التي اطلع عليها العالم". "منظمة حرية الإعلام والتعبير (حاتم) توصلت بشكايات حوالي 20 صحفيا وصحفية تعرضوا للتعنيف يوم 02 غشت الماضي حين الوقفة الاحتجاجية ضد العفو البيدوفيل دانييل"، مضيفا "مازلنا ننتظر اتخاذ الاجراءات ضد المعتدين على الصحفيين.. خصوصا وأن منهم من تعرض لإصابات لا زالت آثارها سارية حاليا". وطالب النشاط الإعلامي والحقوقي بإقرار آلية رسمية ومؤسساتية من أجل حماية الصحفيين والتعاون مع التنظيمات الصحفية لانتقال في التعامل مع الصحفيين باحترام كامل "اعتبارا لأدوارهم ولحرية الإعلام والتعبير"، مضيفا "إن صور ومظاهر الاعتداء على تلك الحريات تؤثر سلبا على صورة المغرب في الخارج".