الحياة رحلة عنوانها الحب والتيه والعشق والوداع. الوداع لا يحصل إلا لمن يعشق بعينيه أما ذاك الذي يعشق بروحه وقلبه فمسافر لا يعرف الوداع. أعشقك أنا السائر في الطريق الطويل، أنا عابر السبيل، أنا طارق أبوابك والملتمس لرحماتك وألطافك الخفية.. سأنهل من رحيق الملكوت وأفر من صحراء الحياة إلى جنة حضرتك وأتنعم بالنظر إليك.. أنا المسافر بين السجلات واللاهث خلف المعنى والمتعطش لماء الحروف والكلمات، ألهمني واشرح صدري وارحم من علمني وارزقني البيان والعرفان وسر أسرارك وحبك الأعظم الذي لا يموت. ما أجملك، ما أبهاك، ما أقدسك.. إني أرتعش وأحترق بين يديك وأذوب في حضرتك. أنت دائما في صميم قلبي، أنت أملي وملاذي وإليك سلمت روحي وفوضت أمري. نظرت إلى الوجوه.. نظرت إلى الإنسان. سافرت وجلت وجاوزت الجبال ولاقيت الرجال. انتبهت إلى دبيب الحياة وأصخت لموسيقى الأكوان فرأيتك. لذت بالصمت، وواصلت التأمل، فمتى أغدو منه عارفا بوجوه عبادك وكنوز قدرتك؟ يا موجد كل موجود، أنت أقدم من الوجود، أنت رب الوجود. أنت ملاذي وملجئي وأملي، أنت الحب المتجسد في خلجات الفؤاد وألوان الحياة وإيقاعات الصباح والمساء وكل الذرات. أنت الحب، أنت الله. أيها الحب الأعظم سبحانك، أنت حي لا تموت، تباركت وتعاليت. سبحانك وغفرانك. إلهي.. هذي الحياة لم يجد بها علي أحد سواك. أنت الجواد الوهاب. أيها الحب الأعظم، إني زاهد.. إني عاشق للحياة بمعيتك وسالك عائد مسافر حاج إليك، فهل تقبلني في حضرتك؟ أريد اللؤلؤ، فلأغص في أعماق البحر فما على الشاطئ غير الزبد. أيها الحب الأعظم.. عندما أنطلق في بحر الحياة وأغترف منه بقلبي وروحي وإحساسي وبدني وجوارحي، فإني أمجدك وأكافح في سبيلك. إن الأكوان تدور في أفلاك ملكوتك، وهي مدعاة للصمت والتأمل وأنا أعشق أسرارك وعجائب قدرتك، أيها الحب الأعظم. أنت النور الذي أرى به العالم، فأرى ذاتي الساكنة في محيطات إشراقاتك وتجلياتك وفيوض رحماتك وأنوارك وكشوفاتك. أيها الحب الأعظم، السفر إليك رجوع إلى فطرتك التي فطرت الناس عليها مذ أوجدت الوجود من العدم. أيها الحب الأعظم، الحياة من كشوفات ملكوتك، فلأغترف منها لأروي عطشي الأسطوري والوجودي إليك. تباركت وتعاليت وتقدست صفاتك وأسماؤك وأوصافك أيها الحي الذي لا يموت، أيها الحب الأعظم. إنك تشرق علي في كل حين وبنورك أرى العالم. أيها الحب الأعظم، إن أسرارك لا تنتهي وأنا مسافر إليك وآفاقك لا تحد وعطاياك لا تنقضي وعجائبك لا تنضب. أرني أنظر إليك أيها الحب الأعظم.. لك الحمد عدد النجوم والكواكب وحبات الرمال وزبد البحر وذرات الكون وعدد أنفاس الخلائق. تباركت وتعاليت يا قريبا غير بعيد يا منقذ الغرقى يا حبيبي يا لطيف يا رحمان يا رحيم. أسألك بأسمائك الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم وصفاتك العليا وقدسك وأنوارك وتجليات إشراقاتك أن تغسل ذنوبنا ولو كانت عدد حبات الرمل وزبد البحر، وأن ترزقنا وتفيض علينا من عطاياك ونعمك وعلومك وأسرارك. يا الله، يا الله، يا الله، يا حي يا حي يا حي، يا قيوم، يا بديع، أيها الحب الأعظم.