توسّطت نوال المتوكّل، البطلة الأولمبيّة المغربية سابقا والمدبّرة الرياضيّة العالميّة حاليا، عشرات المبادرين للاحتفال بها عقب انتخابها نائبة أولى لرئيس اللجنة الأولمبية الدوليّة.. وقد ارتأت نوال أن تختار ملابسها من ذات لون حزبها، التجمّع الوطني للأحرار، الذي أشرف على الموعد عبر مكتبه لجهة الدّار البيضاء الكبرى. "أومن بالعمل الدؤوب والجدّ والاجتهاد" تقول نوال المتوكّل لهسبريس وتزيد: "مشواري بدأ بميدالية ذهبية أولمبيّة، وبعدها عاهدت نفسي بمسار طويل ينبني على انخراط العنصر النسوي بالحركة الرياضيَّة، وكان الأمر قريبا من الانعدام منتصف الثمانينيات من القرن الماضي.. فسباقاتي بالحلبة كانت مدرسة، لها انطلاقة ثمّ وصول، وبينهما 10 حواجز كان ينبغي علي تخطّيها، لذلك علّمتني ألعاب القوى أشياء كثيرة استثمرتها" وفق تعبير ذات المتحدّثة. المتوكّل استغلّت مناسبة الاحتفاء بها كي تثبت للحاضرين بأنّ مرور 29 سنة على تتويجها الأولمبي بلُوس أنجلِس لم تفقدها بعد رشاقتَها، إذ أصرّت نوال بأن تشرف على استقبال كل الشخصيات السياسية والاقتصادية والتدبيرية والرياضية، وكذا الديبلوماسيّة، التي لبّت دعوة الاحتفاء بامرأة أضحت رمزا للمغرب على مستوى جهاز للتدبير الرياضيّ الدوليّ من حجم اللجنة الأولمبيّة الدوليّة. "للرياضة قوّة تستطيع بها أن تغيّر الرياضيّ والرياضيّة في اتجاه رجل أو امرأة دولة، كما تستطيع تمكين ذات الممارسين في الانخراط بعدد من المجالات والانكباب على العمل ضمن كثير من الملفّات.. أكنّ للرياضة كل الاحترام، فبدونها لكانت نوال المتوكّل، ربما، لا تساوي شيئا.. ودون توقيتي المحدّد في 54 ثانية و61 جزءً من المائة لما استطعت أن أتغيّر إلى ما أنا عليه الحين" تورد نوال لهسبريس. "إنّه الأفضل، إنّه الرقم 1".. بهذه العبارة اختارت البطلة الأولمبية لسباق 400 متر حواجز، عام 1984، أن تستقبل هشام الكروج، واحد من أيقونات العهد الجميل لألعاب القوى المغربيّة والأكثر تتويجا من بين عدّائي البلد.. فيما بدا صاحب التتويج الثنائي بذهب أولمبياد أثينا 2004، خلال جزء مهمّ من حفل تكريم الRNI لنوال المتوكّل، وهو يتبادل أطراف الحديث مع صلاح الدين مزوار، طبعا بعد تهنئة نجمة الحفل بموقعها التدبيري كثاني أكبر اسم ضمن الIOC. التجمّعيون المحتفلون بالسيدة التي سبقت أن كانت مسؤولة، لولايتَين حكوميتين، على حقيبة الرياضة بألوان حزب أحمد عصمان ومصطفى المنصوري.. ومع "أحرار البيضاء" من لبوا دعوة الحضور.. برمجوا شهادات ساردة لنوستالجيا مقترنة بما سبق وعاشته المحتفى بها ضمن مرحلة الدراستين الإعدادية والثانوية وكذا حين ولوجها إلى عوالم الCoaching حتى تصبح ما هي عليه الآن.. "هذا اعتراف بنوال المتوكّل واستمرارها في تألقها الدّوليّ، وهو اعتراف أيضا بكل ما أنجزته ضمن مسيرتها الرياضيّة، منذ أن عرفتها وهي في ال17 من العمر، حين كنّا نعدّ جميع لدورة من الألعاب المتوسّطيّة، ما زالت تحافظ على طريقتها التي تتسم بكثير من الجدّيّة والتواضع والانفتاح، وهي خصال سمحت لها بالتدرّج في مجال المسؤوليّة الرياضيّة الأولمبيّة على المستوى الدّوليّ.." يقول صلاح الدين مزوار لهسبريس قبل أن يردف: "نوال المتوكّل شرّفت الرياضة المغربيّة والرياضيّين المغاربة، وتألقها شرف للمرأة المغربيّة والعربيّة، وهذه أمور لا يمكن أن تكون إلاّ مكسبا للبلد، تماما كما هي مكسب لحزب التجمّع الوطني للأحرار..". وتصرّح نوال المتوكّل لهسبريس، بشأن طموحها في تقلّد مناصب حكومية بالمغرب، أنّها كانت كاتبة للدولة تم تعيينها عام 1997 وأيضا عام 2007.. واسترسلت: "أبقى دوما رهن إشارة الوطن، لأنّ جذوري بالمغرب رغم أن انشغالاتي تقترن بفضاءات خارجه، فأنا أبقى بنت الدّار ومستعدّة لخدمة المملكة المغربية من أي موقع كنت به". "تذكرِي يا نوال خطواتك الأولى بحديقة الجامعة العربيّة بالدّار البيضاء وأنت تبلغين الآن القمّة.. وتركتِ مزوار، باعتباره مسؤولا عن الحزب، محاولة إيجاد حمَام، وللأسف بيننا الكثير من هذه الطيور بكل يمتدّ إلى حدّ الإزعاج.." يقول محمّد امجيد، ضمن كلمة له وسط الاحتفال، قبل أن يزيد: "نوال المتوكّل لم تكن تقفز على الحواجز، بل نطّت على الطّابُوهَات، مبرزة بأنّ مكان المرأة لا يرتبط ضرورة بالأسرَّة أو بالمطابخ.. والفتاة الصغيرة القادمة من بُورْكُون تدبّر حاليا الشؤون الرياضيَة من أعلى تمثيلياتها، مثبتة بأنّ الرياضة ينبغي أن يكون تسييرها بأيدي الرياضيّين.. نوال كانت وزيرة لمرّتَين، في حين لم يصل مزوار لهذا المنصب غير مرّة واحدة، ويحاول حاليا البلوغ للوزارة في مرّة ثانية ستكون صعبة بوجود الإسلاميّين.. وأنصح نوال المتوكّل بألاّ تثق في السياسَة..".