أعاد شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي، موضوع الاكتظاظ في المؤسسات التعليمية العمومية إلى الواجهة، حين كتب في تدوينة على "فيسبوك"، أن جودة التعليم تقتضي "عدم تجاوز 15 تلميذا بالقسم". وكانت وزارة التربية الوطنية قد وزعت مذكرة على الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، في الموسم الدراسي 2018-2019، طالبت فيها بخفض عدد التلاميذ داخل الأقسام الدراسية للمستوى الأول والمستوى الثاني ابتدائي إلى ثلاثين تلميذا كحد أقصى، وستة وثلاثين تلميذا كحد أقصى في باقي أقسام الطور الابتدائي. وعلى الرغم من المجهودات التي بذلت من أجل القضاء على الهدر المدرسي، إلا أن هذه الظاهرة ما زالت مستمرة، خاصة في ظل استمرار العمل بنظام الأقسام المشتركة، التي قد تضم ما بين أربعة وستة مستويات دفعة واحدة، وهو ما يضرب جودة التعليم في الصميم. ويبدو أن الطموحات التي كانت لدى وزارة التربية الوطنية في عهد أمزازي ما تزال عصية عن التحقق؛ ذلك أنه كان قد دعا إلى تقليص المستويات التي يتم تجميعها داخل الأقسام المشتركة إلى مستويين فقط، لكن المعطيات التي قدمها وزير التربية الوطنية الحالي تفيد بأن هناك أقساما مشتركة تضم ستة مستويات. وأوضح بنموسى في رده على أسئلة البرلمانيين في مجلس النواب، الإثنين، أن 96 في المئة من الأقسام المشتركة تضم ثلاثة مستويات، و4 في المئة المتبقية تضم ما بين أربعة وستة مستويات، لافتا إلى أن الوزارة تسعى إلى القضاء على الأقسام التي تضم هذا العدد من المستويات وتخفيض عدد الأقسام المشتركة التي تضم ثلاثة مستويات. وفي الوقت الذي أكد فيه وزير التربية الوطنية أن ضمان جودة التعليم يقتضي تخفيض الاكتظاظ في الأقسام الدراسية إلى 15 تلميذا، قال نور الدين عكوري، رئيس فيدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، إن الاكتظاظ ازداد بقوة بسبب جائحة كورونا. وأوضح عكوري، في تصريح لهسبريس، أن زيادة الاكتظاظ في المدارس ناجمة عن هجرة آلاف التلاميذ من التعليم العمومي إلى التعليم الخصوصي، في الوقت الذي لا يزال فيه العرض المدرسي المقدم في التعليم العمومي قارا ولا يواكب التغير الحاصل على مستوى زيادة عدد التلاميذ. وأشار عكوري إلى أن ما يؤكد زيادة الاكتظاظ في المدارس العمومية، هو أن استعمالات الزمن أصبحت ممتلئة من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة السادسة مساء، حيث يخرج فوج من التلاميذ ويدخل بعده مباشرة فوج آخر، "دون حتى حيز من الزمن لكي تتعرض الأقسام للتهوية"، لافتا إلى أن الحد من هذه الظاهرة يقتضي توسيع العرض المدرسي وتوفير الموارد البشرية اللازمة.