احتضن مقر مجلس جهة الشرق بوجدة، الجمعة، لقاء مع يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، والوفد المرافق له، ترأسه عبد النبي بعوي، رئيس مجلس الجهة، بحضور معاذ الجامعي، والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد، ونواب الرئيس، وأعضاء اللجان الدائمة بالمجلس، ورؤساء الفرق، وكذا رئيس جامعة محمد الأول بوجدة، والمدير العام للمركز الجهوي للاستثمار، فضلا عن رؤساء المصالح اللاممركزة. وشكل اللقاء فرصة لأعضاء مجلس جهة الشرق الحاضرين للاجتماع بوزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات لتباحث الإكراهات والمعيقات، التي تواجه ساكنة الجهة في مجال البطالة، ملتمسين من الوزير إيلاء جهة الشرق العناية الفائقة في مجال تشجيع المقاولات الصغرى للمساهمة في خلق مناصب الشغل. وقال عبد النبي بعوي، رئيس مجلس الجهة، في تصريح له على هامش اللقاء، إن زيارة وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات للجهة تعتبر حدثا مهما، سيما أن الجهة تعرف مشكلا كبيرا فيما يتعلق بمجال التشغيل. وأضاف بعوي أن الوزير تفاعل بشكل إيجابي مع مطالب جميع المتدخلين، مشيرا إلى أن مجلس جهة الشرق سيكون السباق إلى عقد اتفاقية تروم تنزيل برنامج العمل الذي جاءت به الحكومة، فضلا عن موافقة الوزير على بناء مركز لتكوين سائقي الآليات، بحكم أن الجهة تتوفر على مرأب جهوي للآليات يستعمل في مجال فك العزلة عن العالم القروي، وسيوضع رهن إشارة المركز من أجل التداريب الميدانية. وشارك بعوي، صباح الجمعة بمقر ولاية جهة الشرق، في اللقاء التشاوري حول تنزيل البرنامج الحكومي 2021 2026، في مجال الإدماج الاقتصادي ودعم المبادرات الفردية. وفي كلمة له خلال اللقاء، قال بعوي إن "التشغيل يندرج ضمن الاختصاصات المشتركة لمجلس الجهة، الشيء الذي يبرز أهمية بلورة البرامج الجهوية للتشغيل وفق مقاربة تشاركية ومندمجة مبنية على المسؤولية المشتركة التي تستلزم انخراط الجميع"، مبرزا أن مجلس الجهة يحرص على إنجاح مختلف البرامج الرامية إلى الرفع من فرص الشغل، خاصة لفائدة الشباب والنساء، كما يدعم كافة الخطط الهادفة إلى تحسين مناخ الأعمال، وكذا تعزيز وتطوير الكفاءات والمهارات في مجال المقاولات والتشغيل الذاتي لكي تصبح جهة الشرق قطبا متميزا لتوطين الاستثمارات، ووعاء لتفاعل السياسات والإستراتيجيات. وأشار بعوي إلى أن مجلس الجهة، خلال الولاية السابقة، قام بإدماج فئة مهمة من الشباب اقتصاديا من خلال الرفع من مستوى تأطيرهم. وفي هذا الصدد، عزز مجلس الجهة منظومته التعاقدية، عبر إبرام مجموعة من الاتفاقيات، التي تهدف إلى مواكبة الشباب وتأطيرهم وتكوينهم من أجل المساهمة في إنجاح المسارات المقاولاتية، بالإضافة إلى الانخراط المتواصل لمجلس الجهة في برنامج "انطلاقة"، فضلا عن توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات لدعم وتشجيع الاستثمار باعتباره منتجا للثروة ولفرص الشغل. ومواصلة لنهج سياسة تشجيع الاستثمار ودعم المقاولات الصغرى والمقاولين الذاتيين، أعلن بعوي أن مجلس الجهة بصدد إعداد دفاتر للتحملات بصيغ جديدة، تتلاءم مع المستجدات والتحولات الاقتصادية، وتراعي مخرجات النموذج التنموي الجديد، مشيرا إلى أنه من المنتظر أن تساهم هذه التدابير والإجراءات التحفيزية في تشجيع وجذب مجموعة من الاستثمارات، وإدماج عدد مهم من الشباب والنساء اقتصاديا. ولم يفوت رئيس الجهة فرصة اللقاء التشاوري دون الإشادة بالتعاون الفعال والمجهودات النوعية التي يبذلها والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد، وكافة الشركاء المؤسساتيين ومختلف المتدخلين في التنمية المجالية. وتطرق بعوي إلى الانخراط المبكر لمجلس الجهة في مختلف البرامج التكوينية، إيمانا منه بأهمية الرأسمال البشري ودوره في التنمية المستدامة، منها برنامج "كفاءات للجميع". وأضاف أن هذا البرنامج شكل فضاء للتشاور والتنسيق، وضم جميع المتدخلين في قطاع التكوين المهني، مؤكدا على مواصلة ودعم وتشجيع الفعل الابتكاري الهادف إلى تحرير الطاقات والمساهمة في تحسين مناخ الأعمال. وأشار بعوي إلى أن مجلس الجهة دشن، بمعية شركائه الإستراتيجيين، هذه الولاية بالتوقيع على اتفاقية إحداث وحدة لصناعة أسلاك السيارات، تروم خلق حوالي 3500 منصب شغل، مبرزا أن مجلس الجهة اتخذ مجموعة من التدابير خلال الولاية السابقة، همت إدماج فئة مهمة من الشباب اقتصاديا من خلال الرفع من مستوى تأطيرهم. يذكر أن مجلس جهة الشرق سبق له أن وضع دفترا للتحملات خصص لتشجيع الاستثمار. وهذا الإجراء ساهم بشكل إيجابي في خلق دينامية تنموية، على إثرها استفاد النسيج المقاولاتي بالجهة من مجموعة التحفيزات، مما مكن من إحداث حوالي 46420 منصب شغل، وبلغ الحجم الإجمالي للاستثمار 3 مليارات درهم، وقُدرت مساهمة مجلس الجهة ب 310 ملايين درهم. وفي السياق ذاته، قام المجلس بدعم التعاونيات باعتبارها في الأصل مقاولات اجتماعية، الشيء الذي سمح بخلق مناصب شغل وأنشطة مدرة للدخل. وخلال الفترة الممتدة من سنة 2017 إلى سنة 2021، استفادت حوالي 1146 تعاونية من دعم لمجلس الجهة، قدر ب 73 مليون درهم.