على الرّغم من اقتراب حكومة عبد الإله بنكيران من إكمال سنتها الثانية، ما زال قياديو وبرلمانيو حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، يتهمون "جهات" بعرقلة عمل الحكومة، والحيلولة دونها وتطبيق برنامجها الانتخابي، دون أن يكشفوا عن أسماء هذه "الجهات" أو صفاتها. فبِلُغة أقربَ إلى لغة الإشارات والرموز التي يلجأ إليها بنكيران أثناء حديثه عن المعيقات والمثبّطات التي تضعها "التماسيح والعفاريت" في طريقه، اتهمت البرلمانية أمينة ماء العينين عن حزب العدالة والتنمية "جهات"، لم تسمها بالاسم، بالسعي إلى "إشعال النيران" في البلد. البرلمانية ماء العينين كتبت على صفحتها "الفيسبوكية" أنّ هناك "انتهازيين أغرقوا البلد وأحجموا عن التحلي بالجرأة اللازمة لحلّ ما عقدوه من أوضاع، وعندما جاء من يسعى لمعالجة الأزمات التي خلفوها وراءهم بجُبن، يحاولون استرجاع شرعيات مفقودة بإذكاء نيران تأبى أن تشتعل". وأضافت البرلمانية عن دائرة تزنيت، ألاّ أحد سيكتوي بالنيران إذا اشتعلت غيرَ "الانتهازيين"، الذي لم تسمهم، "ببساطة لأن في المغرب شعبا لا يقرأ بعيونهم ولا يفهم بعقولهم ولا يحب الوطن بضمائرهم الميتة". وحسب ما يبْدو مما كتبته أمينة ما العينين، فإنّ المواطنين المغاربة ليسوا وحدهم من يستشعر بُطءَ التغيير الذي وعدت به حكومة عبد الإله بنكيران، خصوصا في ظلّ الصلاحيات التي خوّلها لها الدستور بعد تعديله، بل يستشعر ذلك أيضا قادة حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة وبرلمانيوه. فقد أشارت البرلمانية ماء العينين، إلى أنّ هناك "إمعانا في تكريس منطق الارتداد ونزعات النكوص والخوف من التحرر"، دون أن تكشف عن الجهات التي تسعى إلى تكريس نزعات الارتداد والنكوص والخوف من التحرّر هذه، إذا اكتفت بإيراد قضية اعتقال الصحفي علي أنوزلا، قائلة إنّ فيها "تطاولا على اختصاصات القضاء بإدانته قبل صدور الحكم، ونحن نستعرض بنود ميثاق إصلاحي يسعى لتكريس استقلالية القضاء و تكريس احترامه". الجهة الوحيدة التي انتقدتها البرلمانية ماء العينين، وأشارت إليها بالاسم على صفحتها الفايسبوكية، هم الأطر العليا المعطلة، التي انتقدت إقدامهم بحرَ هذا الأسبوع على "محاصرة" رئيس الحكومة وسط شارع محمد الخامس بمدينة الرباط، حيث وصفتهم ب" الشباب الذي يدّعي كونه متعلما وحاملا لشهادات عليا بئيسة لم تمنحه مؤَهلا أكبر من التهجم على رئيس حكومة منتخبة في الشارع العام".