أغلقت كافة الطرق المؤدية إلى ساحة البريد، بشارع محمّد الخامس بالرباط، لإفساح المجال أمام سيارات ودراجات استعراضيّة أفلحت في استقطاب مشاة غيّروا الوجه النمطيّ للشارع الأشهر بالعاصمة، تمام كما غيّروا مساراتهم لأجل الاستمتاع بعروض رياضة "الدرِيفْتْ". وقال عبد العزيز باسو، رئيس الجمعية الملكيّة لأصدقاء السلام ومدير التظاهرة، إن الموعد يأتي احتفالا بعيد الميلاد ال50 للملك محمّد السادس وكذا اليوم الوطني للمهاجر، هذا قبل أن يسترسل: "هذه رياضة أمريكية أدخلها للبلد مواطنون مغاربة عاشوا بإيطاليا، وهناك شبان يتعاطون إليها حاليا بفعل غياب مخاطر ضمنها". صرير العجلات عمّ الساحة المجاورة لمقر البرلمان طيلة زمن التظاهرة الذي جاوز الساعات الثلاث، وقد تركت الإطارات المطاطية آثارها وسط الفضاء الذي رسم به شباب مغاربة لوحاتهم الاستعراضية الرياضية، فيما تألق بدرجة أكبر الإيطالي بورطُولُوسِي بعروض أكثر جرأة. مدير التظاهرة أضاف لهسبريس أن انتشار "الدريفت" على المستوى الوطني ممكن بفعل عدم تطلبها لإمكانيات كبيرة ولا لفضاءات شاسعة لممارستها.. "جمعيتنا مثلا، وهي المشتغلة فقط على صعيد منطقة الرباط، استقطبت قرابة 500 من المتعاطين لهذا الصنف الرياضي بدراجات نارية سياحية ذات المحركات الكبيرة الكبيرة، والدراجات الطرقية، ونظيراتها ذات سعة المحركات الصغيرة". وفي الوقت الذي استأثرت عروض السيارات بانتباه الحاضرين، وذلك بدرجات متفاوتة بين الرياضيين تحدّدها جرعات الجرأة التي يتم اعتمادها ضمن الحركَات، تمكّن العارضُون في "كَابْرَاجْ الدرّاجَات" من استدعاء الاهتمام بعروض أكثر رشاقة لا يمكن أن يقدم عليها راكبوا الآليات الأكبر حجما. ووفقا لباسو بأن الاشتغال على الدريفت مغربيا، مع انفتاحه على ممارسيه بمختلف ربوع المعمور، بإمكانه الإسهام في الترويج السياحي والثقافي والاقتصادي بالبلاد.. إنها رياضة قائمة الذات وبإمكانها جعل اسم المغرب يتوهّج إن لاقت الدعم اللائق، يردف نفس المتحدّث. أمّا يوسف اليملاحِي، رئيس الجمعية الملكية للدريفت بالمغرب، وكذا بصفته من مغاربة إيطاليا ومتعاطيا لذات الرياضة منذ 20 سنة، قال إنّ الأمر يتعلق ب"ممارسة جامعة ما بين مواصفات الرياضات الميكانيكية ورياضات التحدي والمجازفة"، وأضاف: "غالبية ممارسي هذا النوع الرياضي مطلوبون ضمن البلاتوهات السينمائية في مشاهد الحركيّة المقترنة بالسيارات والدراجات على وجه الخصوص". باقي ساكنة وسط مدينة الرباط، وعلى هامش ذات الموعد الملتئم بساحة البريد عشيّة اليوم، كان لهم نصيب من الفرجة عبر "عرض جوّال" أقدم عليه "درّاجُو الدرَيفت" وهم يهترقون عددا من كبريات شوارع العاصمة قبل العودة إلى شارع محمّد الخامس لإمتاع الحاجّين إليه. ووفق اليملاحي فإنّ تواجد الدريفت بالمغرب يرمي، ضمن مرحلة أولى، إلى تنظيم تظاهرة دولية كبرى تمكّن من التعرف على كبار هذه الرياضة على المستوى الدولي.. "أشتغل وكيلا لأعمال أبطال بأوروبا والخليج، وهؤلاء هم من يدعمون مادّيا أولى خطوات الدريفت بالمغرب، وبإمكانهم بذل المزيد عند توفر أرضية أرحب للاشتغال" يقول يوسف.