تزايدت مخاوف آباء وأمهات وأولياء أمور تلاميذ التعليم العمومي بشأن مستقبلهم الدراسي، في ظل استمرار انتشار قياسي لفيروس كورونا المتحور، مع تسجيل إصابات كثيرة وسط المواطنين. وتأتي هذه المخاوف على المستقبل التعليمي لتلاميذ القطاع العمومي وسط تنامي احتمالات تشديد الإجراءات الاحترازية من طرف الحكومة، ما قد يؤدي إلى مواصلة اعتماد التعليم عن بعد من طرف وزارة التربية الوطنية. ويرى سعيد كشاني، رئيس الكنفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، أن المؤشرات المسجلة في الوقت الحالي، والخاصة بالأعداد المتنامية من المصابين بفيروس كورونا، تزيد من قلق الآباء والأمهات وأولياء الأمور من تكرار تجربة التعليم عن بعد، التي تم اعتمادها في السنتين الأخيرتين، والتي كانت سببا مباشرا في تدني المستوى الدراسي للتلاميذ الذين يتابعون تعليمهم في المؤسسات التعليمية العمومية. وقال رئيس الكنفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، في تصريح لهسبريس: "لقد سجلنا في السنتين التعليميتين الماضيتين تراجعا لافتا في المستوى التعليمي لتلاميذ التعليم العمومي، وهو ما عكسته الامتحانات الإشهادية للسنة الدراسية الماضية". وتابع كشاني: "الجميع يعلم أن الأسباب الرئيسية في هذا التقهقر تعود بالأساس إلى اعتماد التعليم عن بعد، في غياب الإمكانيات التقنية وتلك المرتبطة بالمحتوى، إلى جانب اتباع نظام التناوب في حضور الدروس، الذي حرم التلاميذ من الحصص الحضورية". وأضاف المتحدث في التصريح ذاته: "اعتماد نظام التعليم عن بعد والتناوب في المدارس العمومية سيمس بشكل مباشر بالمستوى البيداغوجي والتعليمي للتلاميذ، لكن الظرفية الصحية التي تمر منها بلادنا وباقي دول العالم تستدعي تبني الإجراءات الاحترازية لمحاصرة تفشي الفيروس، ومع ذلك فإننا نرى أن وزارة التعليم مطالبة بتجاوز الهفوات المسجلة السنة الماضية، وضمان تساوي الفرص بين تلاميذ التعليمين العمومي والخصوصي، وإيجاد حلول جذرية لضمان الشروط المثلى للسنة الدراسية المقبلة".