أعلنت وزارة الصحة أن منظومة اليقظة الجينومية سجلت مجموعة من الحالات الناتجة عن السلالات المتحورة من فيروس "سارس كوف 2′′، من بينها 43 حالة ناتجة عن المتحور "دلتا" في أربع جهات بالمغرب. وكشفت مصادر مطلعة لجريدة هسبريس الإلكترونية أن السلالة الطاغية في المغرب هي "ألفا"، التي تم العثور عليها لأول مرة في بريطانيا، مضيفة أن هذه السلالة تشكل اليوم ما نسبته 67 بالمائة في البلاد. وأضافت المصادر ذاتها أن صورة وضع سلالة "دلتا" الهندية ستتضح أكثر بعد حوالي عشرة أيام، بعد ظهور نتائج التحاليل الجينية التي أجريت على عشرات من العينات العشوائية. وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن المعطيات التي كشفتها وزارة الصحة جاءت بعد اجتماع عقدته اللجنة العلمية المغربية المكلفة بتتبع فيروس "كورونا"، التي دقت ناقوس الخطر بشأن استهتار مواطنين بالوباء وتسجيل تراخ ملحوظ في مختلف مدن المملكة. وقال عضو من اللجنة العلمية ذاتها إنه رغم أن سلالة "دلتا" تتميز بسرعة انتشارها بأزيد من 60 بالمائة مقارنة مع سلالة "ألفا"، إلا أن نسبة إماتة هذا المتحور الهندي تبقى منخفضة، وهو ما يعني بحسبه أنه "لا يشكل خطورة كبيرة". وشدد المصدر ذاته على أن فيروس "كورونا" سيعرف تطورات في المغرب إلى حين بلوغ مرحلة المناعة الجماعية، مشيرا إلى أنه كلما ارتفع عدد الملقحين ضد الوباء سينخفض معدل انتشار الفيروس؛ لكنه أكد على ضرورة تقيد المواطنين بالإجراءات الوقائية. واستبعد عضو اللجنة العلمية، في حديثه، عودة المغرب إلى فرض حجر صحي شامل، مشيرا إلى أن بريطانيا رغم ارتفاع الإصابات بمتحور "دلتا" فيها إلا أنها تتجه نحو رفع القيود الصحية. وأعلن بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، الإثنين، أن وضع الكمامة لن يعود إلزاميا في إنجلترا بعد أسبوعين من الآن، فضلا عن رفع القيود الرئيسية المرتبطة بمكافحة فيروس كورونا، معولا على "المسؤولية الفردية". لكن خبراء وأطباء حذروا الحكومة من هذه الخطوة واعتبروا أن هذا القرار خطير وسابق لأوانه. وحذر وزير الصحة، خالد آيت طالب، في تصريح للصحافة إثر تطور الوضع الوبائي الذي اتسم بتصاعد أعداد حالات الإصابة بكوفيد-19، من أن "على المواطنين والمواطنات التقيد بالإجراءات الاحترازية، وإلا فإننا سنكون مضطرين إلى تشديد الإجراءات والمراقبة". وأوضح وزير الصحة أن الوضع اليوم "مقلق للغاية" لأن الأرقام المنشورة تمثل ثلاثة أضعاف تلك المسجلة خلال الأسابيع الماضية، مشيرا إلى أن السلطات المختصة ستقوم بمهامها بحزم شديد. وأكد آيت طالب أن الحل الوحيد هو أن يتقيد الجميع بشكل صارم بالإجراءات الاحترازية الجاري بها العمل، والمتعلقة بالنظافة والتباعد الجسدي والارتداء الصحيح للكمامة، وتابع: "لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام هذا التراخي في ما يتعلق بالإجراءات المذكورة. قمنا بتخفيف القيود لأنها فترة تتسم بالعطلة الصيفية، وعودة المغاربة المقيمين بالخارج، واقتراب عيد الأضحى". كما شدد الوزير على أن الأشخاص الملقحين ملزمون بإدراك أنه ما لم تتحقق المناعة الجماعية فليس هناك مأمن من التعرض لإصابة محتملة، إذ يمكن أن نكون حاملين للفيروس وننقل العدوى لغير المصابين؛ وفي هذا الصدد، جدد دعوته للمواطنين إلى احترام الإجراءات الحاجزية والتدابير الوقائية التي أقرتها السلطات لمواجهة انتشار كوفيد-19.