أظهر الملك محمد السادس جانبه "الإنساني" عند استقباله، مساء أمس الاثنين، العاهل الاسباني خوان كارلوس الأول، عندما طلب من أحد أعضاء الحرس الملكي الذي كان مكلفا بتقديم التحية الرسمية لقائدي البلدين، قائلا له "بلا ما تسلم عليه، غير حيّيه بْراسك"، فاستجاب سريعا ولم يتقدم لتحيته، مكتفيا بعبارة "La garde Royale". وبدا الملك مُشفِقا على ضيفه الاسباني الكبير الذي يزور البلاد رسميا للمرة الثانية، حيث رفع عنه حرج التقدم خطوات معدودات، والتكلف بتحية الحرس الملكي بيديه، آخذا بعين الاعتبار الحالة الصحية لخوان كارلوس الذي كان يمشي ببطء كبير، مستندا على عكازين طبيين. ويجتاز العاهل الاسباني وضعية صحية صعبة بعد أن خضع لثلاث عمليات جراحية في ظرف سنة واحدة، بعد إصابة في قرص بعموده الفقري كان يعاني منه من قبل، وهو الشيء الذي دفعه إلى تأجيل زيارة رسمية له للمغرب، كانت مقررة في مارس الماضي إلى شهر يوليوز الجاري. وعند نزول العاهل الاسباني بصعوبة من الطائرة، التي أقلته من مدريد إلى الرباط، تدخل الملك بعد أن حيا ضيفه ليطلب من نجله ولي العهد الأمير الحسن بالتقدم أكثر لتحية خوان كارلوس الذي خاطب الأمير بعبارة فرنسية يسأله عن أحواله بالقول "كومون سافا". وأظهر الملك جانبه الرقيق أيضا عندما تم تقديم التمر والحليب للعاهل الاسباني، جريا على العادات المغربية الأصيلة في استقبال الضيوف الكبار، حيث حرص على مد يده ولمس صحنيْ التمر والحليب، حتى يقتدي به العاهل الاسباني دون أن يقع في حرج مد يده لأكل تمرات أو ارتشاف الحليب، وهو ما لا يستطيع القيام به نظرا لحالته الصحية التي لا تتيح له التحرك بسلاسة بدون عكازين.