قال حسن شاهين، المتحدث الإعلامي لحملة "تمرد"، الجهة الرئيسية الداعية لتظاهرات 30 يونيو الماضي ضد الرئيس محمد مرسي، إن الحملة ترفض الإفراج عن الرئيس المقال، وتطالب بالقبض على جميع قيادات جماعة الإخوان المسلمين والتحقيق الجاد معهم قانونياً بشأن "الجرائم" التي ارتكبوها في حق الشعب المصري. لكنه لم يتطرق في حواره إلى الادلة على هذه الجرائم. وفي حوار مطول مع وكالة الأناضول للأنباء، كشف شاهين أن "حملة تمرد لن تشارك في الحكومة الجديدة، حتى وإن عرض عليها مناصب"، وأنها "بصدد تدشين حملة جديدة تحمل اسم (اكتب دستورك) تقوم على كيفية صياغة دستور لكل المصريين، وتطالب الجميع بتقديم بتقديم اقتراحاته للجنة صياغة الدستور بحيث يكون هناك اكتتاب شعبي للدستور المصري". ورفض شاهين في ظل استمرار الوضع كما هو عليه مشاركة الإخوان في الحكومة قائلاً: "نقول للإخوان، لا يمكن أن تشارك في الحياة السياسية وأنت تُجرم في حق الشعب المصري وتقتل الجنود في سيناء وتضرب أر بي جي على مدرعات وصواريخ على معسكرات"، لكنه لم يتطرق إلى الأدلة على ذلك. ورأى شاهين أن مصر "تمر بعملية جني لمكتسبات الثورة، حصلت خلالها على مطلب واحد وهو إنهاء حكم محمد مرسي وجماعة الإخوان التي ينتمي إليها، فيما تبقى ثلاثة مطالب أخرى وهي: "دستور لكل المصريين، والتوحد حول قائمة انتخابية ومرشح واحد للثورة في انتخابات الرئاسة، والقصاص للشهداء واستعادة حقوق المصابين"، مشدداً على أن "الثورة لن تنتصر إلا أن تكون طرفاً في السلطة.. وتكون ممثلة داخل مؤسسات الدولة". *بداية ما هي أبرز الاعتراضات لديكم بشأن الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المؤقت عدلي منصور؟ أبرز الاعتراضات على الإعلان الدستوري الأخير عدم وجود صلاحيات لمحمد البرادعي كنائب رئيس جمهورية، وهناك تحفظ على أكثر من مادة، لكننا نرى أن المعركة الرئيسية ليست الإعلان الدستوري ولكنها صياغة دستور بالكامل. نريد صناعة دستور جديد من الألف للياء، يمثل كل المصريين ويشمل مبادىء للحرية والعدالة والاستقرار الوطني. بالنسبة لنا نحن كسبنا نقطة لصالحنا من خلال هذا الإعلان الدستوري وهي الدستور قبل الانتخابات وهذا كان هدف رئيسي. *هل تعني أنه لن يكون هناك تعديلات على الإعلان الدستوري؟ سيكون هناك خطابات تكليفية من رئيس الجمهورية بمثابة تفويض صلاحيات للبرادعي وخطابات تكليفية كمواد دستورية مكملة لإدارة المرحلة الانتقالية. وهناك بعض الاقتراحات بالتعديلات الدستورية لكن سوف يتم إدراجها في لجنة الاقتراحات الخاصة بصياغة الدستور نفسه. نريد أن ننقل من فكرة الإعلان الدستوري لأنه في النهاية سيسقط بموجب عمل دستور بالكامل. *عند مقارنة الأعداد في ميدان التحرير الجمعة الماضية، بأعداد ميدان رابعة العدوية يشعر البعض أن هناك تبايناً واضحاً لصالح الإخوان في الحشد.. ألا يزعجكم ذلك؟ الأعداد التي صورتها الطائرات على مدار أربعة أيام بدءاً من من 30 يونيو يدل على أن ما يحدث في مصر ثورة شعبية حقيقية، أما بالنسبة لإنخفاض الأعداد فمن حق الناس أن تفرح بشهر رمضان وتمارس حياتها الطبيعية البلد لن تقف (تتعثر)، لكن مازلنا ندعو الناس أن تستمر في الشارع حتى لا تضيع الثورة وتستطيع حماية مكتسبات الثورة. *لكن الكثيرين يستشعرون أن مكتسبات الثورة لم يكتمل الحصول عليها، بخلاف أن الإعلان الدستوري الأخير أغضب قطاع واسع من شباب الثورة فضلاً عن اختيار الببلاوي رئيسا للحكومة؟ الثورة لن تنتصر إلا أن تكون طرفاً في السلطة.. لن تنتصر إلا أن تكون ممثلة داخل مؤسسات الدولة. نحن في عملية جني لمكتسبات الثورة. حصلنا على أول مطلب وهو عزل هذه الجماعة المستبدة وهذا الرئيس الفاشي. ثانياً نحصل على دستور لكل المصريين يحفظ كرامتهم وحقوقهم. ثالثاً نتوحد على قائمة انتخابية وعلى مرشح واحد للثورة يتم الدفع به. رابعاً القصاص للشهداء وحقوق المصابين وكلها مطالب ثورية نادي بها 33 مليون مصري في 30 يونيو/حزيران ونادوا بعيش وحرية وعدالة اجتماعية نفس شعار 25 يناير 2011 وهو ما يدل على أن الثورة سوف تكمل طريقها. *أنت تعلم أن الحشود التي طالبت بالإطاحة بمرسي كانت على الأقل تريد حكومة محسوبة على الثورة، وتستطيع القيام بواجباتها نحوهم؟ نحن أزحنا مرسي وجماعة الإخوان لأنهم كانوا عقبة في تحقيق أهداف الثورة.. وأعتقد الدفع بالبرادعي ممثلاً في جهاز الدولة ويكون نائبا للرئيس وهناك الببلاوي رئيسا للوزراء وهو قامة اقتصادية.. الدفع بأشخاص محسوبة على خط الثورة في الحكومة والدفع بخبراء قانونين يكونوا على رأس الخبراء في صياغة الدستور المصري هو مكتسبات للثورة نسعى لتحقيقها ولا نقول أننا حققناها. *ما الذي حدث أثناء اختيار رئيسا للحكومة كنتم تسعون لترشيح البرادعي ثم وجد الجميع الببلاوي محله؟ كنا متمسكين بالبرادعي لكنه رفض ورشح بهاء الدين الذي تنازل بدوره عن المنصب وفي النهاية تم التوافق على الببلاوي أن يكون رئيساً للحكومة. *نعلم رفض حزب النور للمشاركة في الحكومة، ولكن دعني أسألك هل لديكم تحفظ على مشاركتهم؟ لا يوجد لدينا أزمة، نحن جلسنا معهم من قبل، لكن لا يجوز أن تملي علينا شروط وأنت قواعدك ممثلة داخل اعتصام "رابعة العدوية" مع الإخوان وتحرض على أحداث العنف، وبرغم ذلك نمد أيدينا لا نريد إقصاء، وأهلا بالجميع في مشاركة حياة سياسية جديدة ينظمها المجتمع. *وماذا عن مشاركة الإخوان المسلمين في الحكومة الجديدة، هل لديكم تحفظات؟ في ظل عجز الإخوان وفشلها في إدارة الدولة المصرية وعدم وجود كوادر لإدارة الدولة المصرية عليها في البداية بناء حياة سليمة ثم تستطيع المشاركة. *هل هذا بمثابة رفض لمشاركتهم في الوقت الراهن؟ نقول للإخوان عودوا إلى رشدكم ثم شاركوا في الحياة السياسية، لا يمكن أن تشارك في الحياة السياسية وأنت تُجرم في حق الشعب المصري وتقتل الجنود في سيناء وتضرب أر بي جي على مدرعات وصواريخ على معسكرات.. لا يمكن. باختصار، إذا ظل الوضع كما هو عليه من تصدير الإرهاب هم يعرضوا أنفسهم بذلك لأزمة فعلية وهي العزل المجتمعي، المجتمع نفسه سيلفظهم. *تقول أن جماعة الإخوان المسلمين تقوم بتصدير الإرهاب، ولكن هناك عدد من المنظمات الدولية ترى الصورة عكس ذلك فبعيداً عن الإطاحة بمرسي، اعتقل العشرات من قادتهم وهو ما يراه الغرب "اعتقالا سياسيا"، ما رأيك؟ لو قيادات جماعة الإخوان المسلمين استجابت للإرادة الشعبية في الشارع وقبعوا في أمكانهم وسلموا أنهم خسروا معركة سياسية لم نكن لنصل لتلك الحالة التي نحن عليها، وما كان تم اعتقالهم. لكن بالفعل هم قيادات أخطات في حق الشعب المصري وحرضت على الاقتتال في الشارع المصري من خلال فتنة بين الشعب وفئاته، هذا حدث بدءا من رئيس الجمهورية ومرشد الإخوان محمد بديع حتى أصغر قيادة في الإخوان. *ولكن تتذكر أنتم رفضتم في السابق الاعتقالات دون سند قانوني، وكنتم تعتبرون ذلك ضد حقوق الإنسان والحريات العامة؟ صحيح لكن اعتقال قيادات جماعة الإخوان واجب وطني للتصدي للإرهاب، أمام شباب الإخوان فلسنا بيننا وبينهم خلاف، هم من نسيج هذا الوطن لكنهم ينجرفوا وراء سماع أعمى لقياداتهم الذين يورطوهم في مواجهة الشعب المصري وهو ما نرفضه تماما. *هناك تصريحات لمؤسسي الحملة بأنكم تسعون لإحتواء شباب الإخوان وطلبتم منهم الحوار، ما هي تفاصيل تلك المساع؟ طلبنا من القيادي بحزب النور السلفي أشرف ثابت وأمين تنظيم الحزب جلال مرة تنظيم حلقة نقاشية مع شباب الإخوان لتبادل الحديث معهم، وقلنا لهما لو تريدوننا نتحدث نحن مع شباب الإخوان لا يوجد لدينا أزمة، ورغم ذلك لم نجد استجابة فعلية. نحن نمد أيدينا ولن نقوم بإقصاء أحد، ولن نخطأ نفس خطأ الإخوان في ذلك. نقول لشباب الإخوان عودوا لحياتكم لطبيعية وابنوا حياة سياسية لكن عليكم أن تتبراؤا من قياداتكم التي ورطتكم في مواجهة مع الشعب المصري وأسالت دماكم قبل دماء الشعب المصري. *منذ عشرة أيام ولا أحد يعلم أين الرئيس السابق، بينما تشير تقارير إعلامية بأنه تم التحفظ عليه، كيف تقرأون ذلك؟ مرسي يواجه قضايا فعلية، مثل هروبه من سجن وادي النظرون، وهذه القضايا يتم التحقيق فيها. وهو رهن التحفظ حتى يتم التحقيق في الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب المصري. ونحن نرفض الإفراج عن مرسي ونطالب بإلقاء القبض على جميع قيادات جماعة الإخوان والتحقيق الجاد معهم قانونياً على الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب المصري. وأعتقد التحفظ على مرسي جزءاً من الحفاظ على الأمن القومي المصري لأن هذا الرجل وجماعته يهددون الأمن المصري. *الحديث عن الاعتقالات الواسعة يجعلني أسألك هل تعتقد أنها قد تدفع بقطاع كبير من المصريين لاعتبار ما حدث في 30 يونيو بدأ يأخذ شكل الانقلاب العسكري؟ الحقيقة، أول مرة أرى انقلاباً عسكرياً يأتي رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسا للبلاد، أعتقد أن ما وقع عليه أكثر من 22 مليون مصري في استمارة تمرد من عزل مرسي والمجيء برئيس المحكمة الدستورية رئيسا للبلاد هو نفسه خارطة الطريق التي تنفذ حاليا. وبالتالي يكون من العبث أن نرى الملايين محتشدة في الشوارع ونقول عليها انقلاب عسكري.. هذا انقلاب شعبي. *ما هو مصير استمارات سحب الثقة التي جمعتها حملة تمرد؟ تمرد جمعت أكثر من 22 مليون توقيع والتوقيعات كلها موجودة وأغلبها مسجلة على قاعدة بيانات وموثقة. وندرس عمل متحف صغير يتم توثيق الاستمارات تاريخيا فيه حتى تطلع الأجيال القادمة على أن أفكار التغيير السلمي والمقاومة المدنية السلمية هي التي تؤثر وتهد الأنظمة المستبدة. *هل تذكر الهتاف في أحداث محمد محمود نوفمبر 2011 عندما كان يردد المتظاهرون يسقط يسقط حكم العسكر، ما الذي تغير؟ لو نفتكر هتافاً أخر عندما أردنا توحيد الشارع المصري على هتاف واحد كنا نردد "الجيش المصري بتاعنا (ملكنا) والمجلس مش تبعنا (لا يخصنا)". نعترف أن هناك فترة انتقالية ما بين تنحي مبارك وبداية حكم مرسي تم إدارتها بطريقة خاطئة، فالمجلس العسكري وقتها أساء للجيش المصري وإنحاز للإخوان والأمريكان وعقد صفقة معهم. لكن الجيش المصري لا يمثله طنطاوي وعنان لكنه جيش أحمد عرابي وجمال عبد الناصر المنحازين دائماً لواجبهم تجاه الشعب المصري. هذا هو الجيش المصري الذي يتمناه الجميع وعندما يكون موجداً لن يكون بيني وبينه أزمة. *أين وجوه 25 يناير في المشهد السياسي الحالي؟ شباب ثورة 25 يناير هم من أكملوا في 30 يونيو، وهم من سيكلموا حتى يصلوا بالثورة للطريق الصحيح وحتى تصل لمؤسسات الدولة وتكون طرفا في السلطة. *لكن أين وائل غنيم، وعبد الرحمن منصور وغيرهم؟ جميع الشباب المشاركة في المشهد حتى الآن هي نفسها شاركت في25 يناير مع اختفاء بعض الاشخاص، هذا شيء يرجع للأشخاص وليس الثورة، يرجع لشخص غنيم ومنصور لكنه لا يرجع لشخص شباب الثورة الفعليين الذي مازالوا موجودين في الشارع وهناك جنود مجهولة منهم كثيرة ومازلوا يكملوا ثورتهم. *ألن تشاركوا في الحكومة القادمة؟ تمرد ليست مشاركة في الحكومة ولا تريد المشاركة في الحكومة القادمة، وترى دورها الأساسي الوجود في الشارع المصري لاستكمال اهداف الثورة. لن نشارك حتى لو عرض علينا مناصب بالحكومة. *نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقالاً يوم الخميس الماضي، رصدت فيه إختفاء الأزمات التي هددت حكم مرسي، فور عزله، كيف تقرأ هذا الرصد؟ هو (مرسي) فشل في توظيف موارد الدولة وإدارة الدولة وفي نفس الوقت لم يعرض كل شيء بشفافية على الشعب بل ظل على عناده فكان يجب أن يسقط. والأزمات لم تنته جميعها، مازال هناك أزمات في المجتمع ولكن ليس ببنفس القدر، هناك تحسن، يكفي حالة الفرح لدى المصريين وشعورهم بأن الدولة كانت تسرق منهم وعادت لهم. نحن في وضع بناء مؤسسات دولة وحياة ديمقراطية حقيقية وشراكة بين جميع فئات المجتمع.