"الاحتكاك بين المرأة والرجل في الحافلات لا يفسد الصيام حتى لو نتج عنه قذف". إنها "فتوى" جديدة للداعية المثير للجدل، عبد الباري الزمزمي، نقلتها عنه صحيفة الأخبار. الفتوى أثارت زوبعة من الانتقادات من طرف رواد الموقع الاجتماعي "فيسبوك"، حيث وصف أحد المعلقين كلام الزمزمي ب"الكارثة العظمى"، فيما تساءل آخر "نحن الذين علمونا فالسادس ابتدائي أن الاستمناء من مبطلات الصيام ويجي هادا يبدا يخربق علينا، بانليا ماقراش الإسلاميات. إليكم دعوة علنية للتحرش في نهار رمضان!" وكان الزمزمي قد قال، حسب الجريدة التي نقلت عنه "الفتوى"، ألا بأس في احتكاك الرجل والمرأة في وسائل النقل تحت إكراه الاكتظاظ والازدحام الذي تشهده هذه الأخيرة، وأن هذا الاحتكاك لا يفسد الصيام، بالرغم من إثارته الشهوة الجنسية. وعلق الزمزمي على الأمر قائلا، حسب الجريدة "الشهوة الجنسية التي تنتج عن الاحتكاك بين الرجل والمرأة في وسائل النقل لا تفسد الصيام، حتى لو وصلت إلى درجة القذف، لأنه لا حرج في هذه الظروف الاضطرارية، خصوصا في ظل غياب بديل عن هذه المواصلات المكتظة، وإلا فكيف سيتمكن المرء من الالتحاق بمنزله أو عمله". وأوردت الجريدة أنّ الزمزمي استدلّ بكون تقبيل الزوج لزوجته في نهار رمضان لا يفسد الصيام، ومن ثمّ فإن الاحتكاك بين الجنسين في وسائل النقل لا يفسد الصيام، ما دامت النية ليست هي إشباع اللذة الجنسية أو إثارتها، مشبّها الأمر بمثل الصائم الذي يأكل أو يشرب ناسيا، والذي يعتبر صومه صحيحا، ما دام أنه مغلوب على أمره وغير متعمّد لذلك الفعل. الزمزمي دعا، حسب ما نقلته عنه الجريدة، المواطنين إلى التقدم بشكاوى في موضوع الاكتظاظ داخل وسائل النقل إلى السلطات العمومية، بهدف العمل على الحدّ من الاكتظاظ الذي تعرفه وسائل النقل العمومية، والعمل على منع الاختلاط داخلها، حفاظا على صيام المغاربة في رمضان. وتأتي الفتوى المثيرة للزمزمي، على خلفية احتجاج أحد الملتحين، على إدارة شركة الطرامواي بمدينة الرباط، متهما إياها ب"إفساد" صيام المواطنين، من خلال سماحها باختلاط الجنسين داخل عربات الطرامواي، على حدّ تعبير جريدة الأخبار التي أوردت الخبر.