كشفت نتائج استطلاع للرأي "بارومتر سياسي" جديد لقياس مؤشرات ثقة المغاربة في المشهد السياسي بالبلاد والقوى والشخصيات الفاعلة فيه، عن ثقة جزء كبير من المُستجوَبين في عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، فيما أعربت نسبة ضئيلة من الفئة المستجوبة عن ثقتها في المعارضة. وسجل "البارومتر"، الذي أعدته مبادرة طارق بن زياد ومعهد "أفيرتي" لاستطلاعات الرأي، وبشراكة مع مؤسسة هسبريس، بأن الرضا عن عمل حكومة بنكيران صدر أساسا عن الرجال، فيما عبرت نسبة كبيرة من النساء والفئات الاجتماعية الميسورة عن عدم رضاها من عمل بنكيران وحكومته. بين الثقة وعدم الرضا وفي تفاصيل طبعة يونيو من "البارومتر السياسي"، الذي اطلعت عليه هسبريس، أبدى 68.5 في المائة من المُستجوَبين ثقتهم إزاء عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، و59 في المائة عبروا عن ثقتهم في الحكومة، بينما كانت الثقة أقل بكثير اتجاه أحزاب المعارضة بنسبة لم تتجاوز 13.1 في المائة. وأوردت نتائج البحث، الذي شمل 1067 شخصا عبر الانترنت موزعين على 38 مدينة، بأن 55.3 في المائة من الشريحة المستجوبة راضون عن أداء بنكيران، خاصة الرجال من الفئة العمرية 45 54 عاما، مقابل عدم للرضا عبرت عنه أساسا شريحة النساء والفئات الاجتماعية "الراقية". وذهب 65.9 في المائة من الفئة المستجوبة إلى أن بنكيران "رجل حوار"، و69.2 في المائة قالوا إنه "قريب من انشغالات المغاربة"، و55.6 في المائة وجدوه يُدبر سياسية اجتماعية جيدة، و53.7 في المائة أكدوا بأنه يدبر بشكل جيد شؤون حكومته. وبالمقابل عبر زهاء 46.8 في المائة فقط من المغاربة الذين شاركوا في "البارومتر" السياسي ذاته عن ثقتهم في الأداء الاقتصادي لرئيس الحكومة، بمعنى أن 53.2 في المائة لا يثقون في السياسة الاقتصادية لبنكيران، وقال 45.3 في المائة فقط إن رئيس الحكومة "يمارس صلاحياته الدستورية". وأبرزت نتائج "البارومتر" ذاته بأن النساء خاصة والفئات الميسورة، وأيضا الشباب صغار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاما، هم الأقل ثقة في عمل حكومة بنكيران. وعلى صعيد آخر وصف 62.1 في المائة من الفئة المستجوبة قرار انسحاب حزب الاستقلال من الائتلاف الحكومي بأنه قرار "سيء"، فيما رأى 44.7 في المائة من المستجوبين بأنه قرار "سيء جدا"، بخلاف 22.4 في المائة اعتبروه قرارا شجاعا وجيدا. أما بخصوص آراء الشريحة المستجوبة إزاء أداء المعارضة، فإن 13.1 في المئة عبرت عن ثقتها بالمعارضة، الشيء الذي يُعزى حسب نتائج البارومتر إلى ضعف مصداقيتها وجديتها، وغياب فعاليتها، كما قالت أغلبية ساحقة من المستجوبين 82.2 في المائة بأن المعارضة لا يمكنها أن تفعل أفضل مما تقوم به الحكومة لو كانت في مراكز السلطة". وإذا كانت النساء والفئات الاجتماعية والمهنية "المرتفعة" قد عبرت عن عدم ثقتها في حكومة بنكيران وأدائها، فإنها نفس الشرائح التي أبدت بالمقابل عن "ثقتها" في المعارضة ودورها السياسي في البلاد. ومن جهة أخرى قام المستجوبون بتنقيط الوزراء حسب مؤشر الشعبية الأكثر ارتفاعا، فجاء سعد الدين العثماني وزير الخارجية أولا بمعدل 6.82 على عشرة، ووزير النقل عزيز رباح بمعدل 6.63 على عشرة، ووزير العلاقات مع البرلمان الحبيب الشوباني ب6.59، وعزيز اخنوش وزير الفلاحة بمعدل 6.39، ثم يليه مصطفى الرميد وزير العدل والحريات بمعدل ناهز 6.28 على عشرة.