ها هو ذا البحر ما يزال ماثلا للعيان، وهأنت سيدتي بعد أن قضيت عمرك تحرسين مويجاته الصاخبات، تحملين بعضا من بحرنا وترحلين. يا أيتها المدثرة بريح الغياب كان الليل يرافق خطوك وأنت تطلين على البحر من ثقب بحجم مغارة هرقل هناك متوحدة كنت ترددين لحنا يعيد للنفس بهجتها ويوقظ في قلبي رعشات الحنين أيتها المرأة التي اختارت طواعية أن تحرس البحر حتى لا تكبر الفكرة في رأسه ويرحل فجأة عن شواطئنا حاملا معه سمكا وطحالب وقواقع وكثيرا من الذكريات. أيتها المرأة التي غنت للبحر كي يبقى بيننا – ماذا نفعل في غيابك؟ – ترى هل نخبره برحيلك أم نتركه في عماه؟ يا أيتها النفس الزكية رددي أغنياتك من هناك حتى يبقى لنا البحر كما عهدناه. وتزهر في شواطئ القلب أحلى الذكريات.