اهتمت الصحف الأوربية الصادرة اليوم الأربعاء٬ بالأزمة السورية وقرار الاتحاد الأوربي رفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية ٬ إلى جانب قضايا ذات طابع وطني من قبيل تمديد أوقات العمل بالنسبة للموظفين في البرتغال٬ والتقرير الصادر بشأن سياسة احتجاز طالبي اللجوء في هولندا. ففي بروكسيل٬ أبرزت صحيفة (لوسوار) في افتتاحيتها أن الرئيس السوري سيواجه في مؤتمر جنيف معارضة منقسمة وأمريكيين وأوربيين مترددين ينتابهم الخوف من اتساع رقعة النزاع٬ ومن استلام الجهاديين للسلطة٬ مضيفة أن هذا الوضع يبعث على الاعتقاد حاليا أن الحرب الأهلية في سوريا ستستمر وتتسبب في المزيد من الفظاعات. وفي لندن٬ كتبت صحيفة (الغارديان) أن قرار بعض الدول الأوروبية إرسال أسلحة لمجموعات المعارضة السورية المقربة من الغرب٬ يزيد من مخاطر تضاعف حدة الصراع وانتشاره في مجموع منطقة الشرق الأوسط. وأشارت الصحيفة إلى التصريحات الأخيرة للأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله التي تكشف أهمية إشراك إيران في جهود البحث عن تسوية للأزمة السورية. ولاحظت (الغارديان) أنه في الوقت الذي أظهر فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مرونة كبيرة بخصوص موضوع رحيل بشار الأسد٬ فإن اختلافات كبيرة مازالت تفرق بين واشنطن وموسكو بخصوص موضوع مشاركة طهران في المفاوضات المنتظرة. ومن جانبها٬ أشارت صحيفة (الاندبندنت) إلى أنه يتعين على البلدان الأوروبية إيلاء الأولوية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في سوريا عوض تسليح المعارضة٬ منتقدة بحدة قرار الدول الأوروبية تزويد المعارضة بالأسلحة. واعتبرت أن المبررات التي ساقها وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ تظهر سوء فهم كبير للوضعية على الأرض٬ مشيرة إلى أن إرسال مزيد من الأسلحة إلى سوريا لا يساعد على زحزحة الوضع الحالي الذي يتسم بتصاعد وتيرة العمليات العسكرية. ومن جانبها٬ كتبت صحيفة (الفاينانشال تايمز) عن الانقسامات العميقة التي مازالت تمزق صفوف المعارضة السورية٬ وهي الوضعية التي تبرز الصعوبات التي تواجه المفاوضات السياسية من أجل تسوية الأزمة السورية. وأشارت الصحيفة إلى أن الجهود المبذولة من أجل إدماج عناصر جديدة في صفوف المعارضة لاقت فشلا ذريعا يهدد بنسف المفاوضات المزمع إجراؤها في جنيف خلال الشهر القادم٬ مضيفة أن المعارضة السياسية السورية المتواجدة بالخارج لم تنجح في تسوية خلافاتها الداخلية. وأضافت (الفاينانشال تايمز) في هذا السياق أنه حتى الائتلاف الوطني السوري تشكل نتيجة ضغوطات دولية قوية. وفي ايطاليا٬ ذكرت (لا ستامبا) أن القرار الأوربي القاضي برفع الحظر عن مد المعارضة السورية بالسلاح٬ الذي جاء بعد ساعات طويلة من المناقشات٬ سيكلف الاتحاد الاوربي غاليا". وحذرت (كورييرا ديلا سيرا) من النتائج غير المتوقعة التي يمكن يتمخض عنها النزاع السوري بسبب السباق الى التسلح٬ ورأت في قرار رفع الحظر عن الأسلحة "تحفة حقيقية من النفاق". وكشفت (لاروبوبليكا) أن سوريا٬ التي تعيش حربا أهلية تحولت الى صراع دولي٬ "تبث الرعب في أوربا وتقسمها." وفي باريس٬ استأثرت أول حالة وفاة بسبب فيروس (كورونا) باهتمام الصحافة الفرنسية التي عبرت عن مخاوفها من خطورة هذا الفيروس الجديد الشبيه بفيروس (سراس). وفيما رفعت وفاة هذا الرجل الستيني٬ ثلاثة أسابيع فقط بعد التأكد من إصابته وبعد أزيد من شهر على عودته من دبي ٬ المكان المفترض لإصابته بالفيروس٬ عدد الوفيات إلى 24 حالة بسبب هذا الفيروس في العالم من ضمنهم ثلاثة أشخاص في أوربا٬ تساءلت صحيفة (ليبراسيون) عن مصير المريض الثاني الذي يخضع للعلاج حاليا بمدينة ليل والذي أصيب بالفيروس بعدما تقاسم نفس الغرفة بالمستشفى مع الضحية المتوفى قبل اكتشاف حمله للفيروس. وفي البرتغال٬ ذكرت صحيفة (دياريو ايكونوميكو) أن "تمديد ساعات العمل من 35 الى 40 ساعة أسبوعيا بالنسبة للموظفين سيكون أمرا إجباريا بالنسبة لمختلف موظفي الادارات العمومية دون الحصول على مقابل في المرتب الشهري". واعتبرت (دياريو دونوثيسياس) أن الموظفين الذين لم ينخرطوا في برنامج المغادرة الطوعية من خلال اتفاق تفاوضي سيتضررون بالمقارنة مع أولئك الذين يشتغلون في القطاع الخاص" مضيفة أن قرارا حكوميا من هذا القبيل يلحق الضرر بالوظيفة العمومية. وكتبت (بيبليكو) أن الحكومة بررت قرارها بداعي إحداث إلتقائية بين القطاعين العام والخاص ٬ وعلى أرض الواقع٬ لا يبدو أن القرار يدفع في هذا الاتجاه٬ مضيفة ان هذا القرار يواجه معارضة قوية من قبل النقابات ويمكن أن يصل الملف الى المحكمة الدستورية. وكشفت (جورنال دونيكوسيوس) أن هذا الاجراء سيزيد من شد الحبل بين الحكومة والنقابات٬ مضيفة أن المعركة يمكن ان تكون ضارية بين الجانبين. وفي اسبانيا٬ كتبت صحيفة (إلباييس) في مقال تحت عنوان "أوروبا تطلق خطة طارئة لمحاربة بطالة الشباب"٬ أن أربعة بلدان٬ هي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا٬ تحالفت من أجل تعبئة الأموال اللازمة لهذه الخطة. وأضافت أن الدول الأربع خطت٬ أمس الثلاثاء بباريس٬ خطوة كبيرة٬ وإن كانت"اقتصاديا متواضعة٬ فإنها تكتسي سياسيا رمزية كبيرة٬ وذلك لإيجاد حلول لستة ملايين شاب عاطل عن العمل٬ مليونان منهم في إسبانيا". ومن جهتها كتبت صحيفة (إلموندو) أن كل من رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند "يرغبان٬ وبأي ثمن٬ في النهوض بقضية تشغيل الشباب في أوروبا". وأضافت أن الجانبين يرغبان أيضا في "فتح باب القروض أمام المقاولات الصغرى والمتوسطة بدعم من البنك المركزي الأوربي"٬ مشيرة إلى أنه سيتم تفصيل الخطة الأوربية بشكل أوسع خلال المجلس الأوروبي. وبدورها قالت يومية (أ بي سي)٬ المقربة من الحكومة٬ إن "أوربا هبت لمساعدة الشباب"٬ مضيفة أن رئيس الحكومة الإسباني ماريانو راخوي اقترح عدم احتساب المعونات المخصصة لتشغيل الشباب ضمن العجز العمومي. وأشارت (أ بي سي) إلى أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند دعم التدابير الإصلاحية التي اقترحها رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي من أجل محاربة البطالة في صفوف الشباب. أما صحيفة (لاراثون) فنقلت عن راخوي تأكيده٬ في كلمته بمنتدى مستقبل أوربا وتحدياته٬ الذي نظمه معهد بيرغورين بباريس٬ "إننا لسنا على استعداد لإضاعة دقيقة واحدة بشأن تشغيل الشباب". وأضافت اليومية أن رئيس الحكومة الإسبانية دعا٬ في هذا الصدد٬ إلى توفير المليارات الستة المخصصة لخطة الاتحاد الأوروبي لمحاربة البطالة بين الشباب قبل فاتح يناير 2014. وفي جزر الكناري أولت الصحف اهتماماتها لتخليد البرلمان الاقليمي للذكرى الثلاثين لإنشائه واعتماده لقانون بشأن الابتكار وتحديث القطاع السياحي بالأرخبيل. وفي هولندا٬ كتبت (ترو) تحت عنوان "الحكومة تشجع الاحتجاز"٬ نقلا عن نتائج تقرير٬ أن الأجانب المقيمين بشكل غير قانوني يتم احتجازهم ولفترات طويلة في انتهاك للقواعد الدولية التي تنص على ان يكون الاحتجاز آخر إجراء لإرغام هؤلاء الاشخاص على العودة الى بلدانهم الأصلية. وأولت صحيفة (فولكسكرانت) اهتمامها لاستقالة جان برون أحد الزعماء التاريخيين للحزب العمالي٬ معتبرة أنه "تخلى عن مبادئه الاجتماعية الديمقراطية". وفي روسيا٬ ذكرت صحيفة (كوميرسانت) أن آفاق عقد مؤتمر دولي جديد حول سوريا والذي تراهن عليه روسيا والولايات المتحدة لإنهاء الحرب الضارية في البلاد٬ تزداد ضبابية حيث اتضح ذلك بعد لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري في باريس. وأضافت أن لافروف اعترف بأن عقد مؤتمر ثان حول تسوية النزاع في سورية "هدف صعب"٬ ونقلت عن مصدر مقرب من الوفد الروسي قوله إن موقف واستفزازات دول الخليج من أهم العوامل التي تزيد من صعوبة عقد المؤتمر٬ و"في حال عدم انعقاد المؤتمر أو فشله٬ فإن اللاعبين الأجانب الذين يسعون لتغيير النظام في سوريا٬ سيحملون روسيا المسؤولية لتبرير أعمالهم المحتملة بعيدا عنها وبعيدا عن مجلس الأمن الدولي. ولذلك من المهم بالنسبة لنا عدم السماح بأعمال قد تضر بجهودنا". وتناولت صحيفة (ازفيستيا) الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط٬ مشيرة ألى أن إسرائيل و حزب الله قررا تجنب المواجهة حاليا رغم أن علاقتهما قد توترت في السنة الأخيرة بشكل حاد. وأضافت أن حالة الصراع بين الطرفين كانت منذ سنة 2006 قابعة تحت الرماد إلا أنها توترت جدا في الآونة الأخير وأخذت منحى وزخما.