يُحكى أنه طُلب من امرأة فاقدة للعقل (حمقاء) في أحد الأعراس أن تساعدهم في رفع الزغاريد، بعد دقائق توقف الجميع واستمرت المرأة في زغاريدها ولم تنجح كل محاولات توقيفها، فعلق أحدهم قائلا "هْبِيلة وقالو ليها زغرتي" وهو المثل الذي أصبح يردده المغاربة على كل شخص أحمق أو دون المستوى يُكلَّف بشيء أكبر من مستواه العقلي والعلمي. ويَصدُقُ هذا على شباط الذي تمَّ تنصيبه بطريقة مشبوهة أمينا عاما لحزب الاستقلال، فلم يُصدِّق الرجل (ما صدَّق كما يقول المصريون) وخرج يلعن ويسب ويشتم ويُهدد دون أن يتوقف أو أن يستطيع أحد توقيفه، فهو فعلا كما يقول المثل "هْبِيلة وقالو ليها زغرتي". شباط ظاهرة غريبة، عدوانية، عنيفة ومتذبذبة، استطاع أن يتسلق بسرعة وبوسائل مشبوهة في كل المناصب التي احتلها، قاد حملات شرسة ومؤامرات محبوكة بدأها في فاس ضد أحمد ُمفْدي الرئيس السابق لجماعة زواغة مولاي يعقوب ورئيس المجموعة الحضرية لفاس الذي رعاه وقربه إليه ثم مع عبد الرزاق أفيلال وبنجلون الإدريسي للسيطرة على نقابة الاتحاد العام للشغالين، وبعدها مع قيادات الحزب ليستولي على منصب الأمين العام للحزب، واستعمل في معاركه كل الأسلحة من نفاق وكذب واحتيال وخداع. شباط الذي يتغزل اليوم بالاتحاد الاشتراكي هو من قاد حملة ضده واتهم الراحل المهدي بن بركة بالضلوع في اغتيالات سياسية في المغرب وهو ما كاد يسبب أزمة بين الحزبين المشاركين آنذاك في الحكومة. وشباط الذي يتحدث اليوم عن الربيع العربي هو الذي اتهم حركة 20 فبراير بكونها تخطيط صهيوني ، وهو الذي حشد العشرات من أنصاره ضد هذه الحركة في مدينة فاس.وشباط الذي يدعي دفاعه عن المعطلين هو الذي حشد العشرات من فلوله و بلطجيته لتعنيف المعطلين الذي احتجوا أمام مقر حزب الاستقلال و هو نفسه المورط في قضية النجاة التي ذهب ضحيتها أكثر من 20 ألف شاب شباط الذي يتكلم عن الحكامة والتدبير الجيد يكفي أن نذكره بملفاته في مدينة فاس وبالأراضي التي بيعت بدراهم معدودات لتتحول إلى بنايات بيعت بالملايين، ونذكره بعشرات الصفقات المشبوهة وبالاختلالات الكثيرة التي سجلها المجلس الأعلى للحسابات، وآخر ما نُذكر به شباط وحكامته الجيدة هو بناءه لبرج شبيه ببرج إيفل الفرنسي في عمق مدينة فاس التاريخية في استخفاف بساكنة فاس وتاريخها وحضارتها، ليختفي بعد ذلك البرج في ظروف غامضة وسط تهكم كبير واستغراب شديد لساكنة المدينة. شباط الذي يتهم هذا وذاك مستعملا التلفيق والكذب وراءه ملفات خطيرة، ففي 2011 صدر حكم بثلاث سنوات في حق ابنه نوفل بتهمة ترويج الكوكايين، وفي 2012 أمر قاضي التحقيق بوضع ابنه نضال تحث المراقبة القضائية وسحب جواز سفره مع إغلاق الحدود في وجهه بتهم حيازة بضاعة أجنبية مسروقة وهي عبارة عن سيارة بدون سند صحيح والتزوير في وثيقة تصدرها إدارة عامة. شباط الذي يتكلم عن السكارى في الحكومة الحالية نسي أن جل أعضاء أمانته سكارى ونسي أو تناسى الشريط الذي صور فيه قيادات من نقابته وهم يعاقرون الخمر، في منظر بئيس ولم يحرك ساكنا. وباستقراء بسيط في تاريخ الأمناء العامين السابقين ومقارنتهم بمؤهلات شباط ومستواه العلمي ومكانته وظروفه وأخلاقه، نكتشف أننا أمام منحدر خطير تعيشه قيادة هذا الحزب، كيف بحزب علال الفاسي وأبو بكر القادري و محمد بوستة وغيرهم أن تكون نهايته شباط. وللحديث بقية