عن سن تناهز 77 عاما فارق الحياة ليلة أمس الثلاثاء، قيدوم إذاعة طنجة الحاج محمد الغربي، فارس الأثير والصوت الدافئ الذي صاحب أجيالا عديدة من عشاق ومستمعي إذاعة طنجة خلال فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي. الحاج محمد الغربي من الإذاعيين الذين ساهموا رفقة أسماء كبرى في ترسيخ الصورة المتميزة لإذاعة طنجة، من خلال برامجه التي ستظل موشومة في ذاكرة الأثير الوطني، وكان عدد من أصدقاء المرحوم وزملائه قد أطلقوا نداء عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتمنون له الشفاء ويطالبون جمهوره بالدعاء للحاج محمد الغربي صاحب الصوت المنبعث من عمق استوديو 21 حيث كانت له صولات وجولات صار بها جزءا من هوية الإذاعة العتيدة.. التي التحق بها سنة 1954، ما جعله لفترة طويلة ذاكرة حبلى بالأسرار والذكريات عن تاريخ الإذاعة. ومرجعا حقيقيا للعمل الإذاعي. ومن اللحظات التاريخية التي شهدها المرحوم الغربي يوم زار الملك الراحل محمد الخامس إذاعة طنجة يوم 19 شتنبر 1957، فالتقاه الغربي إلى جانب إذاعيين آخرين منهم المختار الحليمي ومحمد بنعمر. وكان محمد الخامس هو من أطلق عليه لقب فارس الأثير، ومن اللحظات الطريفة التي حكى عنها محمد الغربي أثناء حياته الحافلة، أنه أثناء تغطيته للمسيرة الخضراء سنة 1975، أخذته الوطنية والحماسة فاقتحم رفقة الحشود حدود الوهم، ونسي مهامه كصحافي مكلف بالتغطية، عن هذه اللحظة العاطفية، قال الغربي رحمه الله "لقد كنت في طرفاية، مواطنا مغربيا قبل أن أكون إذاعيا..".