أكدتْ إحصاءات رسمية، نشرتْ في الآونة الأخيرة بإيطاليا، حول الجالية المغربية المقيمة بهذا البلد، ما سبقَ أن أثارتهُ العديد من الهيئات والجمعيات، في السنوات الأخيرة، بشأنِ الوضعية الصعبة التي يجتازهَا مغاربةُ إيطاليَا. التقرير الذي نشرته، مديرية الاجانب والإندماج التابعة لوزارة التشغيل الإيطالية، بداية الشهر الجاري، خلص إلى أن معدل البطالة وسط أفراد الجالية المغربية سنة 2011 يضاعف معدل البطالة، بإيطاليا، حيث وصل إلى 21.2 % ويتجاوز بعشرة نقاط المعدل العام للبطالة بين الجاليات الاجنبية المقيمة فِي إيطاليا، الذي بلغ خلال السنة نفسها 12.3%. ومن جانب آخر، سجل التقرير ارتفاع عدد المغاربة بالمقارنة مع باقي الأجانب المقيمين بإيطاليا، الذين لا يبحثون عن العمل. بحيث أنَّ من أصل حوالي 300 ألف مهاجر مغربي هم في سن العمل (أكثر من 15 سنة) 40% منهم لا تتواجد أسماؤهم فِي قوائم المشتغلين أو الباحثين عن الشغل. وإضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة في صفوف أفراد الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا ، يكشف التقرير عنْ غياب الاستقرار الذي يعيشه حتى المشتغلون، فمن أصل حوالي 90 ألف عقد عمل أبرمها المغاربة بإيطاليا خلال سنة ،2011 لم يتواصل منها سوى 3آلاف عقد. وحسب التقرير ذاته، فإن مداخيل المغاربة المقيمين بإيطاليا، شأنها شانَ مداخيل باقي الأجانب المتواجدين بالبلد تتسمُ بضعفها، حيث أنَّ أقل من 10% فقط هي التي تتقاضى أكثر من 1500 أورو شهريا. ويأتي التقرير الإيطالي، ليؤكد تنبيه عدة هيئات نقابية جمعوية إلى الوضعية الحرجة، التي يمرُّ بها الأجانب فِي إيطاليا، حيث يعتبرون الحلقة الأضعف في ظل الأزمة الإقتصادية، التي تخيم على الإقتصاد الإيطالي, كما أنَّ بعض التقارير الإعلامية تشيرَ إلى أن إيطاليا تعرف حاليا هجرة عكسية، ليس فقط وسط الإيطاليين، بل حتى وسط الجاليات الأجنبية، بحيث أنَّ آخر إحصاءات معهد الإحصاء الإيطالي أبان عن اختفاء ما لا يقلُّ عن 800 ألف أجنبي من سجلات المصالح البلديَّة بإيطاليَا.