في ال 16 أبريل 2009 عُيّن علي الفاسي الفهري رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بالتصفيق. جاء الرجل للجمع العام الذي عقدته الجامعة بعد انسحاب الجنرال حسني بنسليمان من على رأس كرة القدم بعد أن انهزم المُنتخب المغربي أمام الغابون بالدار البيضاء ضمن التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم 2010. حضر الرجل إلى مقر الجامعة متأبطاً ترشيحه ودعما قيل حينها أنه من "القصر". علي الفاسي الفهري "مُرشح سيدنا". هكذا تم تداول الخبر قُبيل الجمع العادي للجامعة. وهكذا دخل علي الفاسي الفهري إلى جَمْع كرة القدم مرشحا وحيداً، قبل أن يتم انتخابها رئيسا بالتصفيق. انتخاب الرجل الذي يتقلد "هموم" الماء والكهرباء رئيسا لجامعة كرة القدم، حمل أول خرق للقانون الأساسي للجامعة الذي يتحدث عن أن مكونات الجمع العام هم أعضاء المجموعة الوطنية للنخبة، والمجموعة الوطنية للهواة، إضافة إلى رؤساء العصب الجهوية. هذا بالتحديد ما يقوله القانون الأساسي لجامعة كرة القدم، غير أن المجتمعين لانتخاب علي الفاسي الفهري تغاضوا عن كل هذه التفاصيل المُهمة، وصفقوا للفهري رئيسا رغم أن الأخير لا يحمل أي صفة. أول "خطايا" رئيس الجامعة الجديد كانت هي إعلانه عن تركيبة رباعية لقيادة المُنتخب الوطني لكرة القدم، بعد أن فشل في التأهل إلى كأسي العالم وإفريقيا 2010. الحسين عموتة، وجمال السلامي، وعبد الغني الناصيري، وحسن مومن. كانت هذه هي التركيبة العجيبة التي جاء بها الفاسي الفهري لقيادة المُنتخب الوطني في مشهد كاريكاتوري لا يحدث حتى في الدول المُتخلفة كرويا. مضت مباريات المُنتخب الوطني، ومضى معها الإخفاق المتوالي في ظل تركيبة رباعية لم تجد التناغم الكافي لتدبير أمور منتخب مثقل بالنجوم، وشعب كروي مُتعطش للنتائج الإيجابية. توالت النتائج السلبية، وتوالت الانتقادات لجامعة الفهري الذي خرج للمغاربة بِحَله "السحري" الذي سيعيد للكرة المغربية "مجدها" الضائع. إنه التعاقد مع المدرب البلجيكي غيريك غيريتس الذي كان يدرب حينها الهلال السعودي. التعاقد مع غيريتس كان يفرض على الجامعة وشعب الكرة في المغرب أن ينتظرا سنة كاملة كي ينهي المُدرب البلجيكي مشواره الآسيوي مع الفريق السعودي قبل أن يحل بالمغرب. طيلة سنة كاملة، كان دومينيك كوبري، مساعد إيريك غيريتس، يُجرب حضه في التصفيات الإفريقية رفقة المُنتخب المغربي. حقق تعادلا بالرباط مع منتخب إفريقيا الوسطى، وفاز على تانزانيا بهدف منير الحمداوي بقلب دار السلام. كان المشهد ساخرا بالنسبة للإعلام الدولي الذي رأى في التعاقد مع مدرب لن يحل بالمغرب قبل سنة لقيادة المُنتخب مثل نكتة كبيرة لا تدعو للضحك. مرّت السنة وحلّ إيريك غيريتس بالمغرب حاملا معه العديد من المُفرقعات الإعلامية لعلّ أبرزها أنه سيتوجه رفقة "أسود الأطلس" بالكأس الإفريقية، وسيلعب نصف نهائي كأس العالم بالبرازيل. والنتيجة، خروج من الدول الأول للكأس الإفريقية 2012 التي أقيمت بغينيا الاستوائية والغابون حيث خسر أمام المنتخب التونسي بهدفين لواحد ثم أمام المنتخب الغابوني بثلاثة أهداف لهدفين، قبل أن ينهي البطولة بفوز محتشم أمام منتخب النيجر ليودع البطولة صاغرا في أسوأ مشاركة له منذ 1972. خرج الفاسي حينها ليتحدث عن أن الطموح سينصب على كأس العالم 2014 بالبرازيل، غير أن المُدرب البلجيكي إيريك غيريتس جمع نقطتين فقط من مقابلتين خاضهما المنتخب المغربي أمام كل من غامبيا والكود ديفوار. قبل أن تتم إقالته، بعد أن حمل معه ملايير من السنتيمات خلال مقامه بالمغرب دون أن يعرف قيمت عقده إلى اليوم في أكبر فضيحة عرفتها جامعة كرة القدم منذ تأسيسها. غادر غيريتس المغرب في اتجاه قطر، وتم تعيين لجنة صورية من طرف علي الفاسي الفهري قيل أنها لتقييم المدربين الأربعة المرشحين لتدريب المُنتخب الوطني. مرت الأيام واتضح أن اللجنة كانت لإقناع الشعب الكروي أن الاختيار الأمثل هو رشيد الطاوسي. الأخير، وبما أنّ من بين هواياته الحديث للإعلام في كل شيء وعن أي شيء، فقد كشف في لحظة "سهو" أن الاتصال به كان منذ أشهر لتولي تدريب المنتخب. الفضيحة التي أطلقها الطاوسي للرأي العام كانت كافية لمعرفة الطريقة التي تدبر بها جامعة كرة القدم القرارات المصيرية للعبة الأكثر شعبية في المغرب والتي تلتهم ملايير السنتيمات سنويا، دون أن تحقق أي نتائج تذكر على المستوى القاري أو العالمي، خصوصا بعد خروج المنتخب الأولمبي من الدور الأول لأولمبياد لندن، بعد التعاقد مع المُدرب الهولندي بيم فيربيك بملايين السنتيمات شهريا لتحقيق نتائج أفضل. تتوالى قرارات الفهري الفاشلة، وتتوالى معها النتائج السلبية، وتستمر نكسات كرة القدم، في ظل غياب ديمقراطية داخلية للجامعة الملكية لكرة القدم، وفي طريقة تدبير جامعة لا يجتمع أعضاؤها إلا مرات قليلة في السنة من اجل تعيين مُدرب أو إقالة آخر. هذه هي القصة بكل بساطة.