دعا وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في محاضرة ألقاها مؤخرا بكلية الطب والصيدلة بمراكش، تحت عنوان: التوجيه القرآني والطب النبوي"، الأطباء إلى الاهتمام بقيم القرآن والسنة النبوية في علاج المرضى، وأن العلاقة بين الطبيب والمريض لا ينبغي أن تغفل قيم المريض، التي هي الدين الإسلامي والسنة النبوية. أوردت الخبر إحدى الجرائد الإلكترونية نقلا عن وكالة المغرب العربي للأنباء، وقدمت له بعنوان: "سابقة: وزير الأوقاف المتصوف يدعو الأطباء إلى التسلح بالقرآن لعلاج المرضى". أسباب نزول هذه المقالة ليس طريقة معالجة الخبر في ذاته، وإنما كثرة ما أقرأ وأشاهد من جهل مطبق لدى النخبة المغربية المثقفة بالموروث الثقافي الإسلامي، وخاصة في مجال الطب البديل، حيث نجد معظم المشتغلين في مجال الطب النفسي، ينكرون حصول أمراض وأعراض مصدرها المس الشيطاني للإنسان، وإن كانوا يعترفون قولا بوجود الشيطان والجن. وسأقدم أمثلة على ذلك، لأن بالمثال يتضح المقال، ثم بعد ذلك أنتقل إلى بيان بطلان ما جاء فيها. فقد أجرت يومية "أخبار اليوم" في العدد 796 المؤرخ في 03/07/2012 حوارا مع الدكتور إدريس مساوي رئيس المركز الجامعي للطب النفسي، والذي اعتبر أن الاعتقاد السائد في المجتمع بكون الأمراض النفسية متعلقة بأعمال السحر والشعوذة هو "اعتقاد خاطئ ولا أساس له من الصحة من الناحية العلمية" وأضاف: " في الماضي لم يكن هناك علم قائم، وبالتالي لم يكن العلاج متوفرا، وكانت الأعراض النفسية مرتبطة في أذهان الأشخاص بأمور من قبيل التوكال والعين والجن. ومن خلال تجربتي المهنية، توقفت عند حالات عدد من المرضى الذين كانوا يؤكدون لي بأن الجن يتكلم معهم، لكن حين بدأوا يتعاطون للأدوية والعقاقير الطبية توقفت تلك الهلاوس لديهم، إذن فهؤلاء الأشخاص يعانون من الهلاوس وليس من تأثير الجن"، مع أن الدكتور يعترف بوجود الجن والسحر، لكنه يلغي ما سبق بنفيه وجود وصف دقيق للجن في القرآن الكريم، ويؤكد على أن الأفكار الشائعة عن الجن ترتبط أساسا بالمخيال الشعبي، ويتساءل الدكتور: " لماذا لا تكون الشياطين والجن هي الميكروبات الموجودة بداخل أجسادنا؟ " ويقر الدكتور عدم توصل العلم إلى فهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض كالسرطان والتهاب القولون... وفي عددها 1002 المؤرخ في 05/03/2013 أودت نفس الجريدة، مقالة تحت عنوان: "الأمراض النفسية بين العلم والطب والشعوذة" نقلا عن مجلة "قضايا الطب النفسي"، سأتطرق لأهم ما جاء فيها. جاء في مستهل المقالة: " هناك اعتقاد لدى قطاعات كبيرة من الناس خصوصا المصابين باضطرابات نفسية وأقاربهم بأن هناك قوى خفية تسببت في إصابتهم بالمرض النفسي، وهم يتفقون على ذلك وكأنه حقيقة مسلم بها، ويظل الخلاف في الكيفية التي يعمل بها الجن أو الشياطين، فيتصور البعض أنهم يدخلون إلى جسد الإنسان ويسببون له الاضطراب الذي لا يشفى إلا بخروجهم منه، ويعتقد البعض الآخر أن مجرد المس من جانب هذه المخلوقات يكفي لحدوث المرض، ويرى آخرون أن المسألة هي وساوس يقوم بتوجيهها الشيطان إلى ضحاياه عن بعد.." " ورغم أنه لا يوجد دليل واحد على علاقة الشيطان بالأمراض النفسية، فإن بعضا من المتعلمين إلى جانب البسطاء لا يستطيع فهم الحقائق العلمية التي تؤكد أن غالبية الأمراض النفسية الرئيسية قد تم التوصل إلى معرفة أسبابها، وأنها نتيجة تغييرات كيميائية في الجهاز العصبي، ويمكن علاجها عن طريق تعديل الخلل الذي يعاني منه المريض باستخدام الأدوية النفسية الحديثة أو العلاج النفسي..". وتضيف المقالة : " من الحالات الغريبة التي يتناقلها الناس حالات لمرضى يغيبون عن الوعي ويبدأ الشيطان أو الجن في الحديث من داخلهم... هذه الحالة أيضا لا علاقة لها بالشيطان نهائيا، والمتحدث هنا هو المريض نفسه، وهو في حالة نطلق عليها التحول الهستيري يغيب فيها الوعي مؤقتا وتظهر بعض محتويات عقله الباطن، فيقوم بالتنفيس عن بعض رغباته المكبوتة، ويهرب من الواقع والضغوط التي يحتملها ، فيتصور الجميع أن بداخله شيطان يتكلم.." وينتقل صاحب المقالة إلى الوسواس الذي يصيب الإنسان: " مرض الوسواس القهري هو أحد الأمراض النفسية الشائعة.. وقد ارتبط هذا المرض في الأذهان بوسواس الشياطين بسبب التشابه بين مسمى الوسواس القهري ووصف الشيطان بالوسواس الخناس في القرآن.. وكل صور الوسواس القهري هي حالات مرضية يتعامل معها الطب النفسي بالعلاج الدوائي..". " أما الهلاوس فهي أن يتصور المريض أنه يرى أشباحا أو يسمع أصواتا.. ومن وجهة نظر الطب النفسي هي وجود خلل في جهاز الاستقبال لدى المريض يجعله يستقبل صورا وأصواتا لا وجود لها، وهذه الحالات أيضا تتحسن بالعلاج بالأدوية ولا دخل للشيطان فيها.." بداية هناك مقدمة منطقية لا بد من التأكيد عليها قبل الخوض في التفاصيل: • نسبية العلم البشري وإطلاقية العلم الإلهي: ويترتب عن ذلك أن حقائق العلم محدودة وحقائق الدين مطلقة، وبالتالي يجب إخضاع العلم للدين وليس العكس. • ليس كل ما لم يتوصل إليه علم النفس، أو لا نراه يعني بالضرورة أنه غير موجود. • لا يمكن لعلم النفس أو الطب النفسي، مهما تقدم الإنسان في البحث العلمي، أن يصل إلى حقائق غيبية، وبالتالي فإن إخضاع هذه الحقائق الغيبية إلى علم النفس، هو ضرب من العبث. • قضية وجود الجن والشياطين هي قضية إيمانية، ولا يمكن إدراكها إلا عن طريق ما جاء به الدين الإسلامي وما أقره العلماء المتخصصون. • إذا كان العلم البشري لا يستطيع حتى الوصول إلى علاج كثير الأمراض العضوية والنفسية، فكيف له أن يقتحم مجال الأمراض الروحية. • أثبتت التجارب العملية لعدد من الرّقاة أن كثير من الأمراض العضوية والنفسية سببها مس شيطاني، يحدث خللا في وظائف الجسم، وعجز الطب التقليدي عن علاجها. • هناك جهل مطبق في المغرب بعلم الرقى الشرعية، على خلاف ما هو موجود في المشرق من عيادات طبية خاصة بالعلاج بالقرآن. • ليس كل من ادعى العلاج بالرقية الشرعية هو صادق أو موفق، فهناك من ولج هذا الميدان وليس له من العلم والإخلاص والاستقامة ما يؤهله إلى تشخيص وعلاج الحالات المرضية. ونظرا للخلط الذي يحصل للناس بين العلاج بالقرآن والشعوذة، أرى من الضروري التمييز بين مجالين متعارضين: مجال الدجل والشعوذة والعرافة، ومجال الرقية الشرعية (العلاج بالقرآن والأدعية المأثورة). 1- مجال الشعوذة والعرافة: هو مجال خاص بالسحرة والمشعوذين والدجالين، والذين يسمون زورا وبهتانا لدى العامة ب"الفقها"، وهؤلاء يستعينون بشياطين الجن لإذاية الإنس، وقد أثبت ذلك القرآن الكريم: (وإنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) سورة الجن الآية 6. وقوله تعالى: (ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة أهؤلاء كانوا إياكم يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانو يعبدون الجن أكثرهم بهم مومنون) سبأ الآية 114، وقوله تعالى: (ويوم نحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم) الأنعام. وقد يسأل سائل: وكيف يستعين الإنس بالجن، أو يعبدونهم وهم لا يرونهم؟ قبل الإجابة عن السؤال، لا بد توضيح أن الشيطان والجن شيء واحد من حيث جنس الخلق، أي أن الجن والشيطان مخلوق واحد، أصل خلقته من النار، وهو ما يوضحه قوله تعالى: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا( سورة الكهف. وقوله تعالى: (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون) الأعراف. أما عن كيفية استعانة الإنس بالجن، فهناك أعمال وطقوس يقوم بها الساحر (أو الساحرة) للتقرب من الشيطان، مقابل أن يقوم الأخير بتقديم خدماته للساحر، فيصبح الساحر عبدا للشيطان، ينفذ له كل ما يطلبه، والشخص الذي يقصد الساحر ويستعين به في قضاء حجاته (التفريق بين الأزواج أو التمريض أو طلب العمل أو الزواج...) يعتبر في حكم الإسلام كافرا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم] رواه أحمد.. ويصبح من عبدة الشيطان. وهذه الأعمال الشيطانية سواء بالذهاب إلى السحرة أو العرافين محرمة في الإسلام، بل وإن حد الساحر في شريعة الإسلام هو القتل، لخطورته البالغة على صحة وحياة الناس. كما تجدر الإشارة إلى الاعتقاد السائد في المجتمع بأن زيارة الأولياء والأضرحة، طلبا لقضاء الحاجة (الشفاء أو الزواج أو الإنجاب...) وهو يدخل في الأعمال الشركية التي نهانا ديننا الحنيف عنها، لأنها من الأعمال التي يُتقرب بها إلى الشيطان، وهناك علاقة وثيقة بين أعمال السحر والمشعوذة وزيارة الأضرحة، حيث غالبا ما يطلب الساحر أو المشعوذ من المريض أو أهله – بدعوى قضاء حوائجهم- بزيارة الولي أو الضريح الفلاني، والقيام ببعض الطقوس الشركية ومنها الذبح، إرضاء وتقربا للجن أو الشيطان الذي تلبس به إما بسبب سحر أو عين أو حسد، لذلك لا نستغرب تحوّل عدد من الأضرحة والمزارات إلى قبلة للشواذ والمومسات والمدمنين.. وقد يقوم الشخص المريض بتنفيذ ما يطلبه الساحر، فيشعر بتحسن حالته الصحية، وهو ما يجعله يصدّق الساحر ويستجيب لكل ما يطلبه منه، والسبب هو أن الشياطين التي كانت سببا في مرض الشخص، هي خادمة للساحر، وعندما يقوم المريض بمعصية الذبح أو الاستغاثة بالولي.. تتركه الشياطين لبعض الأيام، ثم سرعان ما يعاوده المرض، فلا يجد بُدّا من مراجعة الساحر، ويظل على ذلك الحال إلى ما شاء الله، ولا يشفى من مرضه، ويبقى رهينة في يد الساحر أو المشعوذ. 2- مجال الرقية الشرعية: الرقية الشرعية أو العلاج بالقرآن وبالأدعية المأثورة هو علم قائم بذاته، له ضوابطه وشروط ممارسته، وهو عمل مشروع ثابت في السنة النبوية وفي سيرة الصحابة وبعض الأئمة الأعلام. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [عليكم بالشفاءين القرآن والعسل] أخرجه ابن ماجة بإسناد صحيح. قال السيوطي: " جمع فيه هذا القول بين الطب البشري والطب الإلهي". وقد أخرج أحمد في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما: " أن امرأة جاءت بابن لها قالت: يا رسول الله إن بابني هذا جنونا، وإنه يأخذه عند غذائنا وعشائنا، فيفسد علينا، قال فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له، فثع ثعة (أي سعل)، فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فسعى". مسند الإمام أحمد. رُوي عن ابن مسعود أنه قرأ في أذن مبتلى فأفاق فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ماذا قرأت في أذنه؟] قال: قرأت: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون...) إلى آخر سورة المؤمنون الآية 115-118. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لو أن رجلا موفقا قرأ بها على جبل لزال]. كما رُوي عن الإمام مالك وابن حنبل وابن تيمية وغيرهم من الأئمة الكبار أخذهم بالرقية الشرعية في علاج المس الشيطاني من كثير من الأمراض. لقد استغرق بحثي في موضوع الرقية الشرعية ما يناهز ثلاث سنوات، اطلعت فيها على عدد مهم من المصادر العلمية في الموضوع، وقد وقعت على بحث قيّم من إنجاز الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان السدحان، يحمل عنوان: " كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية؟"، وهو بحث جامع بين الجانب النظري والتجربة العملية، لكون صاحبه متمرس في المجال، حيث يقدم الباحث في الفصل السابع قصص واقعية عن العلاج بالرقية الشرعية لكثير من الأمراض العضوية والنفسية والروحية. ولأهمية هذا البحث، قَدّم له نخبة من العلماء الكبار من بينهم الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع الذي قال في حق صاحبه: "وقد نفع الله برقاه مجموعة من المرضى النفسانيين وغيرهم من المرضى بأمراض مادية..". كما قدم له الشيخ عبد الله بن جرين: " هذا البحث فريد في بابه فيما أعلم، وقد انتفع به خلق كثير، فهو يدل على العلاج بالقرآن والأدعية المأثورة..". وقال عنه الدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل: " ألفيته كتابا علميا مفيدا يجمع بين التأصيل الشرعي والتجربة الصائبة". وسأحاول عرض بعض ما جاء في البحث، حتى نميط اللثام عن موضوع الرقية الشرعية وأهميتها في علاج الأمراض، لما وجدته من جهل كبير في مجتمعنا من الناس بما فيهم النخب المثقفة، لكن سأحرص على الإيجاز، ولمن أراد الاستزادة والتوسع أكثر، أنصحه بالرجوع إلى نسخة البحث، وهي متوفرة على شبكة الأنترنيت. فقد جاء في فقرة حملت عنوان: القرآن علاج لكل شيء: " الأصل في التداوي هو أن يكون بالقرآن، ثم بالأسباب الدوائية حتى في الأمراض العضوية، لا كما يزعم الجهلة، من أن من كان مرضه عضويا فليذهب إلى المستشفيات، ومن كان مرضه نفسيا فليذهب إلى العيادات النفسية، أما من كان مرضه روحيا فعلاجه بالقراءة، فمن أين لهم هذا التقسيم؟ فالقرآن طب القلوب ودواؤها، وعافية الأبدان وشفاؤها، قال الله تعالى: (وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) الإسراء الآية 82. وانظر إلى كلمة شفاء، ولم يقل دواء، لأنها نتيجة ظاهرة، أما الدواء فيحتمل أن يشفي وقد لا يشفي..". " والحديث عن علاج القرآن للأمراض العضوية يطول ولكن أضرب بعض الأمثلة: هناك عدد من الأمراض -عضوية ونفسية- للشيطان دور كبير في استفحالها، وذلك لأن له تحكما في جريان الدم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: [إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم] متفق عليه. فمن ذلك: الغضب، وهو أساس لكثير من الأمراض... وأثره في البدن واضح، فقرحة المعدة والحرقان المصاحب لذلك والقولون العصبي ناتج عن الغضب الشديد.. وعدد من الأمراض الباطنية وغيرها من أمراض الرأس من الصداع والجلطة والسكتة الدماغية والشلل المفاجئ.. للغضب دور كبير في نشوءها أو تفاقمها، وهو أساس كل شرّ، والغضب من الشيطان، قال الله تعالى: (واذكر عبدنا أيّوب إذْ نادى ربّه أني مسّني الشّيطان بنُصْب وعذاب)...". " وقد تمت بحمد الله القراءة على كثير من الأمراض، وبخاصة المستعصية منها.. مثل السرطان، الجلطة، الربو المزمن، الشلل الرباعي.. وتم الشفاء منها بفضل من الله ومَنّه...". ثم ينتقل إلى علاج الأمراض النفسية جاء فيه: " انفصام الشخصية: وهو مرض ذهاني خطير، يعالجه الأطباء النفسانيون بالحبوب والإبر، ويَقلّ أن يعود المريض معافى تماما، وقد نفع الله كثيرا ممن أصابهم المرض بالرقية الشرعية فرجعوا للصحة والعافية. الوسوسة: أحد الأمراض التي ربما سببها الجن.. تبتدئ بالوضوء وتنتهي بالتشكيك في العقيدة، وعلاجها: 1- الوسواس الفكري: علاجه ذكر الله، وأن لا يلتفت للوسواس بل ويخالفها، ويستعيذ من الشيطان وينفث في يساره.. 2- الوسواس الحسي (الوسواس القهري): وهو أشد من الوسواس الفكري(الذهني)، حيث يجد آلاما متفرقة في جسده. وعلاجه إضافة إلى ما سبق، عليه علاجه حسيا: أن يتحرك وينفض عنه الكسل وممارسة الرياضة والسفر.. وحاصل الباب قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة حينما دخل عليها وامرأة تعالجها، فقال: [عالجيها بكتاب الله]". وفي ختام الباب ينبه الباحث لأمر مهم بقوله: " لا يُفهم مما سبق ترك الأسباب الدوائية كالذهاب للمستشفيات.. لكن الأساس في علاج أي مرض هو القرآن الكريم وما ورد من الأدعية، ويضم إليه السبب الدوائي لأنه مأمور به، ولكن لا بد من اليقين بأن الشفاء من عند الله، وإذا نزل الشفاء نفع الدواء بإذن الله وليس العكس، لأن الله تعالى يقول: (وإذا مَرِضْتُ فهُو يشْفِين).". وأختم بقصة واقعية حكاها لي شخص أعرفه، فقد أخبرني أن زوجته كانت مصابة بسرطان الثدي، وفي حالة جد متقدمة من المرض، حيث لم يعد ينفع معها الدواء، فطلب منها الطبيب المختص إجراء عملية جراحية لاستئصال الورم الخبيث ومعه الثدي، وفي انتظار موعد العملية، كانت السيدة المريضة تواظب على قراءة القرآن صباح مساء، وعندما اقترب موعد إجراء العملية، أجريت لها بعض الفحوصات لمعرفة تطورات حالتها، فإذا بالطبيب المتابع لحالتها يفاجأ باختفاء الورم بشكل كلي، وشفيت السيدة دون أن تجري العملية...