سنورد بعضا من أقواله ولن نتعقبها بأي تعليق فالصمت في هذه اللحظة أبلغ من كل كلام،العناوين من عندي: غاية الغايات "تأكد أن تحافظ أينما كنت لتكون الوجهة الله، والموعد الله، ولتبقى الوجهة الله، والموعد الله" " أنا أسعد الناس إن كان لشهادتي سامعون واعون هبوا من سبات الغفلة لصرختي هذه الهادئة، وتيقظوا يقظة القلب، وتجافوا عن الحياة الدنيا، وفزعوا إلى من يدلهم على الله حتى يعرفوا الله. أنا أسعد الناس إذاً إن حصل في ميزان حسناتي أفواج من المحسنين كنت لهم صوتا يقول: من هنا الطريق، من هنا البداية" مزالق " إسلام الزهادة والهروب من المجتمع، والإسلام الفكري، والحركية على حساب التقوى والعلم ثلاثة مزالق" " التبرك هو التصور المُغْلَق لدائرة التربية، والتبرُّك غير السلوك، التبرك سجّادة ومجلس كان يتصدره الشيخ المؤسس، فلما توفاه الله جلس مجلسه على سجادته "وارث" من أبنائه الدينيين أو الطينيين، واستمر في تقليد الأب الروحي للجماعة، وحافظ على التقاليد، واجتهد داخل المذهب التربوي، واتخذ لنفسه ولمن معه سقفا بشريا بينه وبين الله ورسوله، وحرص ألا يُزاد حرف على "وظيفة" الشيخ الراحل وأذكاره. وهكذا تكونت مدارس وطرق، في طيها العارفون بالله أحيانا، وفي طيها المريدون، وفي طيها أصحاب الأحوال والكرامات، وفي طيها كل شيء إلا التجديد" المسألة الاجتماعية "في أذن الجائع لا يسلك إلا صوت يبشر بالخبز،وفي وعي المقهور المحقور لا يتضح إلا برهان الحرية،فمن كان شغل يومه ونهاره هم القوت،والمأوى والكسب،والشغل والدَّين،ومرض الأطفال ومصير الأسرة لن يسمع لعرض المبادئ العليا ولو كانت دينا يؤمن به،لا وقت له،لا استعداد،لا مناسبة" جذور الفساد في المؤسسات الدينية " إن مسايرة علماء أهل السنة والجماعة للسلطان، ومسايرة علماء الشيعة للعامة الذين منهم أرزاقُهم وعليهم اعتمادُهم، يُفسر سقوط الأمة في "دسيسة" تاريخية خافية وبادية. العالم الشيعي المرجع له أتباع، وعالم القصر له أطماع، ذاك تسلط عليه أتباعه، وهذا أرْدَتْهُ أطماعه. والحاكم الغاصب والرعاع السائب مناخ ملائم للاستخفاف والتحريف" تحرير العقول " إن جناية المنامات والحكايات على العقل المسلم جنايةٌ حقيقيّة في صفوف العوام. ولمّا تقلَّصَ ظل العلماء وضعفت إفاداتهم التربوية راجت الخرافة ونَفَقَتْ في أسواق العِرافة والشعوذة والسحر وتعبير المنام، يتصدّى لتعبيره بالرأي الكالِّ والفهم السقيم والنية الكاذبة كل من هب ودب، وتُبنى عليه العزائم والأعمال، ويَفْصِل في الأمر العويص ظهورُ شبحِ شَيْخٍ لحالم مُتَبَرِّعٍ أو لمُتحلِّم محترف. وكان للشيطان، ولا يزال، الحفلةُ الكبرى في خطوطه الهاتفية، يوحي إلى أوليائه في المنام ما عجز عن تفهيمه لبلداء أنصاره وأتباعهم في اليقظة" الجواهر قبل المظاهر " ما يكون الوجود الاستعراضي للحركة الإسلامية في الشارع والجوامع إلا ضربا من الدعاية المضادة إن كان جند الله يحملون اللقب زورا. إن كانت الأمراض القلبية والنفسية واللسانية والأخلاقية معششة تحت الجلباب واللحية والقميص" التصدي للحكم بشروط " إن من ينقض على السلطة دون أن تكون له قاعدة مجاهدة تبلغ حدا أدنى من الامتداد وقاعدة معنوية خلقية قوامها ثقة الشعب واستعداده، إنما يغامر بتجربة مآلها الفشل والإجهاض. مآلها الفشل عاجلا أو آجلا، كلا أو بعضا" حقوق العباد " لن نرفع صوتَنا باعتزاز حامل البشرى لعالم كئيب إلاَّ إن كان إيماننا وثيقا بأن حقوق الإنسان ليست على لساننا ولا في تاريخ سلفنا الصالح مُناشدَةً لفظيَّة ولا حُمُولةً إديولوجية يتخفف منها المرء عندما يغيب المراقب وتسنح الفرصة. بل إن تكريم بني آدم لنا دين" " يرتفع طموح الضمير الإنساني فيطالب بحق الإنسانية في الحفاظ على الكوكب الأرضي نظيفا، وعلى البيئة الطبيعية مَصونة للأجيال. وهذه مرتبة عالية من الوعي نعطيها من الاحترام مثل ما تعطيه الأصوات الحرة. وتنحبس مطامح الضمير الإنساني في أفق البيئة الأرضية والمعاملة اليومية والمستقبلية المحدودة. ومن هنا تبدأ مهمتنا لإسماع البلاغ الإلهي. لإسماع رسالة القرآن. لإعلام الإنسان، والإعلان له، والصيحةِ في أذنه،والعرض اللطيف على قلبه، والحديث الشفوق إليه، والبيان الأخوي إليه، بأن من وراء الموت حياة، وبأن الإنسان ليس دابة أرضية." " إن الضمير الإنسانيّ المناديَ بحقوق الإنسان عن إخلاص وصدق حقيقة واقعية من وراء الوضع السياسي الظلمي الذي يجعل بعض البشر أكرم من بعض في ميزان الأرجوحة العالمية. مع هذا الضمير نتناجَى ونتجاوب. معه نتخاطب لنرفع مطمح الإنسانية إلى حقها الأزلي الأبدي الذي لا تُكَوِّنُ الحقوق المتعارَف عليها إلا حلقاتٍ من سلسلته" العاقبة للشعوب " هل يتعلم الجبارون في الأرض من دروس التاريخ، أم يزيدون أخطاء على خطيئات، وتزل بهم الأقدام كما زلت بالذين من قبلهم، كانوا أعتى وأكثر نفيرا. إن الشعوب الإسلامية لا تقاد بعنف بل تستعصي وتقاوم، تعتصم بحبل الله وتستنصر بقوته وتلجأ إليه. وإن قيمة الحضارات لا تقاس بما عندها من أموال وسلاح، وإنما تقاس بما توفره للإنسان من حرمة وهناء وأمان.حقوق الإنسان كما علمناها الإسلام تتعدى حقوق الدنيا والمعاش، وتمتد إلى حق الإنسان في معرفة معنى وجوده في الدنيا. ولنكن رحماء ننبذ العنف وندعو الناس باللطف ونبدي المحبة ونبطنها، المحبة للإنسان، العطف على الإنسان. نعوذ بالله عز وجل من الذين يبطشون بالأبرياء، الذين يحرقون ويقتلون الأبرياء" إنما يقود الناس البصير " لا ينهض لبناء القوة الاقتحامية وإنجاح مسعاها بتوفيق الله العلي القدير من يَستبد بعقله وبإرادته وحركته وعيٌ تاريخي لا أفق له غيرَ المستقبل الأرضي للبشر، يُساهم في النزاع مع الناس إلى وِجهة لا تُعرَف. إنما يقتحم العقبة من خرقت عين إيمانه ونظرة إحسانه وأذنُ تلمذته للوحي كلَّ كثيف من أوهام الكون وحقائقه الصلبة. وإنما يبني القوة الاقتحامية ويُعتَمَد ركنا من أركانها من يتطلع للدار الآخرة راجيا طامعا خائفاً مستغفرا تائبا عابدا آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر حافظا لحدود الله" " يد الدولة وسلطانها لا يملكان أن يغيرا مما بنا شيئا، لأن التغييرَ لا يُمْلَى من فوق، بل لا يكون للإملاء أثرٌ عملي إن كانت القيادةُ معزولة عن القواعد، وكانت الدعوةُ لم تمهد لتغيير ظاهر الحياة بتغيير أنفس الناس، وكان جهاز الدولة يدور في فلَكِهِ السُّلْطويِّ لا يُسْنده الاقتناع الشعبيُّ، والمشاركة المتحمسة الراغبة من جانب السواد الأعظم." منعرجات التغيير وعوائقه "تتحمس الجماهير وتفور حيويتها إزاء التغيرات السياسية المثيرة،لكن سرعان ما يعقب ذلك الحماس سكون الريبة،وخيبة الأمل،عندما تصطدم الثورة بعناد الأحوال،فتمنعها من التحول إلى الأفضل.لذلك نرى الانقلاب في البلدان الضعيفة البنية،المتخلفة اقتصاديا وسياسيا،الكثيرة المشاكل،كبلادنا،فمن خيبة أمل إلى خيبة أمل،وتجد كل مغامرة من الطموح المراهقوالأمل المكبوت ظروفا تساعد على استمرار الاضطراب.فقوة القيادة،ورصانتها واستمساكها مع القاعدة استمساكا وثيقا ينبني على الولاية الإيمانيى لا على الوعود البراقة والخطب الرنانة،تضمن وحدها وحدة العصمة من اللف والدوران والاستحارة. يتبخر الحماس الأول بعد إعلان سقوط الباطل،ويتنفس الناس الصعداء،وينفسون عن آلامهم المكبوتة بالزفير والشهيق الثوريين،وبعد هذه العفوية الجماهيرية لا يبقى إلا حديد المشاكل البارد،فمن يحميه ويطرقه ليصوغ الاقتصاد الذي يسير،والعدل الذي ينتظره الشعب؟ من يحافظ على جذوة الأمل ومن يربي ومن يتخذ القرار الشجاع في المواقف الدقيقةمن يخرج بالسفينة الموحولة المثقلة المخرقة القاع من بين تلك الصخور والمعضلات تلح،وكل يوم يأتي بتعقيداته فمن يتحمل المسؤولية ويأمر ويتخذ الإجراءات الحاسمة؟ لا يترتب على مبادرات القيادة قبل القومة،مهما كانت الأخطاء،مثل ما يترتب عليها أثناءها وبعدها،ففي تلك الساعات الدقيقة التي يتحول فيها مجرى حياة أمة،وفيما بعدها من ايام وشهور وسنوات يتقررفيها مصيرها تظهر كفاءة القيادة ورصانتها وبراعتها،إذ ذاك يتلخص تاريخ الأمة في تاريخ قيادتها،وإذا كانت صورة سلك النظام وخرزه وجواهره وجماله استعارة تناسب حال الجماعة وقيادتها أيام السكون والاستعداد،فإن عنف حركة الرحى،وسرعة دورانها،يكادان يناسبان عنف الأحداث وسرعتها أيام يتقررمصير القومة،فإذا أضفت إلى صورة العنف والسرعة صوت القصف والقنبلة من كل جانب،وهمس المكائد الخفية فغنما هو الهوس بعينه،إن لم تكن القيادة راسخة ثابتة الأقدام متوكلة على الله عز وجل حق التوكل، إنما يصح التوكل على الله وتثبت الخطى إن اتخذت القيادة أهبتها لمثل تلك المواقف من قبل أن تجد نفسها وسط المعمعة،أحوج ما يكون الصف إلى الوحدة عندما تشتد الأزمة ،وأحوج ما يكون الجند إلى معرفة مهمة كل منهم عندما تتداخل المشاكل ،وأكثر ما تكون حاجة القيادة إلى ثقة الجند عندا تعم الريبة وتشن حرب التشكيك،يومئذ تمتحن الولاية في نواظمها الثلاث:أين الشدة أيها المتراحمون؟أين التفاهم واتحاد الكلمة؟أين الطاعة بعد الشورى؟ويومئذ يمتحن التخطيط والتدبير:ماذا أعددتم لهذه الطوارئ أيها الحكماء؟أم أنتم ترتجلون وتخبطون؟"