اهتمت مجموعة من الصحف العالمية خاصة الناطقة بالإنجليزية بما يجري في مصر من تطورات، حيث نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية مقال رأي يعبر عن وجهة نظرها اليوم السبت، قالت فيه إن هدف جبهة الإنقاذ المصرية ليس هو إسقاط الدستور، بل إسقاط مرسي ذاته ما دام أحد زعمائها وهو البرادعي رفض دعوة مرسي للحوار وصرح بأنه رئيس فاقد للشرعية، مما يبين، على رأي الصحيفة، أن هدف المعارضة المصرية هو إسقاط رئيس منتخب بصورة ديمقراطية، والحيلولة دون إجراء استفتاء على الدستور أو إجراء انتخابات برلمان جديد. وأضافت ذات الصحيفة أن مرسي قام بأخطاء كبيرة في تنزيله للإعلان الدستوري مما قد يقضي بحل الجمعية المكلفة بكتابة الدستور، غير أن المعارضة لم تقبل مطلقا بنتائج الانتخابات الماضية سواء منها الرئاسية أو البرلمانية، وستحاول أن تلغي أية إمكانية لانتخابات برلمانية جديدة يشارك فيها الإسلاميون. غير أن صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية رأت الموضوع من زاوية أخرى أخرى، حين تحدثت في مقال رأي عنونته" خيانة مرسي: رجل الإخوان المسلمين يجب أن يكون رئيسا لكل المصريين" بأن الرئيس مرسي خان وعده بأن يكون رئيسا للجميع، وبأن الوقت ينفذ أمامه للحيلولة دون سقوط بلاده في فوضى خاصة وأنه مرر دستورا صاغته لجنة لا تمثل سوى الإسلاميين في غياب تام لفصائل الليبراليين واليساريين والأقباط والجمعيات النسائية. وأضافت ذات الصحيفة أن قواعد الديمقراطية تعطي للإخوان المسلمين الحق في الوصول إلى قمة الحكم السياسي ما داموا قد حازوا على نسبة 52 في المائة من أصوات الشارع المصري، غير أن هذه الجماعة ملزمة بممارسة قواعد الديمقراطية الحقيقية وليس نهج سياسة تفضيلية لصالح الإسلاميين دون غيرهم. أما مجلة "إيكونوميست" من نفس البلد، فقد كتبت تقول إن مرسي أطاح بآمال المصريين خلال أيام قليلة ووضع مصر على شفا حرب أهلية بل وأعاد الحكم الديكتاتوري إلى البلاد بصبغة إسلامية، متحدثة عن أن ما قامت به جماعة الإخوان من تفريق للمعتصمين خارج قصر الاتحادية بكثير من العنف الغير المبرر، دليل يبين أن الإسلاميين يعتبرون أنفسهم أصحاب الحق وحدهم، وأن إعطاء رئيسهم صلاحيات واسعة أمر لا يقبل النقاش وعلى جميع المصريين أن يتقبلوه دون شروط. وكتبت الصحيفة الأمريكية "واشنطن بوست" عن أن مرسي يظهر غير مستعد للتنازل أو تقديم حلول وسط، بل على العكس من ذلك، يتبين أنه لن يتسامح مع أي شخص يحاول الإطاحة بحكومته ما دام يرفض إجراء أي حوار غير مشروط مع المعارضة، كما كتبت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" تقول بأن مرسي استخدم نفس عبارات الرئيس المخلوع حسني مبارك من قبيل تصريحه بأن هناك مؤامرات تحاك ضد الدولة المصرية وتهدف إلى تعطيل الديمقراطية، إضافة إلى تبرير قراراته بحماية البلاد من الأخطار الخارجية والداخلية، مشيرة في الآن ذاته، بأن ديكتاتورية الإخوان المسلمين تجاوزت في هذه الأيام ديكتاتورية مبارك.