تراوح الأزمة السياسية في مصر مكانها منذ إصدار الرئاسة لإعلان دستوري جديد قبل أسبوعين٬ حيث يواصل طرفا الأزمة ( المعارضون والمؤيدون) مظاهراتهما في الشارع اليوم الجمعة. ويشهد ميدان التحرير وسط القاهرة اليوم مظاهرات ضد الرئيس محمد مرسي والإعلان الدستوري ومشروع الدستور تحت شعار " الكارت الأحمر " ( البطاقة الحمراء) حيث يعتزم المعارضون تنظيم مسيرات في اتجاه قصر الاتحادية الرئاسي الذي شهد محيطه أول أمس مصادمات بين الجانبين خلفت مقتل خمسة أشخاص وجرح المئات. وقد انطلق المعارضون في مسيرات من بعض المناطق بالقاهرة عقب صلاة الجمعة وأخرى من ميدان التحرير في اتجاه القصر الرئاسي الذي أغلقت قوات الأمن٬ منذ الاشتباكات الأخيرة٬ كل الشوارع المؤدية إليه. وقد عبرت أغلب الأحزاب والقوى المعارضة عن رفضها لدعوة الرئيس المصري محمد مرسي٬ في خطاب مساء أمس٬ للحوار غدا السبت بالنظر إلى أنه لم يشر إلى إلغاء الإعلان الدستوري أو تأجيل الاستفتاء على مشروع الدستور المقرر يوم 15 دجنبر الجاري. في المقابل دعت مجموعة من الأحزاب الإسلامية المتظاهرين للتواجد بحشود ضخمة بعد صلاة الجمعة أمام إحدى بوابات مدينة الإنتاج الإعلامي بضواحي العاصمة احتجاجا على ما وصفوه ب"الدور المشبوه" لبعض القنوات التلفزيونية الخاصة التي تبث من المدينة الإعلامية. وقالت الأحزاب في بيان لها إنها تستهدف من وراء الدعوة "وقف الدور التحريضي المشبوه لهذه القنوات وتحرير إرادة الجماهير تجاه الأحداث والاستحقاقات السياسية الحالية". وحمل البيان توقيع تنظيمات إسلامية ليس من بينها جماعة " الإخوان المسلمين " أو حزب النور السلفي ويتعلق الأمر بالخصوص بكل من حزب البناء والتنمية , وحزب الشعب وحزب التوحد العربي والجبهة السلفية , وحركة امتنا , وإئتلاف طلاب الشريعة. وكان حازم صلاح أبو إسماعيل ( تم إستبعاده من الانتخابات الرئاسية الأخيرة) في مقدمة الداعين للتظاهر أمام مدينة الانتاج الإعلامي حيث كتب صباح اليوم الجمعة على حسابه بالتويتر " موعد الحشد اليوم أمام مدينة الإنتاج الإعلامى قائم بلا تردد وبكل قوة". من جهة أخرى أقيمت بالجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة اليوم صلاة الجنازة على اثنين من الذين توفوا في اشتباكات أمام قصر الاتحادية الرئاسي بحضور محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين والاف من أنصار الجماعة التي نعت ستة من أعضائها وشبابها في الاشتبكات التي شهدها محيط القصر الرئاسي.