حمل لاعب النادي القنيطري السابق يوسف شيبو السلطة المحلية لمدينة القنيطرة كامل المسؤولية في الأزمة الخانقة التي يعيشها النادي القنيطري، صابا جام غضبه على بعض المسؤولين الذين لا يمتون للرياضة بصلة وهدفهم الوحيد من تسيير النادي هو خدمة مصالحهم الشخصية وتصفية الحسابات على حد تعبير اللاعب الدولي السابق. كما اتهم الرئيس السابق للكاك في حوار خص به هسبريس كلا من والي وباشا القنيطرة بمحاولة قيادة الكاك إلى الانهيار، لأن جماهيره أصبحت حضارية وتبعث برسائل قوية. من جهة ثانية، رأى شيبو أن الجامعة المغربية لكرة القدم لا تخدم مصالح الرياضة وتتكون من أشخاص لا يملكون أي أفكار للنهوض بالقطاع وهمهم الوحيد الصراعات وخدمة المصالح الشخصية. ماذا يحدث في النادي القنيطري؟ النادي القنيطري يعيش أزمة تسيير منذ أكثر من 12 سنة، لكن الأمور ازدادت سوء خلال السنوات الأخيرة لأن من يديرون دفته أشخاص لا يمتون لعالم الرياضة بصلة، هدفهم الوحيد تحقيق مصالح شخصية، إضافة إلى الصراعات السياسية. فكما لاحظنا، منذ نهاية الموسم الماضي وحتى الساعة عقد النادي جمعين عامين أو ثلاثة وتم انتخاب ثلاثة مكاتب مسيرة، وهذا أمر لم نشهده من قبل في الدوري المغربي، وبالأخص في نادي يعد من أقدم الأندية المغربية لديه تاريخ وحقق العديد من الألقاب وساهم في تطور الكرة المغربية. باعتقادي مشكل الكاك يمكن في المسؤولين، وبالأخص السلطة المحلية التي تتحمل كامل المسؤولية في وضع الفريق في هذا المأزق لتتخلى عنه بعد ذلك. النادي عقد جمعا عاما ومنح وصل الإيداع وبدأ المكتب في العمل، ليفاجأ بعقد جمع عام آخر ومنح وصل إيداع آخر لأشخاص آخرين. وقانونيا، لا يمكن منح وصلي إيداع. بكل بساطة، هؤلاء الناس يريدون إحداث فوضى داخل الفريق... لماذا تريد السلطات المحلية أن تزرع الفتنة حسب قولك داخل النادي القنيطري؟ ربما لأنه ليس من مصلحتهم أن يستمر الفريق في القسم الوطني الأول، أو أن هناك مصالح مشتركة بين بعض رجالات السلطة المحلية وبعض مسيريي النادي الذين قفزوا على النادي بالمظلة، بمعنى أنهم أشخاص غرباء عن المدينة ولا يتمتعون بأي ثقافة رياضية ولا يعرفون حتى أسماء اللاعبين ويريدون تسيير الفريق. بالتالي أنا أحمل كامل المسؤولية للسلطة المحلية في شخص الوالي الذي لم يجد أي حل لأزمة الكاك، والباشا الذي يعد أول من أطلق شرارة هذه المشاكل. للأسف يبقى الفريق الضحية الوحيدة في هذا الصراع، وبالأخص اللاعبين الذي لم يتقاضوا أجورهم ومكافآتهم منذ مدة. ما رأيك في تعيين أنس البوعناني رئيسا جديدا للنادي؟ صحيح أنه تعين، لكن الأطراف الأخرى اعترضت على هذا الجمع العام وهذا التعيين وأحالوا الدعوى إلى القضاء. بالتالي على السلطات المحلية أن تتدخل من أجل حل هذه الأزمة. للأسف مدينة القنيطرة لم تحظى لحد الساعة بوالي أو مسؤول يكون في المستوى ويولي اهتماما بالرياضة. فأي مسؤول يحل بالمدينة يعمد على إهمال القطاع الرياضي. لا أتحدث فقط عن كرة القدم، الأمر يتعلق أيضا بكرة السلة وكرة اليد وألعاب القوى والملاكمة. في وقت من الأوقات، كان الكاك متفوقا في جميع هذه الرياضات، والآن أنظروا إلى الوضع الذي آل إليه النادي. يجب أن نعلم أن المتنفس الوحيد للشباب القنيطري هو الرياضة، لكن عندما يحل مسؤول بالمدينة ويهمش الرياضة كليا، فكيف تريد لهذه الساكنة أن ترفه عن نفسها. في الماضي، كانت الأسرة القنيطرية تذهب بجميع عناصرها للملعب، أما الآن فقد انعدمت هذه العادات، لأنهم بكل بساطة قتلوا حماس الجمهور، الذي كان قبل ثلاث سنوات فقط من أفضل الجماهير في المغرب. بالحديث عن الجماهير، هل تظن أن أعمال الشغب التي أحدثها الجمهور القنيطري مؤخرا خلال مواجهة الكاك للمغرب التطواني كانت عبارة عن رسالة لإدارة النادي؟ لا بالعكس. لا أظن أن جماهير النادي القنيطري سترتكب هذا الخطأ. أنا أعرف جمهور الكاك جيدا، وأعلم أنه عندما يريد أن يحتج فإنه يمرر رسالته بطريقة حضارية، دون اللجوء إلى العنف أو التخريب. الأمر يتعلق بتصفية حسابات من قبل فئة من الجمهور محسوبة على مسيريي النادي. لكن أنا متأكد من أن الجمهور القنيطري الحقيقي، وخصوصا إلترا حلالة من المستحيل أن يقوم بمثل هذه التصرفات، لأنني سبق وأن جالستهم ووقفت على طريقة تفكيرهم وتعاملهم التي تبعد كل البعد عن العنف والشغب. وأعود لأحمل السلطة مسؤولية هذه الأحداث، لأنها فشلت في فرض الأمن، عدا عن أن أحوال الفريق لو كانت جيدة لما وصلنا لكل هذا. برأيك، لماذا غاب ممثل الجامعة عن الجمع العام الذي شهد انتخاب أنس البوعناني رئيسا؟ أولا تلك الجامعة كان من المفروض أن تعقد جمعا عاما في شهر نوفمبر، وحتى الآن لم تفعل ذلك. إضافة إلى أن هؤلاء الناس لم يقدموا أي شيء للرياضة. هم عبارة عن أشخاص لا يمتلكون لا ثقافة ولا مستوى ولا يمتون للرياضة بصلة. ببساطة هم أشخاص ركبوا موجة الرياضة، لكنهم يظلون فارغين ولا يملكون أي أفكار تخدم هذا القطاع. ثانيا، المسؤولون في الجامعة غير قانونيين، بالتالي لا يمكنهم حضور أي جمع عام. هذا بالإضافة إلى وجود صراعات، وأشخاص داخل الجامعة يحركون إدارات الأندية، دون ذكر أسماء. وهذا ما يجعلنا نرى الفساد يستشري في جسد الجامعة، إضافة إلى المصالح الشخصية، فأي عضو في الجامعة له ارتباط بأحد الأندية يعمل على خدمة مصالح هذا النادي قبل أن يخدم مصلحة الكرة المغربية. باعتقادي، يجب أن يحدث تغيير وأنا سبق وأن تحدثت في هذا الموضوع، لكن هناك بعض الناس لا يستسيغون آرائي لأنني صريح. هؤلاء الناس لا يخدمون الرياضة المغربية ويتسترون وراء النتائج، مثلما حدث مؤخرا مع نتيجة المنتخب الوطني أمام الموزمبيق. من وجهة نظرك، ما هو الحل لعودة الأمور إلى نصابها في النادي القنيطري، في ظل تشبث محمد شيبر بكرسي الرئاسة؟ كما سبق وقلت 90% من الأزمة التي يعيشها النادي سببها السلطة المحلية، بالتالي هي مطالبة بإيجاد الحل في أسرع وقت. ذلك أن الباشا أصبح هو رئيس ومسير النادي الفعلي، وبدأ يدخل في المسائل التقنية ويعين المكتب المسير حسب أهوائه ومصالحه، زيادة على صمت أعلى سلطة في المدينة المتمثلة في الوالي وعدم تدخله لحل هذا المشكل، كل هذا يعني أن هؤلاء الأشخاص يريدون أن ينهار النادي كما انهارت فرق أخرى.. لكن ماذا ستجني السلطات المحلية من تدهور أحوال الفريق؟ ربما لا يريدون للجمهور القنيطري أن يفرح. بكل صراحة، جمهور الكاك أصبح جمهورا حضاريا وقادرا على إيصال رسائل قوية عن طريق بعض المسيرات وداخل الملاعب، بالتالي يريدون قتل الحماس عند هؤلاء الشباب ومنعهم من إبلاغ رسائلهم.