منذ فترة ليست بالقصيرة وأخبار الانفلاتات الأمنية تهيمن على الاحداث في مدينة القصر الكبير، حوادث للسرقة أصبحت تعرفها أكثر الأحياء أمانا، ولم يعد الخطر يأتي فقط بالاقتراب من أحياء ومناطق كانت تعتبر نقطا سوداء في المدينة، بعدما أصبحت مدينة القصر الكبير بأكملها نقطة سوداء، وأصبحت عصابات مسلحة تجوب شوارع المدينة وأزقتها بشكل دوري أكثر انتظاما حتى من دوريات الشرطة التي يجب أن يكون للمواطن القصري صبر أيوب وهو ينتظر أن تمر واحدة منها. مدينة القصر الكبير ليست مدينة عادية، مدينة عرفت بهدوئها على مر تاريخها، الشيء الوحيد الذي يعتبره البعض غير إيجابي في تاريخها، هو نفسها الثوري ضد كل أشكال الظلم والاستبداد، وكذلك تميز المدينة بتوفرها على مناضلين غيورين عليها وعلى تاريخها، ومنتفضين على الدوام ضد تهميشها، وهو ما كان يستدعي دائما إحضار مختلف الأجهزة الأمنية التي كانت تحج بكثافة لإعادة (الأمن) و(الهدوء) إليها. لكن ومع موجات الإجرام والانفلات الأمني الحقيقي الذي تعيشه مدينة القصر الكبير خلال الفترة الأخيرة، ورغم شكايات المواطنين المستمرة والبيانات الاستنكارية لجمعيات المجتمع المدني، فإن المسؤولين لحد الساعة لا يزالو يعتبرون المدينة (آمنة) ولا تستدعي لا خططا ولا تعزيزات أمنية إضافية، لأن هذا النوع من الانفلات لا يصنف ربما ضمن خانة الخطر. مدينة القصر الكبير لا يجب أن تنتظر وقفة احتجاجية أو مظاهرة أو حملة ضد الباعة المتجولين للتملي بزرقة سيارات الشرطة والعناصر الأمنية الشابة المتحمسة للعمل، يجب أن يصبح تواجد هذه التعزيزات في حكم المألوف بالنظر إلى الحالة الأمنية المتردية وسيادة قانون الغاب الذي أصبحت تعرفه المدينة. من المؤكد أنه رغم هذا الوضع لن تحظى المدينة بالأمن الكافي، لكن الأكيد أنه لو قامت مظاهرة أو مسيرة للتنديد باستفحال الإجرام، فستملأ سيارات الفرق الأمنية المدينة، ليس لتلبية مطالب المتظاهرين ضد تردي الوضعية الأمنية، وإنما تحسبا لانفلات (أمني ) من طرف المتظاهرين أنفسهم، وهو ما يصبح في هذه الحالة بشكل غير مباشر تحصينا ل (مكتسبات ) قطاع الطرق، وبتعبير آخر استخفافا بأمن مدينة القصر الكبير وساكنتها، مدينة القصر الكبير ليست بكل هذه البساطة، فلا تلعبوا بأمنها..