أصدرت شركة مايكروسوفت النسخة الجديدة من برنامج تشغيل الكومبيوتر تحت اسم Windows8. ومن بين مستجدات البرنامج دعمه للغة الأمازيغية واحتواءه على لوحة مفاتيح اللغة الأمازيغية بتيفيناغ والحرف اللاتيني. كما تم تضمين ترجمة أمازيغية للرزنامة الويندوزية المعهودة (أسفل يمين شاشة ويندوز) حيث أصبحت أسماء الأيام والشهور متوفرة أيضا بالأمازيغية بالحرفين اللاتيني وتيفيناغ حسب رغبة المستخدم. والمنفعة العملية من إدماج اللغة الأمازيغية في نظام "ويندوز" هي أن كل من يريد الكتابة بالأمازيغية (سواء بالحرف اللاتيني أو بتيفيناغ) سيتمكن من فعل ذلك بسهولة من خلال لوحة المفاتيح الإلكترونية المدمجة في "ويندوز" دون الحاجة إلى البحث عن برمجيات خارجية. وهكذا يمكن للمستخدم أن يكتب أو يبحث في كل ملفات وبرامج الكومبيوتر بأكمله (Word، Excel...) باستعمال الحروف الأمازيغية على قدم المساواة مع اللغات والحروف الأخرى. كما أن المواقع الإنترنيتية الأمازيغية التي تستخدم أبجدية تيفيناغ أو الأبجدية اللاتينية الأمازيغية الموسعة (بالحروف الإضافية ČḌƐǦƔḤŘṚṢṬẒ) ستظهر على شاشة برنامج "ويندوز" بدون مشاكل تقنية، لكون كل تلك الحروف مدمجة سلفا في صلب البرنامج. طبعا الأمر يتعلق فقط بدعم اللغة الأمازيغية وحروفها، ولا يتعلق بترجمة نظام ويندوز بأكمله إلى الأمازيغية على غرار النسخ الألمانية أو الفرنسية أو العربية أو التركية أو غيرها حيث البرنامج مترجم 100% إلى اللغة المعينة. الحرف اللاتيني وحرف تيفيناغ يتبنى "ويندوز8" اللغة الأمازيغية بالحرفين اللاتيني وتيفيناغ بشكل متساو ومتواز. حيث تم إعطاء مدخل مستقل لكل منهما في إطار الرمز المشترك TZ للأمازيغية (على غرار EN للإنجليزية وFR للفرنسية وAR للعربية). خيار مايكروسوفت بإدماج الأمازيغية بالحرفين اللاتيني وتيفيناغ معا يأتي استجابة لواقع الأمازيغية حيث حرف تيفيناغ مستخدم في المغرب من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية IRCAM والحرف اللاتيني مستخدم في الجزائر من طرف المحافظة السامية للأمازيغية HCA. برنامج Linux Ubuntu يسبق "ويندوز" في دعم الأمازيغية مايكروسوفت ليست السباقة إلى إدماج اللغة الأمازيغية في نظام الكومبيوتر "ويندوز". فنظام Linux Ubuntu سبقها بسنوات إلى فعل ذلك. "لينوكس أوبونتو" نظام تشغيل مجاني لاربحي جد متطور وينافس "ويندوز" على جميع الأصعدة التقنية بل ويتفوق عليه في بعض المجالات. مشكلة مايكروسوفت هي البيروقراطية الهرمية المفرطة وهاجس الربح الذي يبطىء عملية إدماج اللغات والترجمات في البرمجيات ويربطها دائما بحسابات الربح المادي وحسابات السوق. أما الأنظمة المجانية المفتوحة مثل لينوكس فهي جد مرنة وتقوم بإدماج اللغات الإضافية والترجمات الجديدة بشكل سريع. نحو الترجمة الأمازيغية الكاملة لبرنامج ويندوز مستقبلا هذه الخطوة الصغيرة والإيجابية ستعطي للأمازيغية حضورا رسميا ودائما في كل أجهزة وبرامج الكومبيوتر عبر العالم، وستعبد الطريق في المستقبل لترجمة نظام ويندوز بأكمله إلى الأمازيغية سواء بحرف تيفيناغ أو بالحرف اللاتيني. الترجمة الكاملة ل"ويندوز" إلى الأمازيغية سوف تتطلب جهدا منظما لترجمة كل المصطلحات التقنية الإنجليزية (المستخدمة في أنظمة الكومبيوتر) إلى اللغة الأمازيغية. ولاشك أن اتجاه مايكروسوفت للإهتمام باللغة الأمازيغية (لأهدافها الربحية طبعا) سيخلق ديناميكية جديدة لدى الشركات والمؤسسات الأخرى سواء المتعاونة أو المنافسة لفعل نفس الشيء وإصدار برامجها بترجمة أمازيغية من أجل جذب انتباه المستهلك أو المستخدم الأمازيغي. الأمازيغية وعالم الكومبيوتر ابتدأت علاقة اللغة الأمازيغية بأنظمة المعلومات والكومبيوتر مع جهود الناشطين والهواة الجزائريين في أوائل التسعينات. كان الجزائريون (خصوصا القبايليون) سباقين دائما في نقل الأمازيغية إلى الخطوط الأمامية في عالم المعلومات والكومبيوتر. إذ إن أولى المحاولات لتطوير خطوط الكتابة Fonts الأمازيغية على الحواسيب كانت جزائرية. وتطوير تيفيناغ نفسه إلى صيغته الحديثة كان جهدا جزائريا في معظمه، إلى أن جاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب ليكمل عملية إعداد حرف تيفيناغ ويشرف على تسجيله لدى نظام الUnicode العالمي للأبجديات والرموز الإلكترونية. كما أن الجزائريين هم من قاموا بتطوير الحرف اللاتيني الموسع المستخدم في كتابة الأمازيغية. وفيما بعد تم تبني ذلك الحرف اللاتيني الموسع في كتابة الأمازيغية بالمغرب في منطقة الريف على وجه الخصوص وكذلك لدى الجاليات في أوروبا. معظم المواقع الإلكترونية الأمازيغية التي تستحق وصف "أمازيغية اللغة 100%" وتحتوى على مواد إخبارية وثقافية ذات مستوى احترافي مقبول هي مواقع أسسها نشطاء ومثقفون جزائريون قبايليون. وهي في معظمها مكتوبة بالحرف الأمازيغي اللاتيني. كما أن الحضور الأمازيغي الجزائري على الإنترنت أثقل من نظيره المغربي أضعافا مضاعفة من حيث عدد المواقع الإلكترونية وكمية وجودة الكتب والنصوص المنشورة عليها. ومن أسباب الضعف المغربي في هذا المجال، بالمقارنة مع الجزائر، قلة اهتمام الناشطين المغاربة بالنشر المنتظم بالأمازيغية بالحرف اللاتيني على الإنترنت، وارتفاع نسبة الأمية بالمغرب بالمقارنة مع الجزائر. وفي عام 1996 قامت الباحثة الجزائرية والدكتورة في المعلوميات Samiya Saad-Buzefran بنشر القاموس الفرنسي الإنجليزي الأمازيغي لمصطلحات الكومبيوتر Amawal n Tsenselkimt وهو أهم كتاب أمازيغي متخصص صدر في هذا المجال لحد الآن.