أثنت الصحف الجزائرية في طبعاتها لنهار اليوم الأحد على فترة حكم الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد الذي وافته المنية أمس عن عمر يناهز 83 عاما٬ ووصفته ب "أبو التعددية والديمقراطية" و"رجل الانفتاح". وكتبت صحيفة (النهار) أن "رحيل الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد يتزامن ومرور ربع قرن على أحداث الخامس من أكتوبر 1989 التي كان خلالها بن جديد في آخر ثلاث سنوات من حكمه الذي بدأه عام 1979٬ التي تميزت بالانفتاح الاقتصادي والسياسي الكبير". وقالت إن هذا الانفتاح تجلى "في التعددية الحزبية التي ألغى من خلالها هيمنة الحزب الوحيد حيث تم اعتماد دستور جديد والسماح بإنشاء أحزاب معارضة٬ وإحداث إصلاحات سياسية شاملة بما فيها تحديد دور حزب جبهة التحرير الوطني٬ بالإضافة إلى التفتح الاقتصادي وعودة العلاقات الدولية مع الدول الغربية ودول الجوار (...) منها العلاقات الجزائرية-المغربية التي عرفت هدوءا نسبيا٬ تزامن مع مجموعة من اللقاءات مع ملك المغرب الحسن الثاني"٬ مضيفة أنه "خلال حكمه تم الإعلان عن أول تكتل مغاربي يتمثل في اتحاد المغرب العربي". "إلا أن آخر أعوام حكم الرئيس الشاذلي٬ تضيف الصحيفة٬ تميزت بانفجار اجتماعي تبعه انفجار سياسي أتى على الأخضر واليابس في الجزائر". ولخصت صحيفة (الخبر) 13 سنة من حكم الشاذلي بأنها "بدأت بالرخاء وانتهت بأزمة خانقة" وميزتها "أزمة اقتصادية وربيع أمازيغي وخروج الأحزاب من السرية". وتابعت الصحيفة أن هذه الفترة "تخللتها أحداث ورياح سياسية كبيرة٬ اختلطت بين وفرة مالية أعقبتها أزمة خانقة٬ وبين انتفاضة الربيع الأمازيغي وصعود التيار الإسلامي٬ وانفتاح سياسي جارف ولد تعددية وعنفا لم تخمد جمراته حتى اليوم". ومن جانبها٬ كتبت صحيفة (الشروق) "الجزائريون سيتذكرون عن الشاذلي بن جديد٬ أنه الرئيس الإنسان الذي تسلí¸م مقاليد السلطة٬ ليضعها 'عارية تماما أمام الشعب'٬ بعيدا عن النظرة الأبوية٬ رهينة صورة الزعيم (الموسطاش) أوالأب الذي لا يجوز الخروج عن طاعته٬ مثلما كانت مرحلة سلفه الزعيم هواري بومدين". وذكرت أن "الشاذلي لم يخرج من عباءة بومدين٬ وحرص تماما على أن لا يبقى أسيرا لجلبابه٬ فعمل كل ما بوسعه من أجل مضاعفة رصيده الشعبي٬ وذلك من خلال جملة من المواقف العروبية والقومية التي ساهمت في نشر الدعاية لزعامته٬ حتى وإن لم يخطط لها أو لم يكن حريصا عليها بالشكل التام والمقصود٬ مثلما يقول عدد من المقربين منه ' ". ورأت صحيفة (الجزائر نيوز) أن "فترة حكم بن جديد عرفت بكونها فترة حاسمة في تاريخ الجزائر الحديث٬ شهدت تحولا محسوسا عن الخيار الاشتراكي الذي اعتمدته البلاد مع الاستقلال". وتابعت أن فترة حكم بن جديد - ولاسيما في سنواتها الأخيرة – مثلت بداية التعددية السياسية والإعلامية٬ عقب أحداث أكتوبر سنة 1988٬ فضلا عن كونها شكلت مقدمة للعشرية الحمراء التي عرفتها الجزائر خلال التسعينيات من القرن الماضي". وسجلت صحيفة (الشعب) أن الرئيس الراحل "كان من المبادرين الأوائل للإصلاحات السياسية في الجزائر عقب أحداث 5 أكتوبر 1988٬ وذلك بالإسراع في الدعوة إلى إدخال تغييرات جذرية على دستور-البرنامج الذي أعد في سنة 1976"٬ معتبرة أن هذه الإصلاحات "كانت حتمية بعد أن وصلت دواليب الدولة إلى انسداد مع الأحادية الحزبية وسقوط سعر لبترول إلى 8 دولارات". وذكرت أن "هذه التجربة السياسية والاقتصادية كان يعتقد أنها البديل في تلك المرحلة٬ وفق ما كان يتصوره صانع القرار٬ لكنها كانت صعبة وحادة على الجزائريين٬ الذين عاشوا وعايشوا ظروفا قاسية جدا٬ ألحقت بهم ما ألحقت من أضرار لا تعد ولا تحصى". نفس المنحى عبرت عنه صحيفة (الفجر) التي قالت إن اسم بن جديد "ارتبط بفترة فتحت باب التعددية على مصراعيه في دولة ظل يحكمها الحزب الواحد باسم الشرعية الثورية ليدفع بعدها الثمن كرسي التربع على عرش طويلا". ولاحظت أن "التاريخ سيذكر للرئيس الراحل أنه أول رئيس كانت له شجاعة فتح الباب للعنصر النسوي للاستوزار". وكان الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد قد توفي، أمس السبت، بأحد مستشفيات الجزائر العاصمة عن عمر يناهز ال83 عاما. وقد أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حدادا وطنيا لمدة ثمانية أيام ابتداء من يوم أمس السبت على إثر وفاة هذه الوفاة.