عرضت مجلة لوبوان الفرنسية مؤخراً استطلاعاً للرأي أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام حول " الفرنسيين والكاثوليكيين وزواج المثليين جنسياً"، الذي أبان عن تأييد 65% من الفرنسين للارتباط بين المثليين. بيد أن الآراء تبقى منقسمة بشكل أكبر فيما يخص السماح للأزواج المثليين بتبني الأطفال: إذ أيد مسألة التبني 53% من العينة المشمولة بالدراسة والتي بلغ عددها ألفي شخص تم استجوابهم في الفترة الممتدة ما بين التاسع والثالث عشر من غشت الجاري، في الأثناء التي دعت فيها الكنيسة الكاثوليكية أتباعها إلى الصلاة لأجل التمسك بالأسرة التقليدية، وبينما تتجه الحكومة الفرنسية إلى إعطاء المثليين جنسيا حقي الزواج والتبني. يذكر أن الكاثوليكيين في فرنسا قد صلوا في الخامس عشر من غشت الحالي؛ اليوم الذي يحتفل فيه المسيحيون بعيد انتقال السيدة العذراء إلى السماء، بمبادرة من أسقفية البلد "لأجل التوقف عن استغلال الأطفال واستخدامهم كأدوات للشهوات وللنزاعات بين الكبار، وأملاً في غمرهم بما يكفي من حب آبائهم وأمهاتهم" حسب ما ورد في استطلاع الرأي. ويعد الكاثوليكيون المقيمون للشعائر من أشد رافضي الزواج بين المثليين: إذ إن 45% فقط من بينهم هم من يؤيدون الزواج بين ذوي الجنس الواحد ( أي أقل بعشرين نقطة من المعدل الوطني)، و36% هم من أعلنوا تأييدهم للسماح للمثليين بتبني الأطفال بعد الزواج (17 نقطة أقل مقارنة مع عموم الشعب الفرنسي). أما الكاثوليكيون من غير الممارسين للشعائر فيدنون جداً من معدل تأييد الفرنسيين للنوع الآنف ذكره من الزواج، حيث يؤيد 61 بالمائة من الفرنسيين الزواج، و49% منهم قابل بفتح باب التبني أمام المثليين. وتشير مجلة لوبوان الفرنسية إلى أن القلق الذي يغذيه زواج المثليين لا يقف عند حدود الوازعين الديني والروحي بل يتخطاهما إلى ما هو سياسي وجيلي. ففيما لا يزال الانقسام سيد الموقف لدى اليمين حيال زواج المثليين ( 46% من المؤيدين و54 من الرافضين)، يؤيد 81% من فريق اليسار مسألة الزواج، كما أن 68% منهم يقبلون التبني عكس 38 % لدى اليمينيين. ثم إن الآراء المعبر عنها وثيقة الصلة بالفئات العمرية. إذ إن 70% ممن تقل أعمارهم عن 35 سنة يؤيدون زواج المثليين. فيما لا يحظى الزواج عند ذوي ال65 عاماً إلا بتأييد 44% .