تتأهب مدينة "كان" الفرنسية لافتتاح فعاليات مهرجانها الدولي مساء الأربعاء وذلك بحضور نخبة من النجوم وعشاق السينما ورواد هذا الموعد السنوي العالمي الذي من المنتظر أن يعرف مشاركة السينما المغربية ممثلة ضمن المسابقة الرسمية بفيلم نبيل عيوش " خيل الله". ومن المقرر أن يدخل هذا الفيلم ٬ المستوحى من الاعتداءات الإرهابية للدار البيضاء سنة 2003 ٬ غمار المنافسة مع 19 فيلما آخر في إطار فئة "نظرة ما". ويعود نبيل عيوش من خلال هذا العمل المقتبس عن رواية "نجوم سيدي مومن" للكاتب المغربي ماحي بينبين إلى الأحداث المروعة التي هزت مدينة الدارالبيضاء ليلة 16 ماي 2003 ٬ والتي أودت بحياة أكثر من أربعين شخصا حيث يرصد الفيلم مسار أربعة انتحاريين انتهوا إلى الارتماء في أحضان التطرف الديني و التحول إلى قنابل بشرية. ومن المنتظر أن يتم عرض أفلام مغربية أخرى في إطار الفئات الموازية للمسابقة خصوصا الفيلم القصير "اللعنة " لفيصل بوليفة٬ الذي تم اختياره ضمن 15 فيلما لمخرجين يهدفون إلى اكتشاف أفلام كتاب شباب ٬ والإشادة بأعمال مخرجين معروفين. من جهة ثانية من المقرر أن يتم عرض أفلام أخرى في إطار الفضاءات المخصصة للمهنيين على هامش المهرجان وكذا فيلم "الحبل السري " لفريد اللقيمي في صنف "شورت فيلم كورنين" في حين سيتم عرض الأفلام الطويلة "زيرو" لنور الدين الخماري و"نهاية" لهشام العسري في اطار " سوق الفيلم" ولدى جمعية السينما المستقلة. وسيكون المركز السينمائي المغربي الذي دعم فيلم نبيل عيوش حاضرا ايضا في هذه الدورة في اطار القرية الدولية لمهرجان كان الذي "يتيح لكافة البلدان التي تنتج أفلاما سينمائية إمكانية تقديم وترويج منتوجاتها وثقافتها ومؤسساتها وتطوير التبادل ". ويشارك المركز في المهرجان منذ 2006 من خلال تنظيم رواق يهدف " إلى ضمان ترويج الفيلم المغربي ٬والتعريف بالمغرب باعتباره وجهة مفضلة للمنتجين الأجانب" . ويتوج اختيار فيلم "خيل الله" للمخرج نبيل عيوش للمشاركة في مهرجان كان ضمن فقرة "نظرة ما" مسارا يمتد إلى ما قبل ستين عاما? تاريخ أول حضور في المهرجان من خلال فيلم "عطيل" للمخرج أوسون ويلز الذي شارك في المسابقة الرسمية. وفي جرد للمشاركة المغربية بهذا المهرجان الرفيع المستوى، يوضح المركز السينمائي المغربي، على موقعه الإلكتروني، أنه مع الإعلان سنة 1978 عن إحداث مسابقة "نظرة ما"، برز شريط "أليام أليام" لأحمد المعنوني، كأول فيلم مغربي يشارك في هذه المسابقة. وتوالت مشاركة الفيلم المغربي في مهرجان "كان" في فقرات موازية من خلال "أسبوعي المخرجين" و" أسبوع النقد". ففي مسابقة "نظرة ما" 2003 شارك فيلم "ألف شهر" لفوزي بنسعيدي، تلته ليلى المراكشي في دورة 2005 بفيلم "ماروك". واستضافت فقرة أسبوعي المخرجين سنة 1982 فيلم "عرائس من قصب" للجيلالي فرحاتي، ونرجس النجار عام 2003 بفيلم " العيون الجافة" ثم ليلى الكيلاني عام 2011 بفيلم "على الحافة". ويبلغ مجموع الأفلام المنتقاة للمسابقة الرسمية للدورة 65 لمهرجان كان (من 16 الى 27 ماي) 54 فيلما تمثل 26 بلدا٬ منها 22 ستتنافس على نيل الجوائز المرموقة للمسابقة الرسمية كالجائزة الكبرى وجائزة الإخراج وأفضل دور رجالي ونسائي. وتتنافس على السعفة الذهبية للمهرجان السينما الفرنسية من خلال ثلاثة أفلام: "لم تر شيئا بعد" لآلان رينيه و" "من الصدأ والعظام" لجاك أوديار و "هولي موتور" للويس كاراكس. كما تتنافس في المسابقة ستة أفلام أمريكية "مورنيز كيندمان " للويس أندرسون٬ وبايبربوي" لدانيلز لي٬ و"ميد" لجيف نيكولز٬ و"كوجان " لأندرو دومينيك٬ "لوليس " لجون هيلكاوت و" المدينة العالمية "لديفيد كروننبرغ. وستكون السينما الأسيوية حاضرة في هذا الموعد من خلال أعمال مخرجين كوريين هونغ ساغسو "في بلد آخر" ٬ وايم سانغ سو "السكر بالمال" كما ستكون بلدان إيطاليا وروسيا والمكسيك والنمسا ممثلة على التوالي بأفلام "رياليتي" لماتيو غارون٬ و"في تيمان" (في الضباب) لسيرجي لوزنيتسا و"بوسط تينيبرا ليكس" ل كارلوس ريكادا و"الجنة: الحب) لأولريش سيدل. وتشارك السينما العربية في المسابقة بفيلم "بعد المعركة" للمصري يسري نصر الله الذي يستوحي أحداثه من موقعة الجمل الشهيرة بساحة التحرير في القاهرة. وتتكون لجنة التحكيم التي يرأسها الممثل والمخرج الإيطالي ناني موريتي ٬ من عباس هيام الفلسطينية والبريطانية اندريا ارنولد٬ والممثلة الفرنسية ديفوس ايمانويل والممثلة الألمانية ديان كروغر٬ والمصمم الفرنسي جون بول غوتييه٬ و الممثل البريطاني ايوان ماك جريجور والمخرجين الاميركي الكسندر باين والهايتي راؤول بيك. ويرأس لجنة تحكيم الجائزة المتعلقة بفئة "نظرة ما " الممثل والمخرج البريطاني تيم روث. وتضم اللجنة الممثلة الفرنسية ليلى بختي٬ بطلة الفيلم المغربي "عيون النسا" لرادو ميهايلينو الذي مثل السنة الماضية المغرب في المسابقة الرسمية في مهرجان كان.