اتهم حزب العدالة والتنمية بإقليم تارودانت أحمد عصيد الناشط الأمازيغي باستغلال حادثة وقعت بين أستاذين بثانوية تأهيلية بالمدينة قال الحزب إنها لا تحمل أية أبعاد سياسية، لكي يضعها في سياق النيل من "العدالة والتنمية" ويخلص في نهاية مقال له نُشر بإحدى الجرائد الوطنية إلى ضرورة تشكيل جبهة لمقاومة النكوص السياسي والحقوقي. وجاء في بيان للحزب المذكور –توصلت "هسبريس" بنسخة منه- ما أسماه عصيد اعتداء شنيعا تعرض له أستاذ للفلسفة بثانوية سليمان الروداني لا يعدو أن يكون سوء تفاهم بين زملاء بنفس المؤسسة، بعد خلاف حول تعليق ملصق يدعو لنشاط أمازيغي في سبورة إعلانات النوادي عوض تعليقه في سبورة الإعلانات العامة. وأضاف إسلاميو تارودانت في بيانهم والذي حمل توقيع النائب البرلماني محمد أوريش أن عصيد هو من يمارس النكوص السياسي من خلال القفز على الحقائق، وتضخيم مالا يضخم، مؤكدين أن استهداف حزبهم لن يزيده إلا إصرارا وثباثا على تنزيل مشروعه "كما سطره في برنامجه الانتخابي وهو محاربة الفساد والاستبداد أولا وأخيرا". كما أصدر أستاذان يعملان بالثانوية المشار إليها بيانا أشارا فيه إلى أن سبورة النشر موضوع المشكل بينهما وبين أستاذ الفلسفة الذي بنى عليه عصيد مقاله المذكور مخصصة بالأساس لأنشطة النوادي داخل المؤسسة، وأن إدارة المؤسسة سبق أن منعت ملصقا لإحدى الجمعيات ولم تثر أي زوبعة أو ضجة حول الموضوع، مندديْن باتهام عصيد لهما بأنهما ضد الأمازيغية، ومؤكدين اعتزازهما بكل مكونات الهوية المغربية. وأضاف الأستاذان في بيانهما الذي توصلت "هسبريس" بنسخة منه، أن صفتهما داخل المؤسسة التي يعملان بها مهنية وتربوية محضة لا علاقة لها بأي توجه سياسي أو إثني. وكان أحمد عصيد قد تطرق في مقال له بعنوان "من أجل جبهة لمقاومة النكوص السياسي والحقوقي" إلى ما قال عنه اعتداء شنيع تعرض له ناشط أمازيغي يعمل أستاذا للفلسفة بتارودانت من طرف عضو بحزب العدالة والتنمية، بعد انتزاع الأخير لملصق يدعو لنشاط حول الأمازيغية من سبروة إعلانات، وهي الخطوة التي ربطها عصيد بما وقع أخيرا بعدد من المدن "وصل فيها أتباع الحزب المذكور إلى حدّ إيقاف السيارات ومطالبة أصحابها ببطائق التعريف الوطنية، والإعتداء على المارّة الذين يقتربون من الأحياء التي تمارس فيها الدعارة كما في "عين اللوح"، وترحيل نساء من عين المكان باعتبارهن لسن من الساكنة الأصلية للمنطقة، وهو عمل منظم في شكل لجان وتوزيع محكم للأدوار لا يقوم به مواطنون عاديون، بل يصدُر عن أعضاء التنظيم الدعوي "التوحيد والإصلاح" الذي يعرف الجميع صلته بحزب العدالة والتنمية الحاكم، وهو سلوك يستحيل أن يمرّ في غفلة من مصالح الأمن التي لا تخفى مهاراتها في تعقب الشاذة والفاذة"، ليخلص عصيد في مقاله إلى ضرورة تأسيس جبهة من تكتل القوى الديمقراطية، لليقظة والرصد والمتابعة، ثم التعبئة والتظاهر لمواجهة أي نكوص سياسي أو قيمي أو حقوقي محتمل.