نُشر مؤخرا كتاب مهم يتحدث عن الثورة الاجتماعية في الشيلي، من تأليف الكاتب والأستاذ فرانسيسكو خافيير فييغاس. يضم هذا العمل الأدبي مجموعة من المقالات الصحافية، التي تحكي بتفصيل دقيق ما عاشته، ولا تزال، دولة الشيلي الواقعة بأمريكا الجنوبية، حيث تقدم للقارئ رؤية بانورامية خاصة حول الاحتقان الوطني، الذي تشاهده أيضا العديد من البلدان في العالم، مثل المكسيك والولايات المتحدةالأمريكية وكولومبيا، وهلمّ جرّا. تجدر الإشارة إلى أنه تم نشر بعض مقالات هذا الكتاب بجريدة "هسبريس" المغربية، من خلال ترجمة الأستاذ محمد الشاربي. أفاد الكاتب فرانسيسكو فييغاس أنه في الأيام التي سبقت "الثورة الاجتماعية" كان يوجد شخصيا بالعاصمة الشيلية سانتياغو، حيث شاهد بشكل مباشر، ومنذ البداية، هذه الحركات الاحتجاجية، التي أشعلت فتيل الثورة الاجتماعية، التي انطلقت في 18 أكتوبر 2019، ثم انتشرت كبقعة زيت عبر كل أقاليم البلاد. بمجرد وصوله إلى مدينة أنتوفاغاستا، عائدا من شمال البلاد، بدأ خافيير فييغاس في كتابة العديد من المقالات، التي تصف بدقة متناهية أحداث ووقائع الحراك الشعبي الشيلي، ثم قام بعد ذلك بإرسال تلك الكتابات إلى مختلف وسائل الإعلام والجرائد مثل جريدة "إل ميركوريو" (El Mercurio) والجريدة الإلكترونية "إل ريخيوناليستا" (El Regionalista) بأنتوفاغاستا، وجريدة "إل ديسكونسييرتو" (El Desconcierto) بسانتياغو، وجريدة "هسبريس" (Hespress) المغربية. وعلق فييغاس قائلاً: "إن هذا الكتاب رأى النور بالأساس بعدما كنت أتواجد في الشارع ورأيت ما كان يحدث... إنه عبارة عن وصف لما كان يقع في البلاد. أحيانا أكون مشاركا في هذا الحراك الاجتماعي وسط الشوارع، وفي أحيان أخرى أكون مراقبا أو ملاحظا". وشرح المؤلف الشيلي الطريقة المتّبعة في كتابة مقالاته، المرتكزة على الملاحظة اليومية المتعلقة بذلك الحراك.. "لطالما كانت فكرتي أن أكون وسط الشوارع للمشاركة في هذا الغضب أو الاستياء الاجتماعي، من خلال الاستماع إلى الناس، وتتبع وملاحظة رغبتهم القوية في تغيير واقعهم في جميع المجالات. يكمن المحور المفصلي للكتاب في العناصر التي تراكمت في المجتمع الشيلي لمدة ثلاثين عاما: الانتهاكات التي أثرت على الإحساس بالوجود لدى جميع المواطنات والمواطنين". كما يبرز أيضا مساهمة الشباب في ذلك، حيث بفضلهم انطلقت هذه العملية الاحتجاجية التاريخية في الشيلي.. "إن فئة الشباب تكون دوما هي السباقة إلى ملاحظة وانتقاد ما يحدث داخل المجتمع، وتعمل بنشاط وحيوية بغية المشاركة في تحسين واقعها الاجتماعي". ويرى الكاتب الشيلي فييغاس أن هذه العملية هي انفتاح على دولة شيلية جديدة، مع شعور كبير بالأمل، لأن هناك العديد من الأشخاص الذين هم على وعي تام بما يحدث في البلاد، ومن ثمّة يمكن إجراء تغييرات عميقة إذا كانت هناك إرادة لتغيير الواقع.. "إنه حقا مسار طويل. فالشباب الذين يبلغون من العمر 12 أو 14 عاما الآن لديهم هذه الفكرة لمواصلة هذا النضال لمدة 20 أو 30 أو 40 عاما آخر". كما قام صاحب كتاب "ذات مرة... اندلعت ثورة" بتسليط الضوء على دور الكتابة في هذه المهمة وفي خضم هذه الأحداث: "من هنا تأتي أهمية الكتابة والقراءة والتوعية من خلال وسائل الإعلام الحقيقية".