في وقت تواصل جبهة البوليساريو إغلاق معبر الكركرات لليوم الثامن على التوالي، لم يصدر النظام الموريتاني أي موقف رسمي إلى حدود اليوم رغم تضرر اقتصاد نواكشوط بالدرجة الأولى من إغلاق هذا المعبر الحدودي. ويُثير صمت موريتانيا الرسمي عن هذا التوتر المتصاعد بحدودها الكثير من التساؤلات، خصوصا أن نواكشوط تعترف رسمياً بالدولة الوهمية، وسبق لرئيسها الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني أن جدد اعتراف بلاده بتنظيم البوليساريو. ورغم شجب أوساط سياسية ووسائل إعلام وبرلمانيين موريتانيين للحصار الذي فرضته جبهة البوليساريو على الأسواق الموريتانية، إلا أن نواكشوط تتفاعل وكأن هذا الإغلاق لا يمسها بشكل مباشر، بل لم تتحرك في إطار وساطة معينة لنزع فتيل هذا الاحتقان الذي يهدد بإشعال المنطقة. ويبدو أن تحركات مغربية تجري من أجل انتزاع موقف موريتاني داعم، فقد استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الإثنين بمكتبه، حميد شبار، سفير المملكة المغربية المعتمد لدى موريتانيا. واكتفت وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية بالقول إن هذا اللقاء "تطرق إلى العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وسبل تعزيزها بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، كما تطرق لجملة من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". وخلف إغلاق معبر الكركرات منذ الأربعاء الماضي إلى اليوم أزمة حادة في الخضروات والفواكه في الأسواق الموريتانية، التي تعتمد بشكل شبه كامل على الصادرات المغربية في هذا المجال. وأظهرت صور التقطتها وسائل إعلام محلية الأسواق خالية من المنتجات الغذائية والفلاحية. وتتفادى موريتانيا الدخول في توتر مع قيادة جبهة البوليساريو، وهو ما يدل عليه لقاء جرى قبل يومين بين وفد أمني موريتاني وقياديين في الجبهة، من أجل طي صفحة المواجهات العنيفة التي جرت بين موريتانيين وصحراويين من تندوف. وتضغط الجزائر أيضاً على النظام الموريتاني من أجل إيجاد بديل عن معبر الكركرات الحدودي، الذي يعتبر بوابة إفريقيا، وحاولت من خلال مخطط غير واقعي وغير قابل للتنفيذ فتح معبر مع موريتانيا وتعويض السلع المغربية بالجزائرية. وبسبب مئات الكيلومترات التي تربط المعبر الجزائري بالموريتاني، اشتكى قبل أيام عاملون في مجال الفلاحة بالجزائر من ارتفاع تكاليف نقل الطماطم من الحقول الجزائرية إلى السوق الموريتانية. وقال رئيس المنظمة الوطنية للمؤسسات والحر إن النقل "أكثر تكلفة من البضاعة نفسها". وأضاف المصدر ذاته، في تصريحات صحافية، أنه "من غير المعقول أن يتم نقل الطماطم من ولاية أدرار، لتحويلها في البليدة، ثم تصديرها إلى موريتانيا".