في ظل ارتفاع "عداد كورونا" بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، شددت السلطات الأمنية المراقبة على التنقلات المحلية، خلال الأيام الأخيرة، حيث زادت اليقظة اليومية على مداخل ومخارج المدينة، بسبب تفشي عدوى فيروس "كورونا" المستجد. ووفقًا لمعطيات ميْدانية، فقد كثّفت فرق الأمن الوطني وعناصر الدرك الملكي عمليات رصد المخالفين للتدابير الصحية الموصى بها، من خلال ضرورة التوفر على وثيقة التنقل الاستثنائية عند الولوج إلى الدارالبيضاء، ومراقبة وضع السائقين للكمامة الواقية. كما عزّزت الأجهزة الأمنية نقاط المراقبة داخل القطب المالي للبلاد، حيث يتم زجر المخالفين للسرعة القانونية، ومراقبة حركة السير اليومية، في ظلّ "الاختناق" الذي تشهده طرقات المدينة، لا سيما في الفترة المسائية، إذ يسارع السكان إلى دخول منازلهم قبل الساعة العاشرة ليلاً، لأنها موعد سيران حظر التجوال الليلي. وتواصل الدارالبيضاء تصدر الإصابات الجديدة بفيروس "كورونا" المستجد، على الرغم من تطويقها منذ شهر، بعدما كشفت السلطات المحلية عن حزمة من التدابير المستعجلة الرامية إلى الحد من انتشار "كوفيد-19"؛ بينها إغلاق المقاهي في الثامنة مساءً، والمطاعم في التاسعة ليلاً، وحظر التجوال في العاشرةً ليلاً إلى حدود الخامسة صباحاً. وقد قررت الحكومة تمديد العمل بالتدابير التي سبق إقرارها بناء على توصية اللجنة العلمية والتقنية بضرورة الاستمرار في الإجراءات اللازمة لمواجهة تفشي فيروس "كورونا". وتسود حالة "تراخٍ" في المدينة، منذ التخفيف التدريجي للحجر الصحي، جراء عدم ارتداء الكمامة وغياب الالتزام بالتدابير الوقائية المعمول بها، ما أدى إلى ارتفاع حالات الإصابات بالوباء؛ وهو ما انعكس بالسلب على المستشفيات المحلية، التي يعيش أطرها نوعا من "الإنهاك" بسبب محدودية الموارد البشرية. وأمام الأرقام المرتفعة التي أصبحت تسجلها الدارالبيضاء، دقّ مجموعة من خبراء الصحة ناقوس الخطر بشأن "تضاعف" حالات الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد، لا سيما أن فصل الشتاء سيتزامن هذه السنة مع الموجة الثانية من الوباء. ولا تزال جهة الدارالبيضاء-سطات تستحوذ على حصة الأسد من عدد الإصابات ب"كورونا" المسجلة على الصعيد الوطني، حيث بات المعدل اليومي يتجاوز ألف إصابة في اليوم الواحد؛ من قبيل يوم السبت الأخير الذي سُجلت فيه 1733 حالة، ويوم الجمعة الذي سجل 1171 إصابة.