قرار غير مسبوق في المشهد الجامعي المغربي بادرت إليه جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، إذ أعلنت وجوب نشر كلّ طالب في سلك الدكتوراه بالجامعة ما لا يقلّ عن مقالَين مُفَهرَسَين، قبل تحديد موعد المناقَشة، في قاعدتي البيانات البحثيّة والاقتباسات "سكوبس"، و"ويب أوف ساينْس" (شبكة العلوم Web of science). وقالت الجامعة في بلاغ لها إنّ هذا القرار يشمل جميع التّخصّصات العلميّة، مهما كان تكوين الدكتوراه المُسجَّل، لأنّ الطّلبة "مكوّن أساسيّ ضمن مجتمَع البحث في الجامعة، وينبغي لهم أن يتشبّعوا بثقافة الابتكار والمبادرَة والمشاركَة والتّنمية، حتى يتمكّنوا من اكتساب المهارات العلميّة والتّقنيّة والتّواصليّة والمِهَنيّة التي مِن شأنِها أن تُيَسِّرَ لهم الاندماج في سوق الشُّغل بعد التّخرّج". كما حذّرت الجامعة طلبتها بسلك الدّكتوراه من المجلّات المخادِعة، ذات الطّابع التّجاري، التي لا تهتمّ بالجودة والنّزاهة العلميّتَين. وقصد التنزيل السَّلس والتّدريجيّ لهذا القرار، أعلن مجلس جامعة محمد بن عبد الله بفاس أنّ بإمكان طلبة الدكتوراه المسجّلين خلال سنوات 2014 إلى 2016-2017 مناقشة أطروحاتهم وفق المعايير المعمول بها حاليا، بينما ينبغي على طلبة السنوات اللاحقة المسجَّلين في تكوين الدكتوراه تخصّص "العلوم والتقنيّات" نشر مقالين مفهرسين على الأقلّ في القاعدتين المذكورتين. ويضيف بلاغ الجامعة أنّ طلبة الدكتوراه المسجَّلين في تخصّصات العلوم الإنسانيّة واللغات والآداب والقانون والاقتصاد والتدبير والشّريعة، إذا كانوا مسجَّلين برسم الموسم الجامعيّ 2017-2018، فيجب عليهم، قبل مناقشة أطروحاتهم، نشر مقال واحد على الأقلّ في مجلّة ذات لجنة مراجعة، في حين يجب على المسجّلين في الموسمين الجامعيّين اللاحقين نشر مقال واحد مفهرس على الأقلّ في "Scopus" و"Web of science". ويقول بلاغ جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس إنّ جهودا جماعيّة عديدة استُثمِرَت من أجل جعلها "فضاء حيويا للبحث والإبداع والابتكار"، فاتُّخذت قرارات هامة، بالموازاة مع وضع هيكلة جديدة لمختبرات البحث، وتعزيز المعدّات العلميّة في مركز الابتكار، وخلق جوائز خاصّة بنشر المقالات المفهرسَة وتسجيل براءات الاختراع، ودعم التنقل الوطني والدولي، وتشجيع الترجمة إلى اللغة الإنجليزيّة. وتقدّر جامعة محمد بن عبد الله أنّ النتائج الإيجابية لهذه الإستراتيجيّة واضحة، وهو ما أقرّته التصنيفات الدولية للجامعات، مثل تصنيف "مجلة تايمز للتعليم العالي" المرموق للجامعات العالميّة، الذي صنّفَها للسّنة الثالثة على التوالي أفضل جامعة مغربيّة.