أمام الارتفاع غير المسبوق للحالات الحرجة والنشطة في الدارالبيضاء، استنفرت وزارة الداخلية مختلف العمالات المعنية بالبؤر الوبائية، من أجل تطويق "النقاط الساخنة" لتفشي مرض "كوفيد-19". وعمدت السلطات المحلية، خلال اليومين الماضيين، إلى إرجاع الحجر الصحي الجزئي، من خلال إغلاق مجموعة من المناطق السكنية الواقعة في "أناسي" و"سيدي البرنوصي" و"سيدي مومن" و"مولاي رشيد". وفي خضم تكاثر "البؤر العائلية" بالقطب المالي للمملكة، تسارع "الداخلية" الزمن من أجل تطويق التداعيات الصحية المترتبة عن ذلك، حيث كثفت حملات إغلاق المقاهي الشعبية التي لا تحترم التدابير الاحترازية. وتعيش الدارالبيضاء، طوال شهر غشت الحالي، حالة وبائية مقلقة بفعل حالة "التراخي" التي سادت جميع أرجائها، في ظل عدم ارتداء المواطنين الكمامة الواقية وانعدام مسافة التباعد الجسدي. وتحذر فعاليات صحية من خطورة الوضعية العامة في "كازابلانكا"، لأن الارتفاع الكبير للحالات الصعبة والحرجة أدى إلى ملء جلّ أسرة الإنعاش والعناية المركزة؛ الأمر الذي سيطرح على مسؤولي الصحة بالجهة تحدي البحث عن أسرة إنعاش إضافية. وشرعت السلطات المحلية، منذ أيام، في تطويق تداعيات "البؤر السكنية"، حيث أغلقت العديد من الأحياء سلفاً، المتمركزة أساسا في "درب السلطان" و"المدينة القديمة" و"عين السبع" وغيرها من المناطق. كما أقدمت مصالح وزارة الداخلية، كذلك، بعين السبع الحي المحمدي على إغلاق منطقة "المشروع" التي ظهرت بها بؤرة كورونا، خلال الأسبوع الأخير، عبر نشر حواجز أمنية في مختلف المداخل. وفي سياق متصل، تواصل السلطات العاملية الحملات الموسعة التي تستهدف المقاهي والمراكز التجارية، إذ قرّرت منع عرض مباريات كرة القدم بشكل نهائي، بالنظر إلى خرق أربابها التدابير الصحية الموصى بها. السكان باتوا يتخوفون، في ظل ما يجري، من عودة الحجر الصحي الشامل في الأسابيع المقبلة إن لم تتحسن الوضعية الوبائية، بعدما تم إغلاق عدد كبير من المناطق السكنية الشعبية التي تفرّخ "كوفيد-19" بأعداد هائلة كل يوم. وقد حطمت جهة الدارالبيضاء، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، رقما قياسيا من حيث الحالات الحرجة التي ترقد في أقسام الإنعاش والعناية المركزة، عبر تسجيلها ل56 حالة.