كشف مصدر مطلع بإقليمورزازات أن السلطات، الإقليمية والمحلية والأمنية والصحية، تسابق الزمن للتصدي لموجة ثانية من فيروس "كورونا"، بعد عودة الفيروس بقوة إلى الإقليم في الأسابيع الأخيرة نتيجة توافد آلاف من المواطنين إليه بمناسبة عيد الأضحى. وأفاد المصدر نفسه، في تصريح لهسبريس، أن جائحة "كورونا" مرت بأربع مراحل في إقليمورزازات؛ الأولى سجلت من 2 مارس (تاريخ ظهور أول حالة إيجابية مخبريا بالمغرب) إلى 2 أبريل (تاريخ ظهور أول حالة إيجابية مخبريا بإقليمورزازات)، مدتها 32 يوما، وهو الشهر الذي عُرف فيه الإقليم باحترام ساكنته لضوابط الوقاية الصحية حتى كان نموذجا على الصعيد الوطني في الالتزام بتدابير "كورونا"، يضيف المصدر ذاته. والمرحلة الثانية، وفق المصدر عينه، سجلت من 3 أبريل (تاريخ ظهور أول حالة إيجابية مخبريا بالإقليم) إلى 20 ماي (ظهور آخر حالة إيجابية مخبريا في هذه المرحلة)، ودامت 48 يوما. وقد عرفت هذه المرحلة، يضيف المصدر ذاته، تسجيل أرقام قياسية وصلت إلى 503 حالات إيجابية مخبريا، تماثل للشفاء منها 499 شخصا، وتوفي 4 أشخاص، بعضهم تتراوح أعمارهم بين 78 سنة و80 سنة. وأوضح المصدر ذاته أن هذه المرحلة عرفت ظهور بؤرة السجن المحلي وبؤرة عائلية بأحد دواوير الإقليم، مضيفا أن "السلطات المعنية قامت باتخاذ كل الإجراءات الضرورية في حينها، وتم تدبير هذه المرحلة تدبيرا محكما، ساهمت فيه الساكنة والمجتمع المدني والسلطات الإقليمية والمحلية والأمنية والأطقم الطبية، المدنية والعسكرية، والمختبر العسكري وأطباء القطاع الخاص والمصالح الإدارية المعنية والفعاليات الاقتصادية، كأصحاب الفنادق ووكالات كراء السيارات، والمنتخبون والإعلام والهلال الأحمر المغربي وغيرهم". أما المرحلة الثالثة فامتدت، وفق المصدر عينه، من 21 ماي إلى 21 يوليوز، أي 62 يوما متتاليا لم يسجل فيها إقليمورزازات أي حالة إيجابية جديدة، رغم أنه خلال هذه الفترة تم إجراء ما يفوق 9000 تحليلة مخبرية لسائقي سيارات الأجرة والحافلات والعاملين بالمناجم والمقاهي والفنادق والحمامات والمعامل والشركات والإدارات العمومية والأبناك ولاعبي بعض الفرق الرياضية والمهن الأخرى، وقد كانت كلها سلبية، إضافة إلى تنظيم الأسواق في المدن والمجال القري، يضيف المصدر ذاته، مشيرا إلى أن الإقليم بقي خاليا من الفيروس أكثر من شهرين. فيما سجلت المرحلة الرابعة "الحالية" منذ يوم 22 يوليوز (تاريخ ظهور أول حالة إيجابية مخبريا في الموجة الثانية للجائحة) والمستمرة منذ 23 يوما، يقول المصدر ذاته، مشيرا إلى أن هذه المرحلة عرفت في ظرف وجيز تسجيل حالات إيجابية كبيرة وصلت إلى 216 حالة، تماثلت للشفاء منها 110 حالات، وتوفي 8 أشخاص جلهم من كبار السن، فيما لا يزال الباقون في طور العلاج، بالمستشفى أو بمنازلهم، حسب البروتوكول الجديد المعتمد من طرف وزارة الصحة. وأكد المصدر ذاته أن ظهور هذه الموجة الوبائية الثانية بالإقليم كان نتيجة رجوع حوالي 15000 من العمال المنحدرين من الإقليم من مدن عدة تعرف انتشار الفيروس بمناسبة عيد الأضحى، فعملوا على نشر الفيروس داخل أسرهم وبين أصدقائهم في فترة وجيزة. وأضاف المصدر عينه أن هذا الوضع جعل السلطات تسابق الزمن من أجل إرجاع الوضع إلى ما كان عليه، حيث اتخذت إجراءات حازمة، وتم تطويق 29 زنقة وحيا بمدينة ورزازات وجماعة تارميكت، وتطبيق الحجر الصحي على 64 منزلا، ومحاصرة 8 بؤر ما زالت تفرز حالات إيجابية، وتشديد المراقبة عبر 25 لجنة إقليمية للمراقبة والسدود القانونية من طرف المصالح الأمنية، وكذلك فرقها المتجولة وفرق أخرى للتحسيس والتعقيم، مشيرا إلى أنه تم اتخاذ إجراءات زجرية في حق المخالفين، حيث تم إغلاق 4 وحدات سياحية و4 مقاهٍ وغيرها لعدم احترامها الضوابط الوقائية. وقال المصدر نفسه إن مختصين أكدوا أن هذه الموجة الجديدة تتميز بإصابة كبار السن الذين ليست لهم المناعة الكافية لمقاومة الفيروس، مشيرا إلى أنهم هم الفئة التي عانت من عودة اليد العاملة من المدن الموبوءة. وأضاف أن كثرة الوفيات توجد في الفئة، وكذلك تزايد الحالات الحاملة للأعراض عكس المراحل الأولى لظهور الفيروس، حيث كانت الحالات التي لا تحمل أعراضا هي الكثيرة.