منذ أن قامت وزيرة الخارجية الإسبانية بنزع علم "الجمهورية الوهمية" من خريطة إفريقيا بمناسبة يوم القارة السمراء، في خطوة غير مسبوقة، رفعت جبهة البوليساريو الانفصالية من منسوب الهجوم ضد حكومة مدريد. جدير بالذكر أن وزيرة الخارجية الإسبانية كانت قد وجهت رسالة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فاكي، بمناسبة "يوم إفريقيا" الذي احتفل به يوم 25 ماي، ووضعت خريطة إفريقيا بدون علم جبهة "البوليساريو" ضمن صفحة رسمية تابعة لوزارة الخارجية الإسبانية، وهو الأمر الذي دفع الجزائر أيضاً إلى التحرك عبر مفوضية السلم والأمن التابعة للاتحاد الإفريقي التي يرأسها الدبلوماسي الجزائري إسماعيل شرقي. التقارب المغربي الإسباني في ملف الصحراء، الذي بات يزعجُ خصوم المملكة، دفع مفوض السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي إلى إجراء محادثات معمقة مع كاتبة الدولة الإسبانية للشؤون الخارجية المكلفة بأمريكا اللاتينية والكاريبي، كريستينا غاياش، حول قضية الصحراء المغربية وآخر تطوراتها، إلى جانب مواضيع أخرى تهم الجانبين. وكتب الجزائري إسماعيل شرقي، الذي بات عاجزاً عن استغلال مجلس السلم الأمن في ملف الصحراء بعد عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي، في تغريدة على "تويتر": "أجريت محادثات مثمرة مع كاتبة الدولة للشؤون الخارجية الإسبانية، حيث قمنا بتحليل الأوضاع في منطقة الساحل، وليبيا والقرن الأفريقي والصحراء الغربية". ورغم لجوء جبهة البوليساريو إلى النواب الإسبان المتعاطفين مع الطرح الانفصالي، وضمنهم حزب بوديموس اليساري الإسباني المشارك في الحكومة، إلا أن وزيرة الخارجية الإسبانية رفضت التراجع عن موقفها المتمثل في حذف "علم الجمهورية الوهمية". وطالب النائب عن حزب التكتل القومي الغاليسي نيسترو ريغو كانداميل الحكومة الإسبانية بتوضيحات بشأن الحادث الأخير المتمثل في حذف وزيرة الشؤون الخارجية لعلم "الجمهورية الوهمية"، وهو الموقف نفسه الذي عبر عنه النائب البرلماني، عن جزر الكناري، بيدرو كويڤيدو إتوربي. وباءت محاولات حزب بوديموس للضغط على حكومة مدريد في ملف الصحراء بالفشل، بالنظر إلى العلاقات الثنائية الإستراتيجية بين المغرب وإسبانيا، إذ سبق لوزيرة خارجية إسبانيا أن تبرأت من استقبال كاتب الدولة الإسباني للحقوق الاجتماعية عن حزب "بوديموس" لوفد عن جبهة البوليساريو الانفصالية، ما يعني فشل التنظيم السياسي اليساري الراديكالي في التأثير على المواقف الرسمية لبلاده. ولا تعترف الجارة الشمالية ب"الجمهورية الصحراوية"، وتؤكد حكومة مدريد أنها تدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة للتوصل إلى حل سلمي لنزاع الصحراء في إطار قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.