نظرا لانتشار فيروس كورونا المستجد وما واكبه من إجراءات وتدابير حمائية، سارع مغاربة بهولندا إلى القيام بأعمال خيرية معهودة فيهم كلما ألمت كارثة من الكوارث، حيث تقف الجالية المغربية بهولندا، كما في مختلف الدول، جنبا إلى جنب مع وطنها الأم في مثل هذه الظروف الصعبة. ومع ظهور وباء كورونا، يتقاسم أفراد الجالية المغربية بهولندا مع إخوانهم في المغرب همومهم؛ فمنهم من قدم المساعدة للمتضررين من هذا الوباء داخل أرض الوطن، ومنهم من فضل مساعدتهم بهولندا. رجل الأعمال إدريس أبضالص قال: "لا يعقل أن نرى إخواننا يمرون من ظروف صعبة للغاية في هذه الأيام العصيبة دون أن نساعدهم، فهم في أمس الحاجة إلينا وينتظرون منا تقديم يد المساعدة لهم". وأضاف: "بعد سماعنا أن فيروس كورونا قد دخل المغرب، قمنا باجتماع طارئ مع بعض الإخوة والأخوات لدراسة كيفية مساعدتنا للمتضررين من هذا الوباء، كما اتفقنا على أن يختار كل فرد المنطقة أو المدينة التي ستستفيد ساكنتها من تلقي المساعدة، ويشارك في هذه العملية عدد من رجال الأعمال وأفراد الجالية المغربية المقيمة بهولندا". مغاربة هولندا المشاركون في عملية التضامن مع إخوانهم بالمغرب قدموا مساعدات لسكان المناطق التي اختاروها، كقفف تحتوي على مجموعة من المواد الغذائية، ومنهم من تكلف باقتناء سيارة إسعاف لفائدة سكان ابن الطيب في إقليم الدريوش قبل انتشار فيروس كورونا، يستغلها المرضى في المنطقة حاليا للتنقل إلى المستشفى. مغاربة هولندا لم ينسوا كذلك إخوانهم المغاربة العالقين في الأراضي المنخفضة، حيث قام بعض المحسنين بزيارات تفقدية لهم والتكفل بامرأتين حبلتين، حيث حجزوا لهما موعدا في إحدى المستشفيات من أجل الوضع رغم عدم توفرهن على بطاقة الانخراط في نظام التأمين الهولندي. من جهته، قام الطبيب الجراح عبد العالي بنتوهامي بتقديم المساعدة لساكنة مدينة الحسيمة، ويقوم بالرعاية الطبية للمغاربة العالقين بالمملكة الهولندية، الذين يقدر عددهم بحوالي 400 شخص، حيث استفاد العديد منهم، خاصة الذين يعانون من أمرض مزمنة مثل السكري وضغط الدم، من فحوصات الطبية بالمجان. هذه المبادرة لتقديم الرعاية الطبية للمغاربة العالقين بالخارج، والتي تحتسب لمغاربة هولندا، تعتبر الأولى من نوعها. كما أن الطبيب المغربي يمكن المرضى الذين يفدون على عيادته من الأدوية مجانا، وتوفرها جمعية "الصحة للجميع"، التي احتفلت قبل أيام بذكرى تأسيسها العاشرة. المبادرات الإنسانية التي يقوم بها أفراد الجالية المغربية بهولندا لمساعدة إخوانهم المغاربة تؤكد مدى ارتباط أفراد الجالية بوطنهم الأم. هذه المبادرات الخيرية لم يستفد منها المغاربة فقط، بل استفاد منها حتى المواطنون الهولنديون؛ ويورد أبضالص أن ما جرى يهم أيضا فتح باب سوق ممتاز، يملكه رجل الأعمال نفسه، لما يزيد عن 300 من الفقراء معظمهم من الهولنديين، "لأن هذا الوباء وحد بيننا، فديننا الحنيف لا يسمح لنا أن نفرق بين عربي وعجمي، أو بين أبيض وأسود، أو بين مسلم ويهودي ومسيحي، وبالخصوص في مثل هذه الظروف الحرجة"، بتعبير المغربي نفسه.