استحضرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الذكرى ال73 للحدث التاريخي، المتمثل في زيارة الملك محمد الخامس إلى طنجة أيام 9 و10 و11 أبريل 1947، للمطالبة جهرا بالاستقلال، وفق بلاغ صادر عنها. واعتبرت الوثيقة أن الظروف التي تحل فيها ذكرى 9 أبريل 1947 في هذه السنة، غير مواتية لتنظيم مهرجان خطابي بكل من مدينتي طنجة وتطوان كما هي العادة، جراء الحجر الصحي الذي تستوجبه جائحة "كورونا" العالمية، لذا فقد آثرت المندوبية الاكتفاء باستحضار الذكرى. وأضاف البلاغ/المقال: "تعود بنا الذاكرة إلى ذلكم الحدث التاريخي العظيم الذي هز أركان الاستعمار، عندما قرر جلالة المغفور له محمد الخامس التوجه إلى مدينة البوغاز طنجة، مرورا بمناطق من مملكته السعيدة التي فرق بينها الوجود الأجنبي ومتوقفا بكدية السلطان بأصيلا، قبل مواصلة الموكب الملكي المبارك طريقه إلى طنجة التي خصته ساكنتها وجماهيرها باستقبال رائع". وأردف أن الملك الراحل محمد الخامس أصر على القيام بزيارته في موعدها، "رغم المحاولات اليائسة لسلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية للحيلولة دون هذه الزيارة ذات الأبعاد والمقاصد السياسية والدبلوماسية والنضالية، بارتكابها للمجزرة الرهيبة بالأحياء الشعبية بالدار البيضاء، بدرب الكبير والرحبة وطريق مديونة وبن مسيك، التي استشهد فيها العديد من المواطنين والوطنيين الأبرار، والذين قام جلالته رحمه الله بتقديم واجب العزاء والمواساة لعائلاتهم وذويهم بأماكن سكناهم، قبل القيام بالزيارة الميمونة إلى طنجة في موعدها المحدد". وتميز برنامج الزيارة الملكية، يضيف بلاغ المندوبية السامية، "بعدة أنشطة ولقاءات تواصلية مع أبناء شعبه، ومن أبرزها الخطاب التاريخي لجلالته ومعه خطاب صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا عائشة، والتي حملت مضامين توجيهية ومواقف بطولية، في التأكيد جهارا على مطلب الاستقلال الوطني والانتماء المبدئي للمغرب إلى محيطه العربي والإسلامي، والدعوة القوية إلى تعبئة الشباب وتعليم الفتاة المغربية وتأهيلها للقيام بأدوارها الرائدة في المجتمع الوطني". كما أمّ الملك الراحل بالمسلمين في صلاة الجمعة بالمسجد الأعظم بطنجة يوم 10 أبريل 1947، "مجسدا بهذه اللمسة الروحية تشبث البلاد بمقدساتها وثوابتها وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، فكانت الزيارة التاريخية التي نحيي ذكراها ونستحضر فيض إيحاءاتها وإضاءاتها، إيذانا بعزم المغاربة ملكا وشعبا وتعبئتهم لمواصلة الكفاح الوطني من أجل تحرير الوطن ووحدته الكاملة المقدسة"، يضيف المقال. وختمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير المقال بالقول: "عسى أن نكون بهذه الكلمة أدينا واجب الذاكرة والتواصل معها تاريخيا وثقافيا وحسيا وقيميا، وأيضا واجب الوفاء والبرور والعرفان في حق حدث تاريخي وطني يجدر إبرازه وتثمينه بمناسبة حلول ذكراه، والاحتفاء به وبسمو رمزيته وعمق دلالاته ماضيا وحاضرا ومستقبلا".