قلما أكتب للعلن.. لكن ما يعرفه العالم الآن أمر ينطق الجماد... فيروس كورونا وباء اجتاح العالم وجاله من دون اعتراف بالحدود ولا بالجنسيات. انتشر بسرعة الريح وما استطاع الإنسان ان يفهم شيئا بخصوصه. فقد تأملنا في هذا المصاب إلى أن أدركنا ضعفنا وقلة حيلتنا.. ورجاؤنا في قدرته سبحانه ورحمته تبقى الملاذ ... وإن كان رب العزة والملكوت يأمرنا بألا نلقي بأنفسنا إلى التهلكة فعلينا الطاعة بالتفكير في كل التدابير التي من شأنها أن تقينا التهلكة.. فقوا انفسكم وأهليكم هذا الوباء الفتاك... وارحموا تعب وعناء وشقاء ملائكة الرحمة وفرسان الأمن وجنوده ساعدوهم ولو فقط بالامتناع عن الخروج والتجمع... من فضلكم الزموا بيوتكم الزموا بيوتكم ثم الزموا بيوتكم ولا تتهاونوا أو تستسهلوا خطورة الداء.. حافظوا على إخوتكم وانشروا الوعي بسلوككم وتعاملكم.. تآزروا وتعاونوا في هذه المحنة وساعدوا بعضكم... فمن مغاربتنا من لن يستطيع تدبر قوت عيشه بركود تجارته البسيطة أو اغلاق منافذ رزقه... إنها الفرصة للتقرب إلى الله لعله يغفر ذنوبنا. فإن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه... فإسلامنا فخرنا وعزتنا.. فجميعا ومعا لأجل التكافل الاجتماعي. واعترافا بالجميل لا بد أن نرفع قبعة الاحترام والتقدير للدولة المغربية التي نفتخر بوطنيتنا وانتمائنا لها والتي أبانت عن شجاعة في حماية مواطنيها ووضعت نصب عينيها أبناءها ولا شيء غيرهم.. فأن يقرر المغرب ومنذ ظهور الحالات الأولى للإصابة بالفيروس تعليق الرحلات وإغلاق الحدود مع أعظم الدول وإغلاق المساجد والمحلات والمقاهي والمدارس.. أمر عظيم وقرار حكيم لم تجرؤ عليه سابقا الدول المتقدمة... وأن يأمر جلالته بالإحداث الفوري لصندوق خاص لتدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا وأن يضخ فيه مبلغ عشرة ملايير درهم، للتكفل بالنفقات المتعلقة بتأهيل الآليات والوسائل الصحية ولدعم الاقتصاد الوطني، للحفاظ على مناصب الشغل والتخفيف من التداعيات الاجتماعية... هو قرار إنساني لصاحب الجلالة علينا أن نقف كشعب رجلا واحدا لأجل أن نبرهن عن نبل وأخلاقنا وسمو إنسانيتنا في التكافل للتخفيف من تلك التداعيات الاجتماعية المحتملة. فالمغرب بالقيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده وحفظه لم يبال إلا بصحة وسلامة شعبه أولا وأخيرا . فاختيار أسلافنا لشعار الله الوطن الملك إنما كان أساسه ارتباط الشعب بالدين والوطن والملك كثلاثية حتمية جسدتها الثقة والمصداقية والحب والفخر بالإسلام والمغرب وملكه الهمام... وإن كان جلالته وحكومة المغرب قد أبانا عن هذا الارتباط الوثيق بالشعب... فالآن يبقى دور هذا الأخير الفيصل في تحقيق الحماية وتأكيد اللحمة بين الشعب والملك بالامتثال لهذه التدابير والتأكيد على حضارة ورقي وسمو أخلاق الشعب المغربي.. الذي عليه أن يظهر للعالم بأجمعه أن تقدم الدول وتحضرها ليس أساسا في مكننتها العالية واقتصادها الرقمي وإنما في الوعي والتحضر السلوكي والمعاملاتي عند الضرورة في الوقت الذي تنعدم فيه فائدة الآلة والمال... أجدد أننا فخورون دائما وأبدا بمغربيتنا وإحساسنا بالأمان لا يوصف لأن لنا أبا حنونا هو ملكنا الهمام.. فلنظهر يا شعب المغرب رقينا وحضارتنا وتكافلنا وانسجامنا روحا وجسدا فنحن أمام امتحان يسجله التاريخ ويكتبه لنا أو عنا ..الله الوطن الملك . *دكتور في القانون