دعا قادة الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان رئيس الحكومة إلى القيام بإجراءات سياسية تصالح المغاربة مع السياسية، وذلك تخوفاً من ارتفاع ظاهرة العزوف الانتخابي خلال الاستحقاقات المقبلة. وعقد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، مساء الأربعاء بمقر رئاسة الحكومة، أول اجتماع مع الأحزاب الممثلة في البرلمان بحضور وزير الدولة ووزير العدل ووزير الداخلية والوزير المنتدب في الداخلية، خصص لإطلاق ورش التحضير للانتخابات المقبلة، يليه اجتماع اليوم الخميس مع بقية الأحزاب السياسية غير الممثلة في البرلمان. ووفق المعطيات التي حصلت عليها هسبريس، فقد اتفق رئيس الحكومة مع الأحزاب السياسية على إنهاء جميع المشاورات المتعلقة بالانتخابات المقبلة لسنة 2021 قبل نهاية الدورة البرلمانية الربيعية، أي في أواخر شهر يوليوز المقبل. رئيس الحكومة عبر عن استعداده لمواصلة التشاور مع جميع الفرقاء السياسيين بدون استثناء من أجل إعداد جيد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، في إطار توافق وطني، وأكد أن "هاجسنا جميعا مواصلة الإصلاحات السياسية التي باشرتها بلادنا بما يستجيب لتطلعات المواطنين". محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، قال إن اللقاء مع رئيس الحكومة لم يتطرق إلى تفاصيل التعديلات على القوانين الانتخابية، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على عقد اجتماعات أخرى. وأضاف بنعبد الله، في تصريح لهسبريس، أن حزب التقدم والاشتراكية شدد خلال الاجتماع على ضرورة "فتح نقاش حول الأوضاع السياسية في البلاد، والوقوف على الفراغ البين الحاصل في العمل الحزبي على مستوى العلاقة بين المواطن والعمل السياسي". ودعا الأمين العام لحزب ال"PPS" الحكومة إلى القيام بإجراءات من شأنها أن تصالح المغاربة مع السياسة، معتبرا أن المدخل الأول لأي عملية انتخابية يجب أن يمر عبر رفع نسبة المشاركة في الاستحقاقات المقبلة. وشدد الفاعل السياسي ذاته، في تصريحه، على ضرورة "تقوية منسوب الاهتمام بالشأن الانتخابي، بعد ذلك يمكن أن نمر إلى مناقشة تفاصيل التعديلات على القوانين الانتخابية". من جهته، قال سليمان العمراني، النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن "التوافق بخصوص الاستحقاقات المقبلة مطلوب وبأفق وطني في إطار ما رسمه الدستور وبالإرادة السياسية لجميع الفاعلين، ويجب أن يظهر في التشريع الانتخابي، وفي مشاركة مغاربة العالم، وفي غيرها من القضايا ذات الصلة بالانتخابات". ودعا العمراني، في تصريح صحافي، الأحزاب السياسية إلى جعل السنة الانتخابية "موعدا متجددا لبلادنا من أجل تقديم نموذج متميز بطريقة تراكمية، وفرصة لتكريس المسار الديمقراطي والوفاء لما نص عليه الدستور من ثابت الاختيار الديمقراطي"، مضيفا أن "هذه إرادة نتقاسمها جميعا، لذلك ما سنعتمده في التحضير للانتخابات يجب أن يمشي في هذا المنطق لتكريس المسار الديمقراطي".