أُعِدّت الوجبات وجُهّزت الموائد، لكن لم يأتِ الزبناء.. هي مطاعم صينية هجرها الزوّار منذ تفشّي فيروس "كورونا" المستجد الذي أرخى بظلاله على وضعية هذه المطاعم في مدينة الدارالبيضاء، حيث يُخيّم الصمت عليها طوال الفترة الأخيرة، في ظل تفادي الزبناء الذهاب إليها خوفاً من الوباء "القاتل". مطاعم أغلقت أبوابها مؤقتاً إلى حين انجلاء صورة الوضع العام، وأخرى تحدّت الأزمة العالمية القائمة عبر الاستمرار في العمل اليومي كأنما شيئا لم يحدث؛ غير أن وتيرة الإقبال انخفضت كثيراً مقارنة مع السابق، حيث تبدو عشرات المطاعِم المفتوحة في العاصمة الاقتصادية خاوية على غير المعتاد. وفي منطقة "أنفا"، التي تُعد القلب النابض للقطب المالي، تعاني مجموعة من المطاعم الصينية من فراغ استثنائي دام أسابيع عديدة؛ لكنه اشتدّ مع الإعلان عن أول حالة إصابة بفيروس "كوفيد-19"، ما مرده إلى مخاوف الزبناء من الإصابة بعدوى "كورونا". وبشأن "نفور" المواطنين من المطاعم الصينية في المملكة، قال شمس الدين عبداتي، رئيس المنتدى المغربي للمستهلك، إن "الأمر يتعلق بثقافة معينة لدى عامة الناس تستدعي تكثيف ثقافة الإعلام والتحسيس والتوعية لدى السلطات المعنية". وأضاف عبداتي، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "ينبغي تخصيص حملات توعوية موجهة للمواطنين على الدوام، منذ تسجيل أول حالة إصابة في جمهورية الصين الشعبية، من خلال تحسيس المغاربة بأن المملكة سليمة لحدود الساعة باستثناء حالة وحيدة سجلت في الدارالبيضاء". وأوضح الفاعل عينه أن "الحملات التحسيسية يفترض أن تُظهر للمواطنين الأضرار الصحية المترتبة عن الفيروس، وكذلك ما يتعلق بمدى تأثير الاحتكاك في المطاعم على الإصابة بالوباء"، وزاد مستدركا: "مصالح الجماعات ينبغي أن تضاعف حملات الوقاية الموجهة للمطاعم". وتابع رئيس المنتدى المغربي للمستهلك مسترسلا: "يجب التأكد من المواد المستعملة في المطاعم، وكذلك طبيعة المطبخ، إلى جانب فحص الزبناء، في إطار ما يسمى بالاستباق الوقائي"، مردفا: "لا أعتقد أن هذه الحملات المحلية كائنة على أرض الواقع، باستثناء حملات التحسيس الوطنية التي تخص طرق الوقاية من الفيروس". وختم عبداتي تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية قائلا: "على السلطات المعنية بالموضوع أن تقوم بالعديد من الحملات التحسيسية والوقائية بخصوص تفشي الفيروس، سواء تعلق الأمر بشروط النظافة أو التعقيم في المطاعم"، مؤكدا أن "الحملة لا تتعلق بالمطاعم الصينية فقط، وإنما كل المطاعم التي تندرج ضمن الموضوع".