في الوقت الذي ينادي فيه فاعلون حقوقيون ونشطاء بشمال المملكة بضرورة الإبقاء على معبر سبتة مغلقا في وجه التهريب المعيشي، ترى الصحافة الإسبانية أن المواطنين المغاربة هم الأكثر تضررا وليس اقتصاد سبتة، مستدلين بآراء بائعين وتجار كانوا يستمدون قوتهم من البضائع المجلوبة من المدينة التي تقع تحت طائلة الاحتلال الإسباني. وقالت صحيفة "إلباييس" إن مدينة الفنيدق أو "كاستييخو" تعرف فتورا بعد أن أغلقت السلطات المغربية الباب في وجه التهريب، خاصة أن آلاف العائلات تعيش من هذه التجارة غير النظامية. وتضيف الصحيفة: "أثار قرار إغلاق معبر سبتة في أكتوبر الماضي العديد من الشكاوى في سبتة التي تتحدث عن الاختناق الاقتصادي. لكن بينما لا يزال رجال الأعمال والسياسيون في سبتة يتحدثون عن الاختناق، على الجانب الآخر من الحدود ينتشر الفقر أكثر بعشرة أضعاف... هو عالم ينهار ببطء وفي صمت". ونقلت المنبر الإعلامي الإسباني تصريحات لعدد من الباعة الذين أبدوا اعتراضهم على استمرار إغلاق المعبر. وفي هذا الإطار، يقول نور الدين، واحد من التجار: "إنهم يقتلون هذه المدينة.. نحن نعيش من التجارة.. يأتي أشخاص من جميع أنحاء المغرب إلى هنا في عطلة نهاية الأسبوع للشراء... هذه أسوأ أزمة عرفتها السوق منذ 15 عاما". فيما قال صاحب متجر آخر: "رغم إغلاق المعبر لم يتم تقديم أية بدائل للناس لكسب رزقهم، يقال بأنه ستتم إقامة منطقة حرة هنا لكن متى؟". وسبق أن أكد نبيل الخضر، المدير العام لإدارة الجمارك، مرارًا وتكرارًا عن اعتزامه إنهاء التهريب، قائلا في تصريحات سابقة: "التهريب غير قانوني، بالإضافة إلى أن المنتجات التي تصل من خلال هذا النشاط تشكل خطراً على صحة المغاربة وأن المنتج شيئًا فشيئًا يدمر القطاع الإنتاجي في البلاد"، مضيفا: "الحفاظ على هذا الوضع أو عدمه لا يعتمد فقط على الجمارك، والواقع أن قرار إغلاق المعبر ينبع من سياسة الدولة التي تتجاوز بكثير صلاحيات موظف الجمارك". وسبق أن قالت أرانشا غونزاليز لايا، وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوربي والتعاون الإسبانية، إن "مسألة سبتة ومليلية، وبالتحديد المشاكل التي نشأت في كلتا المدينتين، بسبب توقّف التّهريب في سبتة منذ أكتوبر الماضي وإغلاق المعابر التجارية في مليلية في عشت 2018، لم يُناقشها المغرب مع مدريد". وشرحت الوزيرة الإسبانية، في حديثها مع نظيرها المغربي، خلال زيارة للمغرب في يناير الماضي، أنّ "المغرب اتخذا هذين القرارين من جانب أحادي، ولم يستشر مدريد في كلتا الخطوتين"، وتابعت موضحة: "نحن متفقون على أن هناك حاجة إلى التشاور والحوار حول هذه القضية، وكذلك في مسألة الحدود البحرية؛ وسيكون ذلك أفضل وسيلة لدفع كلتا القضيتين إلى التّوافق".