استعدادا للألعاب الأولمبية التي ستقام بطوكيو سنة 2020، حل باليابان الجودوكا الفرنسي تيدي رينار، بطل العالم لثمان مرات والحاصل على ذهبيتين وبرونزية أولمبية في فئة +100 كغ، الفئة الكلاسيكية في رياضة الجودو والتي لطالما عرفت سيطرة الرياضيين اليابانيين. لسنا هنا لنتحدث عن جامعات اليابان ومقارنتها بنظيرتها المغربية، لأن معسكر الجودوكا أقيم في المراكز الرياضية لجامعات محلية، ولن نتحدث عن البنية التحتية والتجهيزات الرياضية والميزانيات المخصصة لتكوين وتمويل الرياضيين ولن نقارنها بميزانياتنا التي تصرف في مجملها على الندوات واللقاءات التي لا تسمن ولا تغني من جوع في المجال الرياضي. استغل المؤطرون اليابانيون تواجد الجودوكا الفرنسي وأحضروا الشباب لمتابعة تدريباته، توجهت الكاميرا لكبير مدربي المركز، استرسل وقال إن الهدف كيابانيين هو استرجاع السيطرة على فئة 100+ كغ، وأكد على أن العمل لا يقتصر على صناعة جودوكا واحد، بل رياضيين قادرين على التغلب على تيدي رينار، سأله الصحفي هل بالإمكان مقارعة الجودوكا الفرنسي؟ أجاب: إنها دولة بأكملها تبحث عن حل! درسنا سلوك اللاعب داخل السجاد، وسنعمل المستحيل لذلك! نحن كذلك نبحث عن الحلول، فمثلا جامعة كرة القدم تصرف ميزانيات ضخمة دون تأثير إيجابي بسيط على مستوى التشريع أو على مستوى تكوين اللاعبين، المؤطرين والحكام. رياضة الريكبي كذلك لم تتأهل قط لبطولة العالم ونزلت للتصنيف الثاني بين المنتخبات الإفريقية، للأسف! نأخذ كمثال ثالث جامعة ألعاب القوى التي كانت تعتبر الدعامة الأساسية للرياضة الوطنية، شاركت بصفة منتظمة بالألعاب الأولمبية وحققت إنجازات لا يختلف عليها اثنان. لكن نضب نهر المنجزات الرياضية وطفت على السطح مشاكل جعلت عدائينا يكتفون بالمشاركة إن هم شاركوا. تراجع كبير ذلك الذي عرفته كرة اليد المغربية، فمنذ 2007 لم يشارك المنتخب الوطني في بطولة العالم. أما عن البطولة الوطنية، فلا تتعدى مدتها 3 إلى 4 أشهر من الممارسة. في صراع مع رئيس جامعة كرة السلة الحالي، قررت مجموعة من الفرق مقاطعة البطولة، فرد الرئيس بإيقاف المكاتب المسيرة لمدة خمس سنوات وإنزال الفرق إلى القسم الثالث وتغريمها مبالغ ضخمة... لا أعلم إن كان قرار رئيس الجامعة قد نفذ أم لا، لكن ما أصبح جليا للجميع أن البطولة الوطنية لكرة السلة لم تنطلق بعد! من منا لا يتذكر كريم العلمي، يونس العيناوي، هشام أرازي... رياضة توارت عن الوجود ولم نعد نرى لها وجودا في الساحة الوطنية. فنادرا ما صرنا نسمع عن رياضة التنس، لا بطولات محلية، لا مشاركات دولية، فكيف لنا أن نتذكر اسم لاعب! فعلا وضع لا يشرف أحدا ويؤكد أن رياضتنا وخاصة جامعاتنا الرياضية تحتاج لنموذج إصلاحي جديد! *طالب باحث بسلك الدكتوراه بفرنسا