عاقدة آمالها على التحركات الأخيرة التي طبعت ملف المغاربة العالقين بالأراضي السورية والعراقية، انضمت العائلات إلى "مجموعات الضغط" على الدبلوماسية المغربية، من أجل التحرك عاجلا، لإنقاذ القابعين بأراضي القتال بمنطقة الشرق الأوسط، خصوصا أن الحرب هناك لم تبد أية إشارة نحو قرب وضع أوزارها؛ وهو ما يجعل حياتهم في خطر دائم. وقررت العائلات تأسيس تنسيقية وطنية تحت اسم "التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة بسوريا والعراق"، مطالبة ب"إعادة واسترجاع جميع القابعين بساحات الحرب، وضمان محاكمة عادلة بعد العودة، مشيرة إلى أنها "مستعدة للتدخل بشكل متواصل لدى الجهات المسؤولة من أجل تسريع عملية الترحيل". التنسيقية، التي أسست الخميس، أوردت أنها مقتنعة ب"ضرورة المواكبة النفسية والصحية لكل العائدين، والمساهمة في دمجهم على المستوى الاجتماعي، فيما يتحتم تسهيل ولوج الأطفال إلى المنظومة التربوية والتعليمية، فضلا تسهيل الحصول على الوثائق الإدارية اللازمة"، مسجلة أن "التنسيقية مستعدة للمساهمة في كل المبادرات التي تهدف التعاون معها". ومن المرتقب أن تشتغل التنسيقية عبر وسائل مختلفة أفرزها الاجتماع؛ من بينها "التواصل والحوار مع الجهات المسؤولة، وعقد شراكات مع كافة المتدخلين في الملف، بالإضافة إلى تنظيم محاضرات وندوات دراسية ولقاءات صحافية"، متفقة على تشكيلة مكتبية تمثل عائلات المحتجزين والعالقين أمام السلطات والرأي العام المغربي. وبدوره، تقدم عبد اللطيف وهبي، البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة المُعارِض، بطلب إلى رئيس لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب لتشكيل لجنة للقيام بمهمة استطلاعية من أجل الوقوف على حقيقة ما يُعانيه العديد من الأطفال والنساء والمواطنين المغاربة في بؤر التوتر في كل من سوريا والعراق. وترى رحمة معتز، باحثة في فقه الواقع وقضايا التطرف، أن "الأسر تفكر في سبل توصلها إلى حل إعادة أبنائها إلى المغرب؛ لكن الدولة لا تستطيع التحرك من أجل استقبال المقاتلين بالأراضي السورية والعراقية"، مشيرة إلى أنها اشتغلت قرب الرابطة المحمدية للعلماء، وعاينت حجم الصعوبات الموجودة، وزادت: "الدولة لم تستطع دمج هذه الفئة داخل المجتمع". وأضافت معتز، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "بعض النسوة توجهن إلى الدعارة لعدم قدرتهن على الاندماج وسط المجتمع"، مؤكدة أن "التنسيقية آلية ديمقراطية، من أجل الضغط على الدولة، خصوصا أن المنتظم الدولي يتابع هذا الملف عن كثب"، موضحة أن "جميع من يلج المغرب يعتقل بغض النظر عن تصريحات المسؤولين المتواترة". وأكملت الباحثة المغربية قائلة: "إلى حدود اللحظة، لا أحد يعرف مصير مليكة العربود، المغربية البلجيكية التي كانت ممسكة بزمام إرسال الأوروبيات إلى أراضي القتال، هي في السجن، دون تفاصيل أخرى"، وزادت: "مشروع إعادة تأهيل الجهاديين كبير، ويتطلب عملا كبيرا".