دون فاعلية تذكر، لم تستطع كل "البروباغوندا" التي أحاطت بها جبهة البوليساريو مرور رالي "موناكو – داكار" عبر الأقاليم الجنوبية إيقاف مساره الاعتيادي عبر أسا والسمارة والداخلة ثم الكركارات، فللمرة الثالثة تواليا تحترم الجهة المنظمة تصورها منذ انطلاقة السباق المشهور على الصعيد الدولي، والذي يمر أساسا من المناطق الصحراوية الرملية. ووضع المسؤولون عن الرالي خريطة المغرب كاملة في الملصق الخاص بالمسار الذي سيقطعه المتسابقون، محتفظين بالحدود مع الجوار الجزائري والموريتاني كما هي، ومثيرين بذلك حنقا واسعا في صفوف جبهة البوليساريو التي عبرت للمرة الثالثة عن رفضها الأمر، خصوصا أن مشاركين كثرا يحملون معهم أعلاما وطنية تكريسا لمغربية الصحراء. ومعروف أن عناصر الجبهة تتعامل مع الرالي بحساسية مفرطة، خصوصا أنه لا يستحضر التهديدات المتواصلة الصادرة عنها، ويمضي شاقا طريقه صوب خط النهاية بالعاصمة السينغالية "دكار"، وهو ما دفع كثيرين إلى مراسلة الأمين العام للانفصاليين، من أجل استدراك فشل السنتين الماضيتين، ومعاودة طرح قضية "الرالي" دوليا. وفي السياق، أورد الشرقي الخطري، مدير مركز الجنوب للدراسات والأبحاث، أن "النقاش الحالي يعيدنا إلى محطة الرالي الشهير باريسدكار سنة 1999، (نقل إلى السعودية)، بعد أن لوحت جبهة البوليساريو بإشهار السلاح في وجه المنظمين، لكن لاشيء حدث، باستثناء التجييش الإعلامي"، مشيرا إلى أن "مرور الرالي من مدن آسا والسمارة والداخلة يكرس صورة جديدة للتحولات الحاصلة". وأضاف الخطري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "ملف الصحراء يشهد تحولات كبيرة على عدة أصعدة. وهذا الرالي يتجاوز الصورة النمطية التي تحاول البوليساريو تكريسها عن الصحراء، كما أنه مروج لما يجري حقيقية، من خلال ضمان العديد من القواعد، أهمها المشاركون والشركات الراعية والوكالات الإعلامية الدولية الناقلة". وأوضح الخبير في العلاقات الدولية أن "الرسالة الأخرى مفادها أن الوضع في الصحراء مستقر، وكل من يعارض هذا فهو أمام مبادئ السلم الدولي"، مسجلا أن "المغرب يوضح بالملموس أن حدوده ليست رخوة، بل متحكم فيها ويمارس عليها السيادة وفق القوانين الجاري بها العمل"، ومشددا على أن "الأوضاع في ليبيا والجزائر، وما يجري داخل المخيمات، تبين استحالة إيقاف الرالي". وأكمل الخطري: "أي انتهاك أو إيقاف للرالي يعتبر بمثابة إعلان حرب"، مسجلا أن "ذلك مرفوض بالبت والمطلق، كما أنه مستبعد جدا"، ومؤكدا أن "الحلقة الأهم التي على المغرب أن يستفيد منها هي "البيغ داتا" المتعلقة بالرالي، إذ أصبحت حلقة تقوم عليها كل التطاحنات الدولية الحالية والمستقبلية".