اشتكى عدد من المواطنين المغاربة من "تباطؤ السلطات المغربية في مباشرة عمليات مراقبة المركبات وافتحاص جوازات السفر والتأكد من هويات أصحابها في معبر باب سبتة"، وفق تعبيرهم. وأرجع المواطنون المغاربة الذين يستعملون المعبر سالف الذكر أسباب وضعية الاكتظاظ التي يشهدها المعبر عند مغادرة الثغر المحتل إلى تلك الإجراءات. وقال عمر الياسيني، ناشط جمعوي ومدون إلكتروني مقيم بمدينة الفنيدق، إن "ما يقع بباب سبتة تتحمل مسؤوليته السلطات المغربية والإسبانية على السواء؛ فالسلطات المغربية تتساهل في عملية دخول المواطنين لسبتةالمحتلة، بينما تلجأ إلى إغلاق المعبر عند الخروج"، معتبرا ذلك خرقا سافرا، "ولا يعقل بتاتا أن يتم إغلاق باب الدخول إلى المغرب في وجه العموم، سواء الجالية المغربية أو زوار المدينة السليبة من المغاربة، بل وحتى ممتهني التهريب المعيشي"، وفق قوله. وأوضح الياسيني أن "السلطات الإسبانية تلجأ، من جانبها، إلى تجميع المواطنين المغاربة بموقف للسيارات تابع للمستشفى الجامعي لسبتة، عندما تقوم السلطات المغربية بإغلاق المعبر، حتى تتجنب عرقلة حركة السير والجولان"، مشيرا إلى أن "هذه الإجراءات تترك المواطنين محاصرين بين موقف السيارات بسبتةالمحتلة وبوابة المعبر التي تشرف عليها السلطات المغربية، في ظروف غير إنسانية وبالعراء لساعات طوال". من جانبه، أرجع محمد عزوز، الناشط الحقوقي والفاعل الجمعوي بمدينة الفنيدق، الإشكال الجديد الذي بات يطرحه باب سبتة إلى "النمط الجديد للسلطات المغربية والإسبانية في التعامل مع مسألة التهريب وعبور الأشخاص والمركبات"، معتبرا أن "تسهيل السلطات الإسبانية بعملية ولوج الثغر المحتل قابلته إجراءات رقابية للسطات المغربية، تتطلب بعض الوقت؛ وهو ما يفضي إلى اكتظاظ وطوابير طويلة، وبالتالي يعرقل ذلك حركة السير والجولان". وأوضح المتحدث أن ما يحصل بباب سبتة "مرتبط بالسياسات الجديدة، والمستجدات التي وقعت خلال تعامل السلطات المغربية مع ملف التهريب، وملف المعبر"، وزاد بالقول: "وفي إطار الفعل ورد الفعل، وضمن ميزان القوى العام السياسي والاقتصادي للبلدين الجارين وعلاقاتها، وكلها عوامل متدخلة في هذا الجانب" يضيف عزوز، داعيا الطرفين إلى الحوار لحل هذا الإشكال الذي أصبح يشكل معاناة للمواطنين المغاربة، سواء أفراد الجالية المقيمة بالخارج أو زوار المدينة السليبة.