خيم النقاش بين مجموعة من الفاعلين حول قطاع التعليم، باعتباره مدخلا من مداخل النموذج التنموي الجديد، في اللقاء الذي نظمته "مبادرة تيزي"، مساء السبت بالدار البيضاء، حول "التعليم والريادة دعامة للنموذج التنموي الجديد". وأكد البرلماني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، عمر بلافريج، في مداخلته في هذا اللقاء، الذي حضره رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، أن التعليم لا يدخل ضمن أولويات الدولة، حيث قال إن "التعليم لا تراه الدولة كأولوية، وهذا يظهر من خلال الميزانية المخصصة له في قانون المالية، إذ هناك تراجع على مستوى هذه الميزانية". وبالرغم من تنويه البرلماني بلافريج بالرؤية والخلاصات التي جاء بها المجلس الأعلى للتربية والتكوين، فقد أوضح أن المشكل يكمن في "غياب الإرادة السياسية"، مشيرا إلى أنه "لو كانت هناك إرادة فالحلول موجودة، حيث يمكن تحويل ميزانيات إلى قطاع التعليم". وتساءل بلافريج في معرض مداخلته "لِمَ لا يتم تعميم النقل المدرسي، ووضع برنامج طموح لنقل التلاميذ من منازلهم صوب المدارس، ومطاعم خاصة بهم في المدارس؟ واش ماشي حشومة نغديو تلاميذ بدرهمين في المدرسة؟ خاص مجهود من قبل الأطراف الأخرى". وتطرق بلافريج إلى وضعية قطاع التعليم، حيث قال: "للأسف هناك بعض الأشخاص لم يجدوا عملا فالتحقوا بالتعليم، ومن لم يحصل على معدل جيد يلج التعليم، لذلك علينا تغيير هذا الأمر وجعله أولوية لنا". من جهته، أوضح يونس العراقي، مدير مؤسسة للتعليم الخصوصي، في مداخلته، أن الرؤية التي جاء بها المجلس الأعلى للتربية والتكوين "تظل في الأوراق، غير أن الواقع شيء آخر". وأشار العراقي إلى أن مشكل قطاع التعليم يتمثل في الإدارة، حيث أكد أن المؤسسات التعليمية بالمغرب يوجد بها مدراء بدون تجربة في الإدارة والقيادة، وهو ما يؤثر في التلاميذ الذين يلاحظون ذلك في المدارس. وقال الفاعل في قطاع التعليم الخصوصي إنه لا يمكن أن يتحول أستاذ إلى مدير، ولا يمكن أن يصير أستاذ أوشك على التقاعد مديرا، مضيفا "لو وضعنا على رأس كل مؤسسة شخصا يجيد التدبير لكانت مدرستنا بخير".