بعد أيام من الحملة التي أطلقها شباب مغاربة لتنظيف المحتوى الرقمي المغربي على الشبكة العنكبوتية، ومحاربة ظاهرة "الروتينات" المنتشرة على "يوتيوب"، راسل مكتب الصرف عددا من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لمطالبتهم بالإسراع في تسوية وضعيتهم القانونية والمالية، وذلك قبل متم السنة الجارية. وطالب المكتب "اليوتوبرز" المغاربة بتسوية وضعيتهم المالية معه، سواء على مستوى تحديد قائمة الوثائق التي ينبغي تقديمها له، بهدف إثبات طبيعة الخدمات التي تمّ تقديمها وتلقوا أموالا مقابلها، أو أداء النسب القانونية من تلك الأموال لخزينة الدولة. ويهدف القرار الصادر عن المؤسسة العمومية إلى ضبط حركة الأموال الأجنبية التي تدخل إلى المغرب كمقابل لخدمات إعلامية أو إعلانية تتلقاها شركات أجنبية من أشخاص مغاربة. من جهته أعلن موقع "يوتيوب"، بدوره، عن شروط جديدة لاستخدام المنصة الرقمية، سيتم العمل بها ابتداء من السنة المقبلة، وتنص على حق الإدارة في تعليق أو إيقاف نشاط كل قناة في حالة اعتقدت، وفق تقديرها، أنها "غير ربحية"، أو تخالف القوانين الجديدة التي سطرتها. وتوعدت إدارة "يوتيوب" أصحاب القنوات التي يتابعها أطفال تقل أعمارهم عن 18 سنة بغرامة تصل إلى 42 ألف دولار، وإغلاق القناة نهائيا؛ وذلك إثر اتهامها باستغلال المعلومات الشخصية لمستخدمي المنصة الرقمية، ومنحت أصحاب القنوات المدرة للدخل مهلة أربعة أشهر لتسوية وضعيتهم القانونية. وشددت المنصة ذاتها على إغلاق كل قناة بشكل نهائي لا تتوفر على الشروط الجديدة والمصادقة عليها، معتمدة على تقنية "خوارزمية الصورة والصوت" لكشف المخادعين. وأثارت موجة "الروتين اليومي" موجة كبيرة من السخط والسخرية من بعض الناشطات المغربيات على موقع "يوتيوب"، اللواتي لجأن إلى أساليب "لا أخلاقية" طمعا في دولارات الموقع الأمريكي، وحصد أكبر نسب المشاهدات. وعبّر الكثير من رواد "فايسبوك" عن سخطهم الشديد مما آل إليه محتوى "يوتيوب" الذي أصبح يرتكز على اقتحام حميمية البيوت المغربية، والظهور بملابس شفافة أثناء تنظيف المنزل، ما اعتبره البعض "ممارسة إباحية" وليس "روتينا تحفيزيا" كما يُطلق عليه. وأسس مجموعة من الشباب المغاربة صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" "لمُحاربة ظاهرة "الروتينات" المنتشرة على "يوتيوب"، وتنظيف المحتوى المغربي على الشبكة العنكبوتية، بهدف حفظ ماء وجه المغاربة"؛ فيما أطلق آخرون حملة وطنية موسومة بهاشتاغ #باراكا_من_التفاهة" و #لنرتقي_ بمحتوى_اليوتيوب"، للتبليغ عن عدد من الفيديوهات والقنوات.