قام وفد يضم عددا من فعاليات المجتمع المدني الناشطة بالأقاليم الجنوبية للمملكة بالكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من طرف البوليساريو في حق المحتجزين في مخيمات تندوف بالجزائر، في لقاء مع مسؤولين رسميين بإقليم الباسك. وقد قدم أعضاء الوفد المدني صورا لأساليب التعذيب الممنهج الذي يتعرض له المحتجزون بالمخيمات على أيدي مليشيات البوليساريو، وبسطوا ما تعرضوا له في السجون من تنكيل وتعذيب وقمع وانتهاك للكرامة الإنسانية. وعزز الضحايا السابقون تصريحاتهم بصور وبيانات توثق مختلف أشكال التعذيب وآثاره، موردين أن بين المحتجزين إسبان وموريتانيون وكذا العديد من الصيادين من جزر الكناري. وشدد الداهي أكاي، رئيس جمعية المفقودين لدى البوليساريو، على أن الملف الذي بحوزتهم يضم أيضا قرارات المحكمة العليا الإسبانية حول الشكاية التي رفعها الضحايا ضد مجموعة من المسؤولين في البوليساريو، وكذا تقارير الاستماع إلى الضحايا من طرف القضاء الإسباني. ودعا أكاي المسؤولين الباسك إلى دعم مطالبهم بالقصاص من الجلادين، والمساعدة في التعريف بهذه الجرائم التي ارتكبها قياديون في البوليساريو في حق العديد من الصحراويين. محمد المختار ولد عليا، الذي قضى سنوات في سجون البوليساريو، وياسين جميعة، عرضا ما تعرضا له في سجون البوليساريو، وما تعرضت له عائلاتهما من تعذيب، موردين أن هناك من مازال مفقودا ولا يعرف عنه أي شيء. المسؤولون المحليون بإقليم الباسك أكدوا، خلال مداخلاتهم، أهمية المبادرة التي مكنتهم من الاطلاع على وضع ضحايا البوليساريو وما تعرضوا له من مختلف أصناف التعذيب والتنكيل، وعبروا عن إدانتهم لهذه الممارسات، مؤكدين التزامهم بدراسة هذا الملف وكذا حالات التعذيب التي تضمنها والعمل على تتبعه، خاصة من الناحية القانونية، مع القيام بما يلزم لتحقيق العدالة. الوفد ضم كلا من الداهي أكاي، رئيس "جمعية المفقودين لدى البوليساريو"، وياسين جميعة، عضو الجمعية إحدى ضحايا الآلة القمعية للبوليساريو، بالإضافة إلى محمد المختار ولد علي، وهو ضحية آخر عضو "جمعية ذاكرة وعدالة". أما الجانب الباسكي، فقد ضم كلا من خيسوس لوسا أغيري، مندوب الحكومة المركزية الإسبانية بإقليم الباسك، وخوسي دي لافونطي، نائبه، وكذا آنطون إيشيفيريتا زوريلا، نقيب هيئة المحامين بإقليم آلبا.